حذر مسؤولون في الاستخبارات الأميركية لعدة أشهر من المخاطر المتزايدة بشأن إمكانية اختراق أسلحة إيرانية الصنع لدفاعات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وقتل قوات أميركية، وذلك قبل فترة طويلة من الضربة القاتلة بطائرة مسيرة على موقع أميركي الأسبوع الماضي على الحدود الأردنية السورية.
وأصدر مسؤولون في أجهزة الاستخبارات والبنتاجون هذه التحذيرات داخلياً، وفي إحاطات إلى الكونجرس بدءاً من نهاية أكتوبر الماضي، بعدما شنت إسرائيل هجوماً برياً في غزة، فيما هاجمت فصائل مسلحة في العراق وسوريا قوات أميركية رداً على ذلك.
وقال مسؤولان مطلعان لـ"بوليتيكو"، إن هؤلاء المسؤولين في الاستخبارات، قالوا إنها "مسألة وقت قبل" أن تتمكن إحدى المسيرات إيرانية الصنع من استهداف القوات الأميركية في المنطقة، واختراق أنظمة الدفاع الجوي، والتسبب في قتل جنود أميركيين.
كما أثار المسؤولون الاستخباراتيون مخاوف بشأن "احتمال شن هجمات على أفراد أميركيين في الأردن من قبل جماعات مدعومة من إيران".
وكانت هذه المخاوف جزءاً من تقييم أوسع أجراه مجتمع الاستخبارات الأميركية، وأشار إلى أن "القوات الأميركية والدبلوماسيين في المنطقة معرضون للخطر بشكل خاص بسبب الحرب الإسرائيلية في غزة".
صعوبة كشف المسيرات الإيرانية
وبينما قال مسؤولون أمريكيون لسنوات إن الدفاعات الجوية للبلاد بها "نقاط ضعف"، فإن التحذيرات الأخيرة كانت أكثر إلحاحاً مع تصعيد الفصائل المسلحة لهجماتها في أكتوبر ونوفمبر.
وذكرت بوليتيكو أن "البرج 22" الذي سقط فيه الجنود الأميركيون الثلاثة، كان قد تعرض للتهديد مرة واحدة على الأقل بطائرة مسيرة في أكتوبر الماضي، وتمكنت الدفاعات الجوية من إسقاطها.
وجرت مناقشات في الولايات المتحدة على مدى سنوات حول كيفية الدفاع ضد الطائرات المسيرة الإيرانية، والتي تعتبر صعب الكشف عنها بسبب صغر حجمها ومسار رحلاتها، والمقطع العرضي لراداراتها، والذي يعد صغيراً.
وتكمن المشكلة في أنه لا يوجد حل واحد يمكن أن يوفر تغطية بنسبة 100% ضد هذه المسيرات، وفق التقرير.
واتخذت الولايات المتحدة خطوات لتدعيم الدفاعات في "البرج 22" بعد بدء الحرب الإسرائيلية في أكتوبر.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع على علم مباشر بهذه التحركات، إن البنتاجون عزز "البرج 22" بقدرات إضافية للحرب الإلكترونية، وزاد حماية القوات، وأجرى تدريبات استعدادية.
وبسبب أن الغالبية العظمى من الهجمات وقعت في العراق وسوريا، لم يتم تزويد "البرج "22 بقدرات "متحركة" مضادة للطائرات المسيرة التي تمتلكها العديد من القواعد الأميركية في المنطقة، بحسب مسؤولين في البنتاجون.
وبدلاً من ذلك، كانت القاعدة تمتلك قدرات "متعددة" للحرب الإلكترونية، تسمح لها بمواجهة الطائرات المسيرة من خلال التشويش أو تعطيل أنظمتها.
وذكر المسؤول في البنتاجون أن الموارد المتاحة لـ"برج 22" كانت محدودة أيضاً، لأن هناك عدداً محدوداً فقط من القدرات الدفاعية الجوية المتاحة للمنطقة. وأشار إلى "المشكلة في الأساس هي أن الطائرة المسيرة لم يتم اكتشافها قبل الهجوم".
وقال المسؤولون إنه منذ هجوم 28 يناير، عزز البنتاجون الدفاعات الجوية في القاعدة.