اعتبر وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه، الذي زار الشرق الأوسط قبل أسبوع، أن الوضع في غزة "غير مبرر"، فيما حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من أن هجوماً محتملاً للجيش الإسرائيلي على رفح، في جنوب القطاع، سيشكل "كارثة إنسانية تفوق الوصف".
وقال سيجورنيه في مقابلة مع صحيفة "وست فرانس" اليومية: "علينا أن نفهم أنه بعد السابع من أكتوبر، لم يعد المجتمع الإسرائيلي هو نفسه"، وأضاف: "لم أع ذلك تماماً إلا حين كنت هناك"، لافتاً إلى تفهمه لما اعتبرها "صدمة الإسرائيليين".
ولكن الوزير الفرنسي أكد في تصريحاته أن "الوضع في غزة غير مبرر"، مشيراً إلى "الوضع الإنساني الكارثي وغير مقبول"، في حين يفتقر الفلسطينيون في قطاع غزة إلى كل شيء.
وقتلت إسرائيل في الحرب التي تشنها على غزة، أكثر من 28 ألف فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، كما تسببت في كارثة إنسانية كبيرة، مع تفشي الأمراض والجوع وسط المدنيين العزل.
ولدى سؤال عن إمكان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، وهو ما سبق أن أشار إليه وزير الخارجية البريطاني دافيد كامرون، قال سيجورنيه: "لا محرمات على هذا الصعيد"، مشدداً على أن "ما يهم هو أن ترى هذه الدولة النور، وبالتالي أن يتم استيفاء الشروط لذلك، بما في ذلك الشروط الأمنية لإسرائيل"، وفق قوله.
بوريل: الهجوم على رفح يؤدي لتوترات خطيرة مع مصر
بدوره اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن أي هجوم إسرائيلي على رفح، حيث يتكدس أكثر من 1.3 مليون نازح في مساحة ضيقة، سيشكل "كارثة إنسانية تفوق الوصف".
وقال جوزيب بوريل في منشور على منصة إكس: "أكرر تحذير العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من أن الهجوم الإسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية تفوق الوصف، وتوترات خطيرة مع مصر".
وأضاف أن "استئناف المفاوضات للإفراج عن الرهائن ووقف الأعمال العدائية، هو السبيل الوحيد لتجنب وقوع مذبحة".
يشعر المجتمع الدولي بالقلق، بعد أن أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجيش بـ"تقديم خطّة" شنّ هجوم على رفح، الملجأ الأخير للنازحين بسبب الحرب في قطاع غزة.
وكان كريستوف لوموان، المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، قال خلال مؤتمر صحافي، الخميس، إن باريس "قلقة جداً لاستمرار المعارك في قطاع غزة، وخصوصاً قرب معبر رفح، لأنه نقطة حيوية لإيصال المساعدات الإنسانية إلى القطاع".
وأكد أن عرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين يعد "انتهاكاً للقانون الدولي".