قبل صدور النتائج الرسمية.. وزير الدفاع الإندونيسي يعلن فوزه بالرئاسة

time reading iconدقائق القراءة - 7
وزير الدفاع الإندونيسي والمرشح للانتخابات الرئاسية برابوو سوبيانتو يرقص بجانب المرشح لمنصب نائب الرئيس جبران راكابومينج راكا في جاكرتا. 12 فبراير 2024 - REUTERS
وزير الدفاع الإندونيسي والمرشح للانتخابات الرئاسية برابوو سوبيانتو يرقص بجانب المرشح لمنصب نائب الرئيس جبران راكابومينج راكا في جاكرتا. 12 فبراير 2024 - REUTERS
جاكرتا -وكالات

أعلن وزير الدفاع الإندونيسي برابوو سوبيانتو، الأربعاء، فوزه في انتخابات الرئاسة، بعد أن أظهرت استطلاعات غير رسمية للأصوات التي تم فرزها، تقدمه بفارق كبير عن أبرز منافسيه وإمكانية حسم الانتخابات من الجولة الأولى.

وحصل السياسي المخضرم برابوو، وهو قائد سابق للقوات الخاصة، على نحو 58% من