بغداد تدين الضربات الأميركية في العراق وتعتبرها "أفعالاً عدوانية"

time reading iconدقائق القراءة - 5
قوات من التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة بقاعدة التاجي العسكرية شمال العاصمة العراقية بغداد - REUTERS
قوات من التحالف الدولي في العراق بقيادة الولايات المتحدة بقاعدة التاجي العسكرية شمال العاصمة العراقية بغداد - REUTERS
دبي-وكالات

قال مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الأربعاء، إن الضربات الأميركية التي تشنها على مواقع في العراق "تتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر"، مشيراً إلى أنه "جار التعامل" مع هذه العمليات على أنها "أفعال عدوانية" تقوض سنوات من التعاون بغداد وواشنطن.

ويشهد العراق، الذي تربطه علاقات مع طهران وواشنطن، والذي يستضيف 2500 جندي أميركي ولديه فصائل مسلحة مدعومة من إيران، هجمات متصاعدة ضد القوات الأميركية منذ اندلاع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة، كما أن الجيش الأميركي شن ضربات عدة على فصائل مسلحة عراقية.

وقال البنتاجون إن الولايات المتحدة نفذت ضربات على ثلاث منشآت مرتبطة بالميليشيات المدعومة من إيران بما في ذلك كتائب "حزب الله"، بعد هجوم نهاية الأسبوع على قاعدة جوية عراقية أدى إلى إصابة قوات أميركية.

واعتبر المتحدث العسكري باسم الحكومة العراقية اللواء يحيى رسول، أن الضربات التي نفذتها القوات الأميركية، تؤدي إلى "تصعيد غير مسؤول".

ومضى اللواء يحيى رسول قائلاً إن "هذا الفعل المرفوض، يقوّض سنوات من التعاون، ويتجاوز على سيادة العراق بشكل سافر، ويؤدي إلى تصعيد غير مسؤول، في وقت تعاني منه المنطقة من خطر اتساع الصراع، وتداعيات العدوان على غزة".

وأضاف: "ندعو المجتمع الدولي إلى تولي مسؤوليته في دعم السلم والأمن، ومنع التجاوزات التي تهدد فعلياً استقرار العراق، وسيادته، في وقت سنتعامل فيه مع هذه العمليات على أنها أفعال عدوانية، وسنتخذ كل ما يمليه علينا الواجب، وما تحتمه المسؤولية، من أجل حفظ أرواح العراقيين، وكرامتهم".

كما أعلن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن الضربات الأميركية "لا تساعد على التهدئة"، وأنه "على الجانب الأميركي الضغط لإيقاف استمرار العدوان على غزة بدلاً من استهداف، وقصف مقرات مؤسسة وطنية عراقية"، في إشارة إلى "الحشد الشعبي".

البنتاجون: ضرب 3 منشآت في العراق

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) إن الولايات المتحدة نفذت ضربات في العراق ضد ثلاث منشآت، مرتبطة بفصائل متحالفة مع إيران، الثلاثاء، وذلك بعد هجوم في مطلع الأسبوع على قاعدة جوية عراقية أدى إلى إصابة جنود أميركيين.

وأصيب أربعة جنود أميركيين، السبت، بعد تعرض قاعدة عين الأسد الجوية العراقية، لعدة صواريخ باليستية، وصواريخ أطلقها مسلحون متحالفون مع إيران من داخل العراق.

وقال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان "نفذت قوات الجيش الأميركي ضربات ضرورية، ومتناسبة على ثلاث منشآت تستخدمها ميليشيا كتائب حزب الله المدعومة من إيران، وجماعات أخرى تابعة لإيران في العراق".

وأضاف أوستن "هذه الضربات الدقيقة، رد مباشر على سلسلة من الهجمات التصعيدية ضد جنود أمريكيين، وقوات التحالف في العراق، وسوريا من الميليشيات التي ترعاها إيران".

وقالت القيادة المركزية الأميركية، التي تنفذ عمليات في الشرق الأوسط، إن الضربات استهدفت "مقراً، ومنشأة تخزين، ومواقع تدريب على الصواريخ، والقذائف، وقدرات خاصة بالطائرات المسيرة لكتائب حزب الله".

وفي العراق قال مصدر طبي، ومصدر من جماعة مسلحة إن ضربات أميركية قتلت اثنين على الأقل من المسلحين، وأصيب أربعة أشخاص آخرون.

وقال المتحدث العسكري باسم كتائب "حزب الله" جعفر الحسيني، في منشور على "إكس"، إن "الجماعة ستواصل استهداف معاقل الأعداء، حتى إنهاء الحصار الإسرائيلي على غزة".

بغداد تريد خروجاً سريعاً للقوات الأميركية

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال في وقت سابق، إن العراق يريد خروجاً سريعاً ومنظماً للقوات العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة من أراضيه عن طريق التفاوض، لكنه لم يحدد موعداً نهائياً، ووصف وجود تلك القوات بأنه "مزعزع للاستقرار في ظل التداعيات الإقليمية لحرب إسرائيل على غزة".

واكتسبت الدعوات التي أطلقتها منذ فترة طويلة فصائل عراقية، والعديد منها قريبة من إيران، لرحيل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، زخماً بعد سلسلة من الضربات الأميركية على فصائل مرتبطة بإيران، وتشكل أيضاً جزءاً من قوات الأمن العراقية الرسمية.

وقال السوداني في مقابلة مع "رويترز" في بغداد، "هناك ضرورة لإعادة ترتيب هذه العلاقة بالشكل الذي لا تكون هدفاً وملفاً ومبرراً لأي جهة داخلية أو خارجية للعبث باستقرار العراق والمنطقة".

وشدد السوداني على أن خروج قوات التحالف يجب أن يتم التفاوض عليه في إطار "عملية تفاهم وحوار".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نفت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون"، أي خطط حالية لسحب قواتها البالغ عددها قرابة 2500 جندي من العراق.

وقال باتريك رايدر، المتحدث باسم البنتاجون، في إفادة صحافية: "في الوقت الحالي ليس لدي علم بأي خطط (للتخطيط للانسحاب)"، مؤكداً مواصلة بلاده "التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم داعش".

وأشار رايدر إلى أن القوات الأميركية موجودة في العراق، بدعوة من الحكومة هناك، لافتاً إلى أنه ليس لديه علم أيضاً بأي إخطار من العراق لوزارة الدفاع بشأن قرار بسحب القوات الأميركية، محيلاً الموضوع إلى وزارة الخارجية.

تصنيفات

قصص قد تهمك