
انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية والأوكرانية، تُظهر اشتباكاً يبدو أنه وقع بين قوات روسية وشيشانية، في ظل استمرار التقارير بشأن مشكلات الروح المعنوية والانضباط بين قوات روسيا في أوكرانيا.
وذكرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن اللقطات التي نشرها مدونون روس مؤيدين للحرب وقنوات شيشانية شهيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، تظهر وقوع مواجهات عنيفة بين القوات الروسية والقوات الشيشانية في نقطة تفتيش بمدينة ميليتوبول في جنوب أوكرانيا.
وتردد أن قائد كتيبة "فوستوك-أخمات" الشيشانية، فاخا خامبولاتوف، شارك في المواجهة، واتهم بمهاجمة جندي روسي بدافع الغضب من توقيفه عند نقطة التفتيش.
وبعد أن شكك جندي روسي مجهول الهوية في الأوامر الورقية التي أبرزها خامبولاتوف، بدا أن الجنود الشيشان مع القائد أقدموا على ضرب الجندي وهددوه بمسدس.
وذكرت قناة "ذا فيجنيري تليجرام"، أن فيديو المشاجرة يثير فضيحة في روسيا، موضحةً أن "فاخا خمبولاتوف ورفاقه يضربون ضباط شرطة عسكرية أوقفوا موكبهم دون أسباب مبررة".
وأضافت: "الموضوع الشيشاني الحساس، الذي برد خلال عطلة رأس السنة، يعود مرة أخرى إلى أعلى جدول أعمال الشؤون العسكرية والسياسية"، مشيرةً إلى أن التطورات اللاحقة ستكشف الكثير عن التوتر الحالي الذي يتطور بين الشيشانيين وزملائهم الروس.
ونشرت قناة "فوينكور تليجرام" التي تعبر عن آراء قومية متشددة، رداً غاضباً على الفيديو، قالت فيه: "من غير الممكن عدم الرد على هذا، هذا تحدي مباشر"، متسائلة: "هل هؤلاء هم بالضبط جنود الدفاع المكلفين بحماية شعب العالم الروسي؟".
وفي الوقت نفسه، ذهبت قناة "ذا ثيرتين" إلى حد الدعوة إلى الانتقام العنيف، وقالت إن الجنود الروس الذين يفتشون الحواجز يجب أن يواجهوا الشيشانيين المسلحين.
وأضافت: "إذا كان هناك تهديد لحياتك، فيجب عليك أن تخرج بندقيتك الآلية، وتفرغها في وجه القبيح"، في إشارة إلى المقاتلين الشيشان.
وطوال الوقت، كان هناك توتراً بين الوحدات الروسية العادية وتشكيلات شيشانية تحت سيطرة الرئيس رمضان قديروف، الرجل القوي الموالي للكرملين في الشيشان، والذي تسمح له موسكو بحكم الجمهورية في شمال القوقاز كما لو كانت مملكته الشخصية مقابل ولائه للرئيس فلاديمير بوتين.
ومكن حكم قديروف من تهدئة المنطقة المضطربة، إذ سبق أن شهدت الشيشان صراعين انفصاليين وحشيين في تسعينيات القرن العشرين وأواخر القرن العشرين، وكان الثاني منهما تحت إشراف بوتين.
وقاتل والد قديروف، أحمد قديروف، الذي اغتيل عام 2004، الكرملين في الحرب الشيشانية الأولى، لكنه غير اتجاهه لدعم موسكو في الثانية.
وأرسل رمضان قديروف قواته إلى أوكرانيا في وقت مبكر من الغزو الروسي واسع النطاق للبلاد. ومع ذلك، تعرضت الوحدات الشيشانية للسخرية على نطاق واسع من قبل الأوكرانيين والروس على حد سواء؛ بسبب عروضها الأدائية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنها لم تكن فعالة في القتال، وأكسبهم هذا السلوك لقب "كتيبة تيك توك"، في إشارة إلى العديد من مقاطع الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي التي أنتجها المقاتلون الشيشان.
واشتبكت قوات شيشانية معروفة باسم "قاديروفتسي" مراراً مع رفاقها من الروس، وقالت القوات المسلحة الأوكرانية في نوفمبر 2022: "لا تزال العلاقات بين المجندين وقوات الاحتلال من جمهورية الشيشان على أراضي دونيتسك المحتلة مؤقتاً متوترة".
جاء ذلك في أعقاب حادث وقع في ماكيفكا، في دونيتسك، وأفادت التقارير بإصابة 3 جنود روس بجروح.
وشارك قديروف نفسه في الانتقادات الداخلية للكرملين التي رافقت الغزو الروسي بشكل كامل، إذ ردد في البداية العديد من المظالم التي عبر عنها "الأوليجارشي" الذي تحول إلى أمير حرب يفجيني بريجوجين، الذي انخرط بصفته زعيماً لمجموعة "فاجنر"، في انتقادات شديدة لوزير الدفاع سيرجي شويجو ورئيس الأركان العامة فاليري جيراسيموف.
ومع ذلك، عندما أصبح بريجوزين أكثر صراحة، نأى قديروف بنفسه.
وعندما قاد بريجوجين "انقلابه الفاشل" في يونيو 2023، عرض قديروف مقاتليه الشيشان لإخماد التمرد، بحسب المجلة الأميركية التي قالت إنه بعد وفاة بريجوجين في أغسطس 2023، عبّر قديروف عن حزنه لفقدان "خسارة كبيرة للدولة بأكملها".
ومع ذلك، أضاف: "طلبت منه أن يترك طموحاته الشخصية وراءه لصالح مسائل ذات أهمية وطنية قصوى، كل شيء آخر يمكن التعامل معه في وقت لاحق. لكن هذه هي الطريقة التي كان عليها بريجوجين بشخصيته الحديدية ورغبته في الحصول على ما يريد في هذا المكان والزمان".