المبعوث الأميركي: هجمات الحوثيين تحول اليمن إلى "دولة منبوذة" وتهدد "اتفاق السلام"

ليندركينج: المدنيون أكبر المتضررين من هجمات البحر الأحمر حال استمرارها

time reading iconدقائق القراءة - 7
المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج يتحدث لـ"الشرق" على هامش حوار المنامة
المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينج يتحدث لـ"الشرق" على هامش حوار المنامة
الرياض -أحمد الغامدي

قال المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيم ليندركينج، إن تصرفات الحوثيين في المنطقة تهدد بتحويل اليمن، إلى "دولة منبوذة"، في إشارة إلى الهجمات التي تشنها الجماعة تجاه السفن الدولية في البحر الأحمر، وتأثيرها على حركة الملاحة.

وأضاف ليندركينج في تصريحات لـ"الشرق"، أن "المدنيين اليمنيين سيعانون أكثر من غيرهم من العزلة الدولية التي ستنجم، إذا استمرت الهجمات"، مؤكداً أن هجمات الحوثيين على سفن الشحن في البحر الأحمر، "تنفر الأعضاء الرئيسيين في المجتمع الدولي، الذين يعد دعمهم حاسماً لاتفاق سلام في اليمن".

وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبيرج، أعلن الشهر الماضي، توافقاً بين الأطراف اليمنية المتنازعة على خارطة طريق من عدة مراحل تفضي لاستعادة العملية السلمية، والحوار للتوصل إلى حل مستدام للأزمة اليمنية المستمرة على مدى 8 سنوات.

وفي هذا السياق، قال ليندركينج: "حدث شيء مهم جداً في ديسمبر، وهو التقدم الهائل الذي تم إحرازه نحو الانتهاء من خارطة طريق بين السعوديين والحوثيين والحكومة اليمنية، لقد كانوا يعملون على ذلك لمدة عام، بتشجيع قوي من الولايات المتحدة"، مؤكداً أن بلاده" تواصل العمل بلا كلل مع شركائها لبناء توافق دولي في الآراء لدعم السلام".

التزام أميركي

وأضاف المبعوث الأميركي، أن إدارة الرئيس جو بايدن تواصل إعطاء الأولوية لحل الصراع اليمني، وأنها ملتزمة بدعم سلام دائم في اليمن من خلال الحوار تحت رعاية الأمم المتحدة، من أجل التخفيف من معاناة الشعب اليمني، وأن "هذا هو أضمن طريق للسلام والازدهار" في اليمن.

كما أوضح ليندركينج، أن الولايات المتحدة تسعى إلى الحفاظ على المكاسب الناتجة عما يقرب من عامين من الهدنة، وتجنب توسع الصراع في شبه الجزيرة العربية، مشدداً على أنه يتحدث مع جميع الأطراف الذين أكدوا على خطورة الوضع والحاجة الملحة إلى وقف التصعيد.

وطالب المبعوث الأميركي، الحوثيين، بوقف هجماتهم على السفن، التي "تقوّض جهود السلام في اليمن، ولا تقدم شيئاً للشعب الفلسطيني".

وأشار ليندركينج، إلى أنه "في غياب التسوية السياسية، فإن الأزمات الإنسانية والاقتصادية تزداد سوءاً"، مضيفاً أن الولايات المتحدة من أكبر المانحين للاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة في اليمن، إذ قدمت واشنطن أكثر من 5.6 مليار دولار من المساعدات الإنسانية لشعب اليمن منذ بدء النزاع، بما في ذلك 665 مليون دولار العام الماضي.

كما أكد أن المانحين سيديرون ظهورهم لليمن إذا استمرت هجمات الحوثيين، كما سيوجهون أموالهم إلى أولويات أخرى، حيث لا يتعرض المجتمع الدولي للهجوم على أرض الواقع.

وشدد المبعوث الأميركي، على التزام الولايات المتحدة بحل النزاع في اليمن، ودعم الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان والأمم المتحدة وغيرها، للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، بما يتجاوز الهدنة الحالية، وعملية سلام يمنية -يمنية شاملة.

