قالت مجموعة من المتظاهرين في جامعة كولومبيا بمدينة نيويورك الأميركية، إنها تعرضت لهجوم بما تعتقد أنه "سلاح كيميائي"، خلال تجمع لدعم الفلسطينيين في الحرب التي يتعرضون لها من إسرائيل.
وقالت شرطة نيويورك لشبكة "ABC News" إنها "أعدت تقريراً عن الاعتداء" بعد أن قال المحتجون إنهم اشتموا "رائحة كريهة" وانتابهم شعور بـ "الغثيان المصحوب بالصداع" خلال احتجاج، الجمعة.
ورفض الضحايا تلقي الرعاية الطبية في مكان الحادث، وفقاً للشرطة.
وقالت منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" إن العديد من الطلاب "تم تنويمهم في المستشفى، أو طلبوا الرعاية الطبية" بعد الحادث.
وأفاد الضحايا بإصابتهم بأعراض من قبيل "التقيؤ والغثيان وآلام الصدر والبطن والصداع"، وفقاً للشبكة الأميركية.
"تحديد هوية رجلين"
وفي وقت متأخر من الثلاثاء، قالت مصادر للشبكة إن شرطة نيويورك عثرت على "فيديو مراقبة" لرجلين يرشان "مادة غير معروفة" على عمود إنارة قبل انطلاق المسيرة المؤيدة للفلسطينيين في جامعة كولومبيا، لكن شرطة نيويورك لم تنشر الفيديو حتى الآن، وفقاً للمصادر.
وقال الرئيس المؤقت لجامعة كولومبيا، دينيس ميتشل، إن شرطة نيويورك تضطلع بالدور الرئيسي في التحقيق "في ما يبدو أنه جرائم خطيرة، وربما جرائم كراهية".
وأضاف ميتشل أن "العديد من طلاب كولومبيا وبارنارد الذين شاركوا في الاحتجاج في وقت لاحق، تم رشهم بمادة ذات رائحة كريهة، ما ألجأ الطلاب إلى طلب العلاج الطبي".
وأكد ميتشل أنه "تم تحديد هوية الجناة المزعومين لإدارة الجامعة التي منعتهم على الفور من دخول الجامعة" أثناء استمرار تحقيقات وكالة إنفاذ القانون.
وأضافت المصادر أن المحققين حصلوا على ملابس من 3 من الأشخاص الستة الذين قالوا إنهم تعرضوا للإصابة بالأعراض المرضية، ويحاول مختبر الطب الشرعي تحديد ما يمكن اختباره من الملابس إن وُجد.
وأوضحت المصادر أن التحقيق، في هذه المرحلة، لا يقع ضمن معايير التحقيق في "جرائم الكراهية" وإنما يجري تحقيق في "اعتداء محتمل"، لافتة إلى أن الشرطة لم تعتقل أحداً.
وقال مسؤولون إن التحقيق لا يزال مستمراً، وتُجري إدارة السلامة العامة بالجامعة تحقيقاً بالتعاون مع السلطات المحلية والفيدرالية بعد تقديم العديد من التقارير المتعلقة باحتجاجات الجمعة "التي تثير قلقاً كبيراً"، وفق ما نقلت الشبكة عن المتحدث باسم جامعة كولومبيا.
وقالت إدارة الجامعة، الأحد، إنه "أثناء سير التحقيق، نواصل السعي للحصول على دعم مجتمع الجامعة"، مشيرة إلى "ضرورة الإبلاغ عن أي تفاصيل، حتى تتمكن السلطات المختصة، بما في ذلك شرطة نيويورك، من تعقب الحقائق واتخاذ ما يلزم من إجراءات".
وحثت إدارة السلامة العامة بالجامعة جميع الأفراد على الإدلاء بأي معلومات.
وينتمي العديد من المحتجين إلى منظمتي "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" و"الصوت اليهودي من أجل السلام"، وفقاً لمنشورات المجموعتين على وسائل التواصل الاجتماعي. والمنظمتان تعارضان الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" إن "الطلاب المحتجين تعرضوا للرش بسلاح كيميائي خلال احتجاج مؤيد لفلسطين ومناهض للإبادة الجماعية".
وأشارت المنظمة إلى الهجوم باعتباره "جريمة كراهية"، مشيرة إلى أن العديد من الطلاب "ظلوا يعانون من التهاب العيون والغثيان بعد الهجوم".
وجمدت الجامعة نشاط المجموعتين في نوفمبر الماضي، بزعم "انتهاك سياسات الجامعة في تنظيم فعاليات غير مصرح بها تضمنت خطاب تهديد وترهيب".
وتسبب إجراء تجميد نشاط المجموعتين في إثارة موجة غضب عارمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وبذلت الكليات والجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة جهوداً جبارة للتعاطي مع الجدل الدائر بشأن الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة مع اندلاع الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والمؤيدة للإسرائيليين داخل الجامعات، وفتحت الوكالات الفيدرالية تحقيقات بشأن "التمييز المحتمل" في العديد من المؤسسات.