نيوهامشر تمهد طريق ترمب نحو الانتخابات.. وبايدن: ديمقراطيتنا على المحك

time reading iconدقائق القراءة - 6
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقب فوزه بترشيح الجمهوريين في ولاية نيوهامشر. 23 يناير 2024 - AFP
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عقب فوزه بترشيح الجمهوريين في ولاية نيوهامشر. 23 يناير 2024 - AFP
دبي/ واشنطن -الشرقوكالات

يقترب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، من الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية للمرة الثالثة على التوالي، بعد فوزه، الثلاثاء، بالانتخابات التمهيدية في نيوهامشر، فيما تعهدت المرشحة الوحيدة المتبقية نيكي هيلي بمواصلة السباق إلى النهاية، بينما حذّر الرئيس جو بايدن، الذي فاز بدوره بترشيح الديمقراطيين في الولاية نفسها، من أن الديمقراطية والحريات الفردية في الولايات المتحدة "على المحك".

وحصل ترمب على نسبة أصوات تزيد عن 54%، في حين حصدت منافسته الجمهورية هيلي أقل من 44%، بعد فرز ما يقرب من 90% من الأصوات.

ويأتي فوز ترمب في نيوهامشر بعد فوزه الساحق الأسبوع الماضي في أيوا، إذ فاز الرئيس السابق بأكثر من 50% من الأصوات.

وتضع انتصارات ترمب المتتالية في ولايتي أيوا ونيوهامشر، في مقدمة المرشحين الجمهوريين في التاريخ السياسي الحديث، إذ فاز بأول محطتين انتخابيتين على التوالي، في السباق نحو انتخابات نوفمبر المقبل. 

وهاجم ترمب، المندوبة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي، خلال خطاب النصر بمقره الانتخابي في ناشوا بولاية نيوهامشر، وبدا منزعجاً من خطابها. وسخر من فستانها، ووصفها بـ"المحتالة التي لن تفوز". وقال إنه سيهزم بايدن في الانتخابات العامة، مكرراً ادعاءاته بشأن الفوز في انتخابات 2020.

وتابع: "سنفوز. ليس لدينا خيار آخر. وإذا لم نفز، أعتقد أن بلادنا ستخسر". وأضاف ترمب: "مجرد ملاحظة صغيرة لنيكي: إنها لن تفوز".

سباق مستمر

وقالت هيلي لأنصارها في كلمة ألقتها بعد فرز الأصوات: "نيوهامشر هي محطة أولى وليست الأخيرة، هذا السباق لم ينته بعد، هناك عشرات الولايات المتبقية، والخطوة التالية هي ولايتي الجميلة ساوث كارولينا". كما انتقدت المرشحة الجمهورية، سن ترمب، وقدرته العقلية، وشككت في إمكانية تحقيقه الفوز على بايدن.

وبعد الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في ساوث كارولينا، والمقررة في 24 فبراير المقبل، سيتحول السباق إلى "الثلاثاء الكبير" في 5 مارس، وسمي اليوم بهذا الاسم، نظراً للعدد الكبير من الولايات التي تشهد منافسات، حيث تُجرى الانتخابات التمهيدية في 16 ولاية، لاختيار مرشح الحزب الجمهوري. ويُعتبر هذا اليوم غالباً فرصة لتقليص عدد المرشحين، إذ يمكن أن يُحدد اتجاه السباق.

ويضع الانتصاران المتتاليان، ترمب، على الطريق الصحيح لتوجيه ضربة قاضية لهيلي الشهر المقبل، في ولايتها ساوث كارولينا.

وستواجه هيلي، أسئلة صعبة بشأن جدوى حملتها، في ظلّ وجود إشارات على تراجع الدعم. ومع عدم وجود طريق أمامها فعلياً للمضي قدماً.

