دمشق تنتقد غارات الأردن داخل سوريا.. وعمّان: سنواصل التصدي للمهربين

time reading iconدقائق القراءة - 5
وزير الخارجية السوري فيصل مقداد يلتقي نظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق- 3 يوليو 2023 - Reuters
وزير الخارجية السوري فيصل مقداد يلتقي نظيره الأردني أيمن الصفدي في دمشق- 3 يوليو 2023 - Reuters
دمشق/دبي-الشرق

أعربت سوريا عن أسفها الشديد لاستهداف سلاح الجو الأردني الريف الجنوبي لمحافظة السويداء السورية، مشيرة إلى أنه أسفر عن سقوط "عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء"، فيما أكد الأردن "مواصلة التصدي لتهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية".

وقالت الخارجية السورية في بيان، إن "دمشق تُشدّد على أنه لا مبرر لمثل هذه العمليات العسكرية داخل الأراضي السورية، وتؤكد في الوقت نفسه أنها تُحاول احتواءها حرصاً منها على عدم التوتر أو التأثير على استمرار استعادة العلاقة الأخوية مع الأردن".

وأضافت دمشق أنها عانت منذ عام 2011 من "تدفق عشرات آلاف الإرهابيين، وتمرير كميات هائلة من الأسلحة، انطلاقاً من دول جوار ومنها الأردن"، لكنها "أصرت على عدم اللجوء لردود أفعال تؤثر على مصالح شعبي البلدين الشقيقين في سوريا والأردن".

واعتبر البيان الذي نشرته وكالة الأنباء السورية "سانا" أن "التصعيد السياسي والإعلامي والعسكري الذي شهدناه في الأشهر القليلة الماضية لا ينسجم إطلاقاً مع ما تم الاتفاق عليه بين اللجان المشتركة من البلدين حول التعاون المخلص لمكافحة كافة الانتهاكات، بما في ذلك العصابات الإجرامية للتهريب والإتجار بالمخدرات".

وتابع: "تنوه سوريا إلى الرسائل التي وجهها وزيرا الخارجية والدفاع والأجهزة الأمنية لنظرائهم في الأردن، واقترحوا فيها القيام بخطوات عملية من أجل ضبط الحدود. كما أبدوا استعداد دمشق للتعاون مع المؤسسات المدنية والأمنية الأردنية، إلا أن تلك الرسائل تم تجاهلها، ولم نتلق رداً عليها ولم تلق أي استجابة من الجانب الأردني".

وأكدت دمشق وفق بيان وزارة الخارجية أنها مستمرة في "مكافحة الإرهاب والتصدي لكل المظاهر والممارسات والجرائم المتعلقة بالتهريب والاتجار غير المشروع بالمخدرات، والعمل على إنهائها أينما وجدت".

"خطر يهدد الأمن الأردني"

في المقابل، ردّت وزارة الخارجية الأردنية على البيان السوري، مؤكدة أن "تهريب المخدرات والسلاح عبر الحدود السورية إلى الأردن خطر يهدد الأمن الوطني، وأن الأردن سيستمر في التصدي لهذا الخطر ولكل من يقف وراءه.

ورفض البيان الأردني ما ورد في بيان وزارة الخارجية السورية بأن الأردن كان مصدراً لمرور الأسلحة و"الإرهابيين" إلى أراضيها، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن الأردن كان أول من تصدى لـ"الإرهابيين" وسيكون دوماً "صمام أمان ودعم وإسناد لسوريا الشقيقة ولشعبها في درعا والسويداء المجاورتين، وفي كل أنحاء سوريا".

وأضاف أن الأردن مستمر في جهوده للمساعدة على إنهاء الأزمة السورية والتوصل لحل سياسي يحفظ أمن البلاد ووحدا وسيادتها "ويخلصها من الفوضى وعصابات المخدرات".

وشدّد المتحدث باسم الخارجية سفيان القضاة، أن الأردن قادر على حماية حدوده وأمنه من عصابات تهريب المخدرات والسلاح.

ومنذ مطلع العام شنّ سلاح الطيران الأردني العديد من الضربات الجوية داخل الأراضي السورية سوريا، استهدفت ما يُشتبه بأنها مزارع ومخابئ لمهربي المخدرات.

وفي وقت سابق هذا الشهر، أعلن الجيش الأردني تصفية 5 مسلحين وإصابة آخر خلال اشتباكات مع مجموعة مسلحة من المهربين على الحدود الشمالية مع سوريا، بالإضافة إلى توقيف 15 مهرباً، مشيراً إلى طرد مجموعات مسلحة إلى سوريا، وضبط مواد مخدرة.

وفي السنوات الماضية، شهدت المنطقة الحدودية بين البلدين، نشاطاً متزايداً في محاولات تهريب المخدرات، أسفرت عن مصرع وإصابة عدد من المهربين واعتقال عدد آخر، كما أودت بحياة عدد من أفراد القوات المسلحة الأردنية. 

ويقول الأردن الذي يستضيف نحو 1.6 مليون لاجئ سوري، إن عمليات التهريب هذه باتت "منظمة" وتستخدم فيها أحياناً طائرات مسيّرة، وتحظى بحماية مجموعات مسلحة، ما دفع عَمان لاستخدام سلاح الجو غير مرة لضرب هؤلاء وإسقاط طائراتهم المسيرة.

وكان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، قد حذر خلال لقاء جمعه مع نظيره الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الشهر الماضي، في جنيف من "استمرار محاولات تهريب المخدرات والسلاح من سوريا إلى الأردن"، كما أكد في 3 يوليو، خلال لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد على ضرورة التعاون لمواجهة تهريب المخدرات عند الحدود.

ويتهم الأردن "حزب الله" اللبناني، وفصائل مسلحة أخرى موالية لإيران، تسيطر على جزء كبير من جنوب سوريا بالوقوف وراء زيادة التهريب.

ورفضت إيران و"حزب الله" هذه المزاعم، ووصفاها بأنها "مؤامرة غربية على سوريا"، التي تنفي التواطؤ مع فصائل مسلحة مدعومة من إيران تربطها المعارضة بقواتها الأمنية.

وذكرت تقارير للأمم المتحدة ومسؤولون أميركيون وأوروبيون، أن تجارة المخدرات غير المشروعة تمول الفصائل المسلحة الموالية لإيران والقوات شبه العسكرية الموالية للحكومة في سوريا، والتي ظهرت خلال الصراع المستمر منذ أكثر من عقد.

ويقول مسؤولون في مجال مكافحة المخدرات من الولايات المتحدة، إن سوريا التي مزقتها الحرب أصبحت الموقع الرئيسي في المنطقة لتجارة مخدرات بمليارات الدولارات، وبات الأردن طريق عبور رئيسي للأمفيتامين السوري، الصنع المعروف باسم "الكبتاجون"، إلى دول الخليج.

تصنيفات

قصص قد تهمك