دبي-الشرق
قضت هيئة محلفين فيدرالية في نيويورك الجمعة، بإلزام الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بدفع تعويضات قيمتها 83.3 مليون دولار للكاتبة إي جين كارول، التي تتهمه بالاعتداء الجنسي عليها، وتشويه سمعتها بإنكاره اغتصابها قبل نحو 3 عقود، فيما وصف ترمب الحكم بـ"السخيف"، مندداً باستعمال القضاء كـ"سلاح سياسي".
ولم يتطلب الأمر إلا أقل من ثلاث ساعات لتتوصل هيئة المحلفين المؤلفة من سبعة رجال وامرأتين إلى الحكم. وتتجاوز التعويضات بكثير الحد الأدنى الذي كانت تسعى إليه كارول بقيمة عشرة ملايين دولار.
ومن بين المبلغ 65 مليون دولار تعويضات عقابية، و18.3 تعويضات عن الأضرار التي لحقت بكارول (80 عاماً) وبسمعتها، جراء إنكار ترمب الاعتداء عليها.
وفي العام الماضي، وجدت هيئة محلفين أخرى أن ترمب مذنب في الاعتداء الجنسي على كارول في أحد المتاجر الكبرى في نيويورك خلال التسعينيات، والتشهير بها بوصفها بأنها "مجنونة" ووصف اتهاماتها له بأنها "خدعة".
وكانت كارول تطالب بالحصول على تعويضات لا تقل قيمتها عن 10 ملايين دولار عن "الأضرار التي لحقت بسمعتها، والإهانة، والألم النفسي في حياتها العامة والخاصة"، بالإضافة إلى مبلغ غير محدد كتعويضات تأديبية لمعاقبة ترمب على تصرفه بشكل ضار وردعه.
"سلاح سياسي"
وفي منشور على منصته الاجتماعية، "تروث سوشيال"، اعتبر الرئيس السابق أن الحكم "سخيف"، وأن "تلك المطاردة التي يقودها ويوجهها (الرئيس الأميركي جو) بايدن، تركز علي وعلى الحزب الجمهوري".
وقال إن النظام القانوني الأميركي "خرج عن السيطرة"، معتبراً أنه بات يستخدم كـ"سلاح سياسي"، على حد قوله.
وأضاف: "هذه ليست أميركا".
وأثناء انتهاء المرافعات الختامية في المحاكمة الجمعة، غادر ترمب قاعة المحكمة غاضباً بعدما قالت محامية إي جين كارول لأعضاء هيئة المحلفين إن الرئيس السابق "شخص كاذب يعتقد أن القوانين لا تُطبق عليه"، وفق NBC NEWS.
وقال القاضي لويس كابلان بعد خروج ترمب "الدرامي" أثناء مرافعة المحامية روبرتا كابلان، "سيُسجل أن السيد ترمب نهض وغادر قاعة المحكمة".
وأخبرت روبرتا كابلان، التي لا تربطها علاقة بالقاضي، هيئة المحلفين أن الرئيس السابق قضى "المحاكمة بأكملها في مواصلة المشاركة في التشهير" بكارول بوصف اتهاماتها له بالاعتداء الجنسي بأنها "خدعة".
وأكدت المحامية أن "السيدة كارول لم تختلق الأمر، الاعتداء الجنسي وقع، وإنكاره كله محض كذب". وبعد خروج ترمب من المحكمة، قالت المحامية لهيئة المحلفين "إنه (ترمب) يعتقد أنه يستطيع بثروته ونفوذه، معاملة السيدة كارول بالطريقة التي يريدها دون أن يعاني أي عواقب".
وأضافت كابلان أن دونالد ترمب، الذي وصف كارول بأنها "مريضة" و"مجنونة"، إلى جانب إهانات أخرى، "لا يُمكنه الاعتداء عليها لمجرد أنه أراد ذلك".
وعاد الرئيس السابق إلى قاعة المحكمة أثناء المرافعة الختامية لمحاميته بعد ساعة تقريباً، بحسب "إن بي سي نيوز". وأوضحت الشبكة أن هذه القضية تُعد واحدة من عدة محاكمات قد يُواجهها ترمب، والذي عاد إلى قاعات المحاكم، الخميس، بعد يومين من فوزه بالانتخابات التمهيدية بولاية نيوهامشر هذا العام أثناء حملته لإعادة انتخابه.
ولفت التقرير إلى أن ترمب يواجه أخطاراً كبيرة بداية من هذا الأسبوع حتى الانتخابات التمهيدية في ولاية ساوث كارولينا المقررة في 24 فبراير المقبل، مُوضحة أن الرئيس السابق سيواجه بشكل شبه مؤكد إلى جانب هذا الحكم، أحكاماً في قضية الاحتيال في نيويورك، بالإضافة إلى حكم استئناف في ادعاءاته بأن الحصانة الرئاسية تحميه من ملاحقته قضائياً في أحداث 6 يناير.
"دفع تعويضات تأديبية"
وحثت كابلان هيئة المحلفين في مرافعتها على معاقبة ترمب بفرض تعويضات كبيرة عليه لمنعه من مواصلة التشهير بكارول. وأشارت إلى شهادة أدلى بها في عام 2022، عندما تفاخر بأن ممتلكاته في منتجع "مارالاجو" تبلغ قيمتها 1.5 مليار دولار، وأن قيمة ممتلكاته في دورال، فلوريدا، قيمتها أكثر من 2 مليار دولار.
وتابعت المحامية "إنه لا يبالي بالقانون أو الحقيقة، لكنه يهتم بالمال، وقراركم بفرض تعويضات تأديبية هو الأمل الوحيد لإيقافه". كما طالبت هيئة المحلفين بإجباره على دفع "الكثير من الأموال".
وأشارت كابلان إلى أحد التصريحات التشهيرية التي أدلى بها ترمب ضد كارول عام 2019، وأقامت الكاتبة دعوة قضائية ضده بسببها. ووصف المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة 2024 ادعاءات كارول بأنها "عار، وأن الناس يجب أن يدفعوا ثمناً باهظاً لمثل هذه الاتهامات الباطلة".
وعلّقت المحامية قائلة: "حان الوقت لجعله يدفع ثمن ذلك غالياً".
"ترمب كان يقول الحقيقة"
وفي مرافعتها الختامية، قالت ألينا هابا محامية الرئيس السابق إنه كان يقول "الحقيقة" عندما أنكر اتهامات كارول، لكن القاضي أمر بحذف هذا الادعاء من سجل المحاكمة، لأن ترمب وُجد أنه مسؤول عن الهجوم.
وأضافت هابا: "الرئيس ترمب لا ينبغي أن يدفع ثمن تهديداتهم، فهو لا يقبلها. كل ما فعله هو قول الحقيقة"، ما أدى إلى اعتراض آخر أيده القاضي.
تصنيفات