وحصل ترمب على تأييد جميع المرشحين الجمهوريين الرئيسيين تقريباً الذين انسحبوا من السباق، بما في ذلك الدعم البارز لتيم سكوت، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ساوث كارولينا، موطن هيلي. وقد بدأ جمهوريون بارزون آخرون في الاصطفاف خلفه في الأيام الأخيرة، بما في ذلك عضوا مجلس الشيوخ تيد كروز وماركو روبيو.

تحذيرات بايدن

بدوره، فاز بايدن بالانتخابات التمهيدية "الرمزية إلى حد كبير" التي أجراها الحزب الديمقراطي، الثلاثاء، في نيوهامشر، إذ فاز في "محاولة تصويت غير عادية"، بعد أن رفض تدشين حملة أو ظهور اسمه في بطاقة الاقتراع في الولاية، وفقاً لما أوردته وكالة "أسوشيتد برس".

وتفوق بايدن بسهولة على اثنين من المنافسين غير الأقوياء، وهما النائب عن ولاية مينيسوتا دين فيليبس، والمؤلفة ماريان ويليمسون، اللذين أُدرج اسمهما في بطاقة الاقتراع إلى جانب مجموعة من الأسماء غير المعروفة.  

وفي بيان أصدره بعيد فوز خصمه الجمهوري، قال بايدن إنه "من الواضح الآن أن دونالد ترمب سيكون المرشح الجمهوري. رسالتي إلى البلاد هي أن المخاطر لا يمكن أن تكون أكبر. ديمقراطيتنا، حرياتنا الفردية (...). اقتصادنا (...). كلها على المحك".

وقالت "أسوشيتد برس"، إن فوز الرئيس الأميركي في سباق لم يكن منافساً فيه بشكل رسمي "يُحكِم" قبضته على بطاقة ترشيح الحزب الديمقراطي لولاية ثانية.

ورجحت الوكالة ألا يتم احتساب سباق نيوهامشر في حشد المشاركين في الترشيح الرئاسي، بعد أن عارض الديمقراطيون في الولاية، تجديد التقويم التمهيدي الذي دافع عنه بايدن، والذي وضع ساوث كارولينا في صدارة السباق الديمقراطي نحو البيت الأبيض.

سيناريو متكرر 

واعتبرت "بلومبرغ"، أن نتيجة الانتخابات التمهيدية في نيوهامشر، تعيد السيناريو الذي استاء منه العديد من النخب السياسية في الولايات المتحدة، وتجعله "أكثر حتمية"؛ إذ من المقرر أن يتواجه ترمب وبايدن في نوفمبر المقبل، وستحدد النتيجة شكل الديمقراطية الأميركية في الداخل، ودورها في العالم.

وبدأ بعض عمالقة بورصة "وول ستريت"، الذين يتوجسون من احتمال ولاية ثانية لترمب أو بايدن، يتحمسون لاحتمال عودة الجمهوري المثير للجدل، وفق "بلومبرغ".

وقال الرئيس التنفيذي لشركة JPMorgan Chase & Co، جيمي ديمون، الأسبوع الماضي، إن ترمب كان "على حق نوعاً ما" بشأن قضايا معينة، واتهم الديمقراطيين بـ"جعل أنصاره كبش فداء".

وقالت مجموعة "أميركيون من أجل الازدهار"، وهي مجموعة يدعمها الملياردير تشارلز كوك، بعد إجراء السباق في نيوهامشر، إنها ستواصل دعم هيلي في ساوث كارولينا حتى مع اعترافها بوجود "معركة شاقة".

وحصل ترمب على دعم عدد من أعضاء الحزب الجمهوري، وشهد تجمعه الختامي، ليلة الاثنين في لاكونيا، منافسين أساسيين مهزومين أمثال تيم سكوت، ودوج بورجوم، وفيفيك راماسوامي.

وقال راماسوامي خلال احتفالات فوز ترمب: "أقول إن الانتخابات العامة تبدأ الليلة".

تصنيفات

قصص قد تهمك