روسيا تكثف إنتاج المسيرات العسكرية وتتصدى لـ"هجوم أوكراني" في البحر الأسود

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يتفقد إنتاج المسيرات العسكرية الروسية. 10 فبراير 2024 - Reuters
وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو يتفقد إنتاج المسيرات العسكرية الروسية. 10 فبراير 2024 - Reuters
كييف/موسكو-رويترز

قالت روسيا السبت، إنها أحبطت هجوماً أوكرانياً بزوارق مسيرة على "سفن نقل مدنية" روسية مساء الجمعة، في جنوب غرب البحر الأسود الذي يعد شرياناً رئيسياً لتصدير الحبوب والنفط من كلا البلدين، فيما أكد وزير الدفاع الروسي أن موسكو كثفت إنتاج المسيرات العسكرية خلال العام الماضي.

ولم يتم استهداف السفن المدنية في البحر الأسود بشكل عام منذ غزت القوات الروسية أوكرانيا في فبراير 2022، لكن الجانبين قالا في يوليو الماضي، إنهما سيشرعان في معاملة السفن المتجهة إلى موانئ الآخر على أنها قد تحمل شحنات عسكرية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان نُشر على تطبيق التراسل تليجرام إن أوكرانيا حاولت شن ما وصفته "بهجوم إرهابي على سفن نقل مدنية روسية بمسيرات بحرية شبه غاطسة".

وأضافت أن زوارق الدوريات والطائرات الحربية الروسية أحبطت الهجوم، ودمرت زورقاً مسيراً أوكرانياً بنيران المدفعية، وعطلت الباقي بوسائل الحرب الإلكترونية. وتابعت أنه لم تلحق أضرار بأي سفن مدنية أو عسكرية روسية.

وفي يوليو الماضي، رفضت روسيا تجديد اتفاق بوساطة تركية يسمح بالتصدير الآمن للحبوب عبر المنطقة. وقالت إنها ستعامل جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية على أنها ناقلات محتملة للشحنات العسكرية.

وبعد يوم، قالت كييف إنها ستتبنى نفس الموقف بشأن السفن المتجهة إلى الموانئ الروسية والموانئ الأوكرانية التي تسيطر عليها موسكو.

ولم يتضح على وجه التحديد أين وقع الهجوم.

ويجاور الجزء الجنوبي الغربي من البحر الأسود مضيق البوسفور التركي الذي تمر عبره البضائع الخارجة من البحر.

وشنت أوكرانيا في الأشهر القليلة الماضية سلسلة من الهجمات بمسيرات وصواريخ على أهداف عسكرية روسية في البحر الأسود، مما أدى إلى إغراق سفينة واحدة على الأقل وإلحاق أضرار بسفن أخرى.

موسكو تكثف إنتاج المسيرات

 وفي روسيا، قال وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو في مقطع مصور نشرته وزارة الدفاع السبت، إن موسكو عززت إنتاج الطائرات المسيرة العسكرية خلال العام المنصرم، إلا أنه لا تزال ثمة مشكلات فنية معينة بحاجة إلى حلها.

وتستخدم روسيا بشكل مكثف الطائرات المسيرة خلال حملتها العسكرية المستمرة منذ عامين تقريباً في أوكرانيا، لكن كثيراً ما يتعين عليها الاعتماد على الطائرات المسيرة الرخيصة إيرانية الصنع من طراز شاهد.

وذكر شويجو خلال جولة في منشآت تصنيع طائرات مسيرة في منطقة نهر الفولجا في أودمورتيا "تسمح لنا قدرات الإنتاج التي تم تدشينها بإكمال أغلب المهمات التي تواجهنا اليوم".

وظهر شويجو في المقطع، وهو يقول خلال اجتماع مع مسؤولين إن المشكلات المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الطائرات المسيرة، وفي الحرب الإلكترونية "لا تزال بحاجة إلى حلها".

وأشارت موسكو في الشهور القليلة الماضية إلى أن مجمعها الصناعي العسكري كثف الإنتاج في ظل سعي روسيا إلى كسر حالة الجمود العسكري المستمرة منذ أشهر في أوكرانيا.

ويقول قادة أوكرانيون إن الطائرات المسيرة ستكون حاسمة من أجل الظفر باليد العليا في الصراع، بينما يقول محللون إن الاستخدام المكثف للأسلحة من موسكو وكييف يجعل من العسير على القوات التقدم برا.

هجوم على خاركوف

وفي أوكرانيا، قال مسؤولون السبت، إن زوجين أوكرانيين وأطفالهما الثلاثة سقطوا في حريق جراء هجوم روسي بطائرات مسيرة على مدينة خاركوف بشمال شرق أوكرانيا أصاب كذلك مستودعاً للنفط، وأدى لاندلاع حرائق، وألحق أضراراً بعدة منازل. كما سقط زوجان مسنان يعيشان في الشارع ذاته، وأصيب ثلاثة آخرون.

وقال حاكم منطقة خاركوف أوليه سينيهوبوف إن الطائرات المسيرة شنت الهجوم في وقت متأخر من مساء الجمعة، مما تسبب في اندلاع حرائق في 15 منزلاً على الأقل بشرق المنطقة.

وقال سيرهي بولفينوف رئيس قسم التحقيق في شرطة المنطقة إن الزوجين وأطفالهما الثلاثة كانوا يعيشون في أحد المنازل في شارع كوتيلنيا بالجزء الشرقي من المدينة.

وأضاف بولفينوف للصحافيين، بينما كان يتحدث من الشارع الذي اندلعت فيه الحرائق أن أعمار الأطفال الثلاثة سبع سنوات وأربع سنوات و10 أشهر.

وقال سلاح الجو الأوكراني إن أنظمة دفاعاته الجوية ومجموعات متنقلة من مضادات الطائرات المسيرة أسقطت 23 من أصل 31 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا، والتي كانت تستهدف منطقة خاركوف وكذلك منطقة أوديسا في الجنوب.

وقال حاكم منطقة أوديسا أوليه كيبر إن الهجوم أدى إلى إصابة أربعة أشخاص وألحق أضراراً بمنشآت صناعية وسيارات وبعض مرافق البنية التحتية للموانئ.

وقال سينيهوبوف إن عدة طائرات مسيرة أصابت مستودعاً للنفط في خاركوف، مما تسبب في تسرب الوقود. وعمل أفراد الإطفاء والإنقاذ طوال الليل على إطفاء الحرائق وإزالة الأنقاض.

وأضاف سينيهوبوف أن طائرات مسيرة روسية قصفت مطعماً في بلدة فيليكي بيرلوك الصغيرة، على بعد نحو 100 كيلومتر من خاركوف، دون أن يعلن عن سقوط ضحايا هناك.

ولم ترد روسيا على طلب للتعليق حتى الآن. وتقول موسكو إن قواتها لا تتعمد قصف المواقع المدنية.

وتتعرض خاركوف للهجوم بانتظام منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، وكانت هدفا للهجمات الروسية في الأسابيع القليلة الماضية.

تصنيفات

قصص قد تهمك