تصنيف الحوثي

وبشأن إعادة تصنيف الحوثيين كـ"كيان إرهابي"، اعتبر ليندركينج هذه الخطوة، نتيجة هجمات الحوثيين على سفن الشحن المدنية وممر التجارة الدولية، مشيراً إلى أنه إذا توقفت الهجمات على سفن الشحن، فلن تكون هناك حاجة إلى إبقائهم ضمن التصنيف.

وأكد ليندركينج، أن نشاط الهجمات المستمرة و"العشوائية" على السفن التجارية، وسفن الشحن الدولي في البحر الأحمر لا يتوافق مع مساعي تحقيق السلام في اليمن، ويعيق التقدم في تنفيذ اتفاق خارطة الطريق.

ولم تلق الضربات التي شنتها الولايات المتحدة التي تقود تحالفاً بحرياً في منطقة البحر الأحمر، رواجاً لدى الوسطاء في الملف اليمني، بما في ذلك سلطنة عمان ومبعوث الأمم المتحدة وغيرهم، بسبب انعكاساتها الكارثية على جهود إنهاء الصراع في اليمن، وتأثيرها المباشر على المنطقة والعالم، ما كشف عن اختلاف في وجهات النظر؛ بسبب إصرار واشنطن على تجاهل نداءات الوسطاء بعدم اتخاذ هذه الخطوة.

وبشأن ذلك قال المبعوث الأميركي: "منذ نوفمبر، أطلق الحوثيون العديد من الصواريخ والطائرات بدون طيار نحو السفن التجارية الدولية، وكذلك السفن البحرية الأميركية والشريكة التي تدافع عن سلامة وأمن الشحن التجاري عبر البحر الأحمر، وهذه الهجمات تهدد جميع البلدان في المنطقة وخارجها".

وأكد ليندركينج، أن "من أولوياتنا حماية مصالح الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تشمل السلام في اليمن، حيث نود الحفاظ على المكاسب؛ مما يقرب من عامين من الهدنة وتجنب توسع الصراع في شبه الجزيرة العربية، وإذا اختار الحوثيون التركيز على تحقيق السلام، فإن الولايات المتحدة ستعمل مع الأطراف اليمنية لدعم ذلك".

وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، الولايات المتحدة وبريطانيا من مغبة هذه الهجمات، مطالباً بوقف الضربات على الحوثيين.

اتهامات أميركية لإيران

وفي هذا السياق قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لـ"الشرق"، في وقت سابق، إن "هجمات الحوثيين على سفن الشحن التجاري يتم تسهيلها بالكامل من قبل إيران، التي توفر التمويل والأسلحة والمساعدة الاستخباراتية واللوجستية، وغيرها من الدعم اللازم لتنفيذ هذه الهجمات"، مؤكداً أن "إيران هي المحرك الرئيسي لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة منذ عام 1979".

وأضاف متحدث الخارجية الأميركية، أنه بدلاً من البحث عن حلول دبلوماسية بناءة للصراعات التي تعاني منها المنطقة، سعت طهران بدلاً من ذلك، إلى زعزعة استقرارها.

ودعا المتحدث الأميركي، إيران، إلى وقف تسليح وتمويل الحوثيين والجماعات الأخرى المزعزعة للاستقرار، مضيفاً أن واشنطن لا ترى بأن إيران تحاول ثني الحوثيين عن هذا السلوك المتهور وبدلاً من ذلك، نرى فقط أن الدعم مستمر، كما يتضح من الحظر الأخير لشحنة أسلحة من إيران إلى اليمن في الأسابيع الأخيرة.

وأكد متحدث الخارجية الأميركية، مواصلة واشنطن اتخاذ إجراءات مع شركائها وحلفائها لـ"الدفاع عن الشعب الأميركي والمصالح الأميركية في المنطقة".

تصنيفات

قصص قد تهمك