باكستان.. مواجهات بين الشرطة وأنصار خان خلال احتجاجات على الانتخابات

time reading iconدقائق القراءة - 5
أنصار حزب "حركة الإنصاف" يقطعون طريق بيشاور إلى إسلام أباد احتجاجاً على التلاعب المزعوم في نتائج الانتخابات، بيشاور في باكستان. 11 فبراير 2024 - AFP
أنصار حزب "حركة الإنصاف" يقطعون طريق بيشاور إلى إسلام أباد احتجاجاً على التلاعب المزعوم في نتائج الانتخابات، بيشاور في باكستان. 11 فبراير 2024 - AFP
إسلام أباد-أ ف ب

أطلقت الشرطة الباكستانية، الأحد، الغاز المسيل للدموع لتفريق أنصار رئيس الوزراء السابق عمران خان، بعدما دعا حزبه إلى تنظيم احتجاجات على ما يعتبره تزويراً لنتائج الانتخابات التي جرت، الخميس.

وأفادت تقارير عن مواجهات في مدينة روالبندي جنوب العاصمة، ولاهور شرقاً، بينما نُظمت عشرات الاحتجاجات الأخرى في أنحاء البلاد من دون وقوع حوادث.

وكانت الشرطة الباكستانية قد توعّدت، في وقت سابق الأحد، بأنّها ستتخذ إجراءات صارمة ضدّ التجمّعات غير القانونية. ولم ترد تقارير فورية عن وقوع إصابات جراء الاحتجاجات.

وعلى الرغم من تعرّض حزب "حركة الإنصاف" الباكستانية، بزعامة عمران خان المسجون حالياً، لقمع شديد، إلّا أنّ أداء المرشحين المستقلين الذين دعمهم فاق التوقّعات.

لكن المستقلين غير قادرين على تشكيل حكومة، وتواجه البلاد أسابيع من حالة عدم اليقين السياسي، إذ تخوض الأحزاب المتنافسة مفاوضات لتشكيل ائتلافات محتملة.

ويزعم مسؤولون في حزب "حركة الإنصاف" أنهم كانوا سيفوزون بمقاعد أكثر لولا تزوير الأصوات.

وازدادت الشكوك في مصداقية الانتخابات، بسبب قطع السلطات الاتصالات وخدمة الإنترنت عبر الهواتف النقالة طوال يوم الاقتراع.

وأكد رئيس حزب "حركة الإنصاف"، جوهر علي خان، في مؤتمر صحافي السبت، أنه "تم التلاعب بالانتخابات في جميع أنحاء باكستان"، داعياً أنصاره إلى الاحتجاج السلمي، الأحد.

وحذرت السلطات من أنها ستتخذ إجراءات صارمة، قائلة إن ما يسمى بأوامر القسم 144 تم تطبيقها، بموجب قانون يعود إلى الحقبة الاستعمارية يحظر التجمعات لشخصين أو أكثر.

وذكر بيان صادر عن قوة شرطة إسلام أباد، الأحد، أن "بعض الأفراد يحرضون على التجمعات غير القانونية حول مقر لجنة الانتخابات والمكاتب الحكومية الأخرى".

وهددت الشرطة بأنه "سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة ضد التجمعات غير القانونية. وتجدر الإشارة إلى أن التحريض على التجمعات يعد أيضاً جريمة".

وصدر تحذير مماثل في روالبندي، فيما رأى مراسلو وكالة "فرانس برس" عشرات من رجال الشرطة المزودين بأدوات مكافحة الشغب يتجمعون بالقرب من سوق ليبرتي في لاهور.

وتحدى حزب خان حملة قمع مستمرة منذ أشهر استهدفت عرقلة حملته الانتخابية، وأجبرت مرشحيه على خوض المعركة كمستقلين.

وتمّ تفريق احتجاج آخر لحزب "حركة الإنصاف" جمع حوالى 200 شخص في لاهور، إذ استخدمت الشرطة دروع مكافحة الشغب والهراوات.

وأفادت وسائل إعلام محلية باعتقال عدّة أشخاص في كراتشي جنوب البلاد، عندما رفضوا أوامر بإخلاء المنطقة.

نتائج الانتخابات

أظهرت النتائج النهائية التي أعلنت الأحد، فوز المستقلين بـ101 مقعد، فيما حصل حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية" على 75 مقعداً، وحزب "الشعب الباكستاني" على 54 مقعداً، و"الحركة القومية المتحدة" على 17 مقعداً. وحصلت 10 أحزاب صغيرة على المقاعد الـ17 المتبقية، مع بقاء مقعدين شاغرين.

 

ورأى المحلل السياسي زاهد حسين أن "النتائج تشير بوضوح إلى أنه لا يوجد حزب واحد يملك الأغلبية البسيطة لتشكيل الحكومة".

وأضاف: "المستقبل السياسي للبلاد من هذه النقطة فصاعداً غير مؤكد إلى حد كبير". وفي المقابل، يصر زعماء "حركة الإنصاف" على أنهم حصلوا على "تفويض شعبي" لتشكيل الحكومة المقبلة.

وقال خان في مقابلة مع صحيفة "عرب نيوز": "لقد  قرر الناس لصالح عمران خان". وكان قائد الجيش الباكستاني دعا البلاد إلى "قطيعة مع سياسة الفوضى".

ونقل بيان نُشر السبت عن قائد الجيش سيد عاصم منير قوله: "بما أنّ شعب باكستان وضع ثقته بالدستور الباكستاني، يتعيّن الآن على جميع الأحزاب السياسية أن تفعل الشيء نفسه من خلال إظهار النضج السياسي والوحدة".

وأضاف: "الوطن بحاجة إلى أيد آمنة للخروج من سياسة الفوضى والاستقطاب".

وحكم الجيش القوي البلاد لسنوات منذ انفصالها عن الهند عام 1947. 

ومنع عمران خان من الترشح للانتخابات. ويلقى خان، الذي وصل إلى السلطة عام 2018، وأطيح في مذكرة حجب ثقة في أبريل 2022، دعماً شعبياً واسعاً في باكستان.

وهو ملاحق في إطار أكثر من 200 قضية منذ إطاحته، ويعتبر أن هذه الملاحقات مدفوعة باعتبارات سياسية.

تصنيفات

قصص قد تهمك