أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن رغبة إسرائيل في جعل قطاع غزة "منطقة منزوعة السلاح"، مشيراً إلى أن ذلك "يتطلب السيطرة الأمنية والمسؤولية الأمنية العليا على كامل المساحة الواقعة غرب نهر الأردن، بما في ذلك قطاع غزة".
وقال نتنياهو في كلمة له خلال إحاطة أمنية عن حرب غزة: "نحن في طريقنا لتحقيق الانتصار. صحيح أن الأمر سيستغرق مزيداً من الوقت، لكنه لن يستغرق سنين، على عكس ما يقال. وهو بات في متناول يدنا"، واصفاً المعركة بـ"الضارية".
وأضاف: "نحن نبتغي أساساً جعل القطاع منطقة منزوعة السلاح، وهو ما يتطلب سيطرتنا الأمنية ومسؤوليتنا الأمنية العليا، على كامل المساحة الواقعة غربي نهر الأردن (في إشارة إلى الضفة الغربية)، بما في ذلك قطاع غزة"، مشدداً على أنه "لا بديل عن ذلك في المستقبل المنظور".
وجددت حرب غزة مؤخراً التركيز على حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، إذ لا تزال دول كثيرة تعتبر هذا الحل طريقاً إلى السلام على الرغم من توقف المفاوضات بين الجانبين منذ سنوات.
وطرح مسؤولون كثر، أفكاراً عدة عن شكل الدولة الفلسطينية، من بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تحدث عن إقامة دولة فلسطينية، لكن "منزوعة السلاح"، وهي فكرة رفضتها حركة "حماس" الفلسطينية.
لكن ظهر مؤخراً للمرة الأولى، حجم التباين بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك بعدما وجه بايدن واحدة من أشد انتقاداته حدة لحكومة نتنياهو بقوله إن "الرد في غزة مبالغ فيه"، في إشارة إلى الطريقة التي تشن بها إسرائيل الحرب على القطاع الفلسطيني.
ولدى واشنطن وتل أبيب، خلافات بشأن ملفات عدة منها مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستمرار الهجوم على غزة الذي يعاني من أزمة إنسانية، والاتفاق المحتمل مع "حماس" لتبادل الأسرى.
ضغوط دولية على إسرائيل
وفي السياق، وجه نتنياهو خلال الإحاطة الأمنية رسالة للمجتمع الدولي وللرئيس الأميركي ولجميع القادة قائلاً: "دائماً سنتمتع بالسيطرة الأمنية وإذا اقتضى ذلك التواجد في الداخل، فسنتواجد داخل (القطاع)، وإذا اقتضى ذلك الدخول إلى كل مكان، فكما يستطيع (جيش الدفاع) الوصول إلى كل مكان، في جميع الأوقات، ينطبق ذلك على هذه الحالة أيضاً، وسيتم الحفاظ على هذه القدرة مستقبلاً أيضاً".
وأكد نتنياهو، تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل، وقال إن "الهدف ليس أقل من تحقيق هذا الانتصار الذي نتحدث عنه، وهو بات في متناول اليد. وهو يستلزم كذلك الصمود أمام الضغوط وهي تتزايد، حيث لا بد لي من قول الحقيقة لكم إنها تتزايد، ويمكن لكل واحد منكم ممن يتعاطى مع الجهات الأجنبية أن يقول ذلك، كل واحد بطريقته الخاصة".
وشدد رئيس الوزراء على أهمية "التشبث والالتزام بالغاية وهي تحقيق الانتصار، ليس نصف انتصار، وليس ثلاثة أرباع انتصار، بل تحقيق الانتصار على كامل (حماس)".
جاء ذلك خلال زيارة نتنياهو، ووزراء الحكومة الإسرائيلية إلى قاعدة وحدة "يهلوم"، حيث استمعوا إلى إحاطة أمنية عن الحرب من رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هيرتسي هاليفي.
وقام وزراء الحكومة الإسرائيلية قبل ذلك بزيارة إلى معسكر عمانوئيل، حيث طُرحت خلالها عروض عملياتية من داخل القتال في غزة، كما تلقوا إحاطة عن نشاط الوحدة الخاصة التابعة لقوات الهندسة، ووحدة "يهلوم"، للقتال في الأنفاق التحت أرضية.
كما تلقوا إحاطة حول نشاط "وحدة 9900" لجمع المعلومات الاستخباراتية بالأقمار الاصطناعية، إضافة إلى الأغراض ذات القيمة الاستخباراتية التي تم العثور عليها داخل القطاع، والتي تستخدمها أجهزة الأمن لاستخراج المعلومات الاستخباراتية الأخرى التي تساعد على تقدم القتال في غزة.
وتتصاعد الضغوط من دول وجهات عدة، أبرزها الولايات المتحدة والأمم المتحدة، على إسرائيل التي تخطط للهجوم على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وتضاعف عدد سكان هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب القطاع الساحلي، بالقرب من الحدود المصرية، بأكثر من 5 أضعاف في الأسابيع الأخيرة، مع وصول مئات آلاف الفارين من الحرب.
ولجأ أكثر من 1.3 مليون فلسطيني إلى هناك، في حين يعبر المجتمع الدولي عن قلق بالغ في ما يتعلق بحمايتهم بعد أن أمر نتنياهو الجيش بالإعداد لهجوم على رفح، بينما تحذر مصر من أي عملية عسكرية في رفح، واعتبرتها تهدد العلاقات بين البلدين الموقعين على اتفاق للسلام في 1979.