أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرافضة لأي "سيادة فلسطينية" في قطاع غزة بعد الحرب، موجة انتقادات دولية وأممية واسعة، فيما عبّر مشرعون في الكونجرس الأميركي عن شكوكهم في قدرته على قيادة البلاد.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الأحد، إن رفض قبول حل الدولتين للإسرائيليين والفلسطينيين، وإنكار حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة، "أمر غير مقبول".
وأضاف في تغريدة عبر حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "يجب أن يعترف الجميع بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قال، خلال قمة حركة عدم الانحياز في أوغندا، السبت، إن "الجميع يجب أن يعترف بحق الشعب الفلسطيني في بناء دولته" وأن أي "إنكار" لهذا الحق "غير مقبول".
واعتبر وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، الأحد، أن تصريحات نتنياهو الرافضة لأي "سيادة فلسطينية" في مرحلة ما بعد حرب غزة، "مخيّبة للأمل".
وقال شابس لمحطّة "سكاي نيوز" إنه "من المخيّب للأمل أن نسمع ذلك من رئيس الوزراء الإسرائيلي"، مؤكداً أنه بالنسبة إلى بريطانيا "لا خيار سوى" حلّ الدولتين لتسوية النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وأعلن وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، السبت، أن "للفلسطينيين الحق في السيادة، وفي إنشاء دولة".
وقال سيجورنيه في تغريدة عبر منصة "إكس" إن "فرنسا ستبقى وفية لالتزامها من أجل بلوغ هذا الهدف".
وأتت ردود الفعل بعد تصريحات لنتنياهو عارض فيها فكرة قيام دولة فلسطينية، وشدد على أن إسرائيل يجب أن تحتفظ "بالسيطرة على أمن الأراضي الفلسطينية".
نتنياهو يرفض دولة فلسطينية
ورفض نتنياهو الخميس، طلب الرئيس الأميركي جو بايدن المتكرر بالتعايش مستقبلاً بين إسرائيل ودولة فلسطينية، قائلاً: "يجب أن يكون لإسرائيل السيطرة الأمنية على كامل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. هذا شرط ضروري وهو ما يتعارض مع فكرة السيادة (الفلسطينية)"، وقال إنه عبر عن ذلك مباشرة للأميركيين.
وفي اتصال هاتفي مع بايدن، الجمعة، قال نتنياهو إن إسرائيل يجب أن "تتأكد من أن غزة لن تشكل تهديداً بعد الآن"، معتبراً أن هذا الشرط "يتعارض مع مطلب السيادة الفلسطينية"، وفق ما نقل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتؤيد الولايات المتحدة وأوروبا حل الدولتين، وهو ما تُعارضه الحكومة الإسرائيلية التي تشن حرباً على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
انتقادات وشكوك أميركية
وأثارت تصريحات نتنياهو عاصفة انتقادات فورية وقوية في البيت الأبيض، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض جون كيربي: "من الواضح أننا نرى الأمر بشكل مختلف".
وقال كيربي إن الرئيس جو بايدن "لن يتوقف عن العمل" من أجل فرض حل الدولتين، وفق ما أوردت وكالة "أسوشيتد برس".
وقال مسؤولون أميركيون لشبكة "سي إن إن"، إنهم لن يسمحوا لرفض نتنياهو لإقامة دولة فلسطينية، بأن يمنعهم عن الضغط بشأن هذه القضية، في لقاءاتهم مع المسؤولين الإسرائيليين.
وقال مسؤول كبير في إدارة بايدن، إن نتنياهو تراجع عن تصريحات متشددة من قبل، وأن تصريحاته هذه "ليست الكلمة النهائية في الموضوع بالضرورة".
كما عبّر كبار الداعمين لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونجرس الأميركي، عن شكوكهم في قدرة نتنياهو على قيادة البلاد.
وأفاد تقرير لشبكة NBC الأميركية، بأن السياسيين الأميركيين من التيارات التقدمية، عبروا صراحة عن انتقادهم لنتنياهو والخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين والبنية التحتية في غزة، جراء الهجوم العسكري الذي تشنه إسرائيل على غزة، لكن المثير هو أن الداعمين التقليديين لتل أبيب في الكونجرس أصبحوا بدورهم يعبرون عن إحباطهم من الطريقة التي يدير بها نتنياهو الأمور، حتى ولو عبروا عن ذلك سراً.