محادثات صينية أميركية "مثمرة" في بانكوك.. وتأكيد لأهمية قنوات الاتصال

وانج يي لسوليفان: استقلال تايوان "أكبر خطر" على السلام والاستقرار في المضيق

time reading iconدقائق القراءة - 5
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصافح في بانكوك وزير الخارجية الصيني وانج يي. 27 يناير 2024 - twitter/SpokespersonCHN
مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان يصافح في بانكوك وزير الخارجية الصيني وانج يي. 27 يناير 2024 - twitter/SpokespersonCHN
دبي-الشرق

وصفت الولايات المتحدة والصين اجتماع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان مع وزير الخارجية الصيني وانج يي الذي عقد في بانكوك، بالـ"الصريح والمثمر والموضوعي"، مشيرين إلى "التقدم الأخير" في استئناف الاتصالات العسكرية بين البلدين، ومؤكدين على "أهمية الحفاظ على قنوات الاتصال".

وأشار البيت الأبيض في بيان إلى أن الاجتماع بحث "القضايا العالمية والإقليمية، بما في ذلك تلك المتعلقة بالحرب الروسية ضد أوكرانيا والشرق الأوسط وكوريا الشمالية وبحر الصين الجنوبي وميانمار".

ووفقاً للبيت الأبيض قال سوليفان: "على الرغم من وجود منافسة بين الولايات المتحدة والصين، إلا أنهما بحاجة إلى منع الانزلاق إلى صراع أو مواجهة" بين البلدين.

وأشار سوليفان ووانج خلال الاجتماع إلى "التقدم الأخير في استئناف الاتصالات بين الجيشين"، مؤكدين "أهمية الحفاظ على هذه القنوات"، بحسب البيان الأميركي الذي قال إنهما ناقشا خلال اجتماعهما الذي استمر يومي، الجمعة والسبت، "الخطوات التالية من أجل عقد حوار أميركي-صيني بشأن الذكاء الاصطناعي في الربيع" المقبل.

بدوره، قال مسؤول أميركي السبت، إن الولايات المتحدة تتوقع اتصالاً بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في وقت ما خلال الربيع، وإن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سيعود لزيارة الصين في وقت لم يتحدد بعد.

وأضاف المسؤول أن الصين والولايات المتحدة تتطلعان إلى عقد اجتماعات بحرية عسكرية في الربيع.

وقال البيت الأبيض إن سوليفان ووانج يي رحبا بـ"التقدم المحرز" في التعاون في قضايا مكافحة المخدرات، لافتاً إلى "إطلاق مجموعة العمل الأميركية-الصينية لمكافحة المخدرات في 30 يناير".

وأشار مسؤول أميركي في هذا الصدد، إلى أن الولايات المتحدة ترى تأثيراً فورياً لإجراءات الصين لمكافحة تهريب الفنتانيل، بما في ذلك انخفاض كميات المواد الأولية المستحوذ عليها في المطارات الأميركية.

وقال البيت الأبيض إن الجانبين التزما بـ"الحفاظ على قناة الاتصال الاستراتيجية ومتابعة المسار الدبلوماسي والمشاورات الإضافية رفيعة المستوى في المجالات الرئيسية بين البلدين"، وضرورة "إدارة المنافسة بشكل مسؤول"، بحسب البيت الأبيض.

"تعامل على قدم المساواة"

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الصينية: "أجرى الجانبان مباحثات استراتيجية صريحة وموضوعية ومثمرة" وخصوصاً بشأن "كيفية التعامل بشكل مناسب مع القضايا المهمة والحساسة في العلاقات الصينية الأميركية"، موضحةً أن الجانبان اتفقا على تنفيذ "رؤية سان فرانسيسكو"، في إشارة إلى لقاء بايدن وشي في نوفمبر الماضي.

ودعا وانج يي خلال اللقاء إلى ضرورة "المعاملة على قدم المساواة بدلاً من التعالي"، مؤكداً أهمية "بناء أرضية مشتركة بدلاً من تسليط الضوء على الخلافات، واحترام المصالح الأساسية لبعضنا البعض بدلاً من تقويضها".

وحذر الوزير الصيني "من تحويل القضايا الاقتصادية والتكنولوجية إلى مسائل سياسية وأمنية"، بحسب الخارجية الصينية التي قالت الجانبين اتفقا على مواصلة المباحثات لمعرفة "الحد الفاصل بين الأمن القومي والأنشطة الاقتصادية".

أزمة تايوان

وتدهورت العلاقات الصينية-الأميركية في السنوات الأخيرة بسبب قضايا عدة مثل وضع تايوان والتجارة والتكنولوجيات الجديدة وصراع البلدين على النفوذ في منطقة آسيا والمحيط الهادئ وبحر الصين الجنوبي وحقوق الإنسان.

لكن يبدو أن البلدين حريصان على معاودة الحوار، إذ أوفدت واشنطن عدداً من كبار المسؤولين إلى بكين العام الماضي، وعُقِد اجتماع في نوفمبر الماضي بين الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينج في كاليفورنيا.

وبشأن تايوان، شدد مستشار الأمن القومي الأميركي على "أهمية الحفاظ على السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان"، فيما وصف وانج مسألة "استقلال تايوان" بأنها "أكبر خطر على السلام والاستقرار في المضيق"، و"أكبر تحد للعلاقات الصينية-الأميركية".

وأضاف وانج: "على الولايات المتحدة أن تنفذ بشكل ملموس التزامها بعدم دعم استقلال تايوان وتأييد إعادة التوحيد السلمي للصين" مع الجزيرة، حاثاً واشنطن على "ترجمة التزامه بعدم دعم استقلال تايبيه إلى أفعال"، ومشدداً على أهمية "دعم إعادة التوحيد السلمي للصين".

وتشكل الجزيرة محور توتر بين الصين والولايات المتحدة لأن واشنطن، رغم عدم اعترافها رسمياً بتايوان، تعتبر مزودها الرئيسي بالأسلحة، فيما تعتبر الصين أن تايوان إقليم من أقاليمها لم تنجح في استعادته منذ انتهاء الحرب الأهلية الصينية في 1949.

وتؤكد بكين أنها تفضل إعادة توحيد "سلمية" مع الجزيرة البالغ عدد سكانها نحو 23 مليون نسمة، وتتمتع بنظام ديموقراطي، إلا أنها لا تستبعد اللجوء إلى القوة إن لزم الأمر خصوصاً في حال إعلان استقلال الجزيرة رسمياً.

ولا تنظر الصين بعين الرضا إلى تكثيف اللقاءات في السنوات الأخيرة بين مسؤولين سياسيين أميركيين وتايوانيين، إذ تعتبره انتهاكاً لالتزام الولايات المتحدة عدم إقامة علاقات رسمية مع تايبيه.

تصنيفات

قصص قد تهمك