يتوجه الناخبون الإندونيسيون، الأربعاء، للإدلاء بأصواتهم، في انتخابات رئاسية وتشريعية ومحلية، يتصدرها السباق على خلافة الرئيس المنتهية ولايته جوكو ويدودو، الذي قد يسهم نفوذه في تحديد من سيتولى قيادة ثالث أكبر ديمقراطية في العالم.
وبالإضافة إلى رئيسهم الجديد، ينتخب الإندونيسيون أيضاً أعضاء البرلمان البالغ عددهم 580 نائباً، فضلاً عن 20 ألف عضو في المجالس التمثيلية المناطقية والمحلية، ودُعي ما يقرب من 205 ملايين ناخب للتوجّه إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيسهم الجديد ونوابهم في البرلمان وممثّليهم في مجلس المناطق والمجالس المحليّة.
وفتحت أولى مراكز الاقتراع أبوابها أمام الناخبين في بابوا، المقاطعة الواقعة في أقصى شرق الأرخبيل، إذ يستمرّ التصويت ستّ ساعات فقط، فيما تعتبر هذه الانتخابات تالياً من الأكبر في العالم.
لكن الأنظار تتركز على سباق الرئاسة ومصير طموحات الرئيس ويدودو، لتعزيز مكانة البلاد كمركز لإنتاج السيارات الكهربائية، وتوسيع تطوير ضخم للبنية التحتية، بما يشمل خطة بمليارات الدولارات لنقل العاصمة.
برابوو.. أبرز المنافسين
ويتنافس على خلافة ويدودو، المعروف باسم جوكوي، حاكم جاكرتا السابق أنيس باسويدان وحاكم جاوة الوسطى السابق جانجار برانوو، أمام المرشح الأوفر حظاً والمثير للجدل برابوو سوبيانتو، وهو وزير الدفاع وقائد سابق للقوات الخاصة.
وتوقع استطلاعان للرأي الأسبوع الماضي أن يفوز برابوو، بأغلبية الأصوات ويتجنب إجراء جولة ثانية، وللفوز مباشرة، يحتاج المرشح إلى أكثر من 50% من إجمالي أصوات الناخبين، و20% من الأصوات في نصف أقاليم البلاد.
ويوجد في إندونيسيا ثلاث مناطق زمنية ومراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد مفتوحة، ومن المقرر أن ينتهي التصويت في المناطق الغربية بحلول الساعة 0600 بتوقيت جرينتش، ومن المتوقع أن تصدر النتائج الرسمية بحلول مارس.
وبدأت عملية التصويت بطيئة في جاكرتا، حيث تسببت عواصف رعدية في حدوث فيضانات في أجزاء من العاصمة، وتأثر ما لا يقل عن 34 مركز اقتراع، لكن لم يتضح مدى التأخير وما إذا كان سيؤثر على نسبة المشاركة التي بلغت في الانتخابات الماضية نحو 75%.
ويخوض برابوو، 72 عاماً، الانتخابات للمرة الثالثة بعد خسارته مرتين أمام جوكوي، الذي يدعمه ضمنياً الآن، ويترشح مع وزير الدفاع السابق، نجل الرئيس كنائب له.
اتهامات للرئيس الإندونيسي بالتدخل
وأثار دعم جوكوي الواضح لبرابوو، بالإضافة إلى اتهامات للرئيس بالتدخل في حكم قضائي للسماح لابنه بالمنافسة على منصب نائب الرئيس، انتقادات بأنه ليس على الحياد بالنسبة لمن سيخلفه.
ويُتهم سوبيانتو من قبل منظمات غير حكومية وقادته العسكريين السابقين بإصدار أوامر بخطف ناشطين مؤيدين للديمقراطية في نهاية حكم الديكتاتور سوهارتو في أواخر التسعينيات، لكن شخصيته الجديدة كـ"جدّ محبوب" تجتذب الناخبين الأصغر سناً.
وإندونيسيا هي أحد اقتصادات مجموعة العشرين وعززت موقعها في عهد ويدودو كقوة ناشئة في جنوب شرق آسيا.
وستكون المهمة الأصعب بالنسبة لخلف ويدودو المحتمل العمل على تحقيق توازن دقيق في التعامل مع القوى الكبرى المتنافسة مع تزايد المنافسة بين الولايات المتحدة والصين.
ويمنع الدستور في إندونيسيا، ويدودو، من الترشّح لولاية ثالثة، لكن شعبيته بلغت أعلى مستوياتها العام الماضي، إذ أظهرت استطلاعات الرأي أنه سيفوز على الأرجح بانتخابات أخرى لو سُمح له بالترشح من جديد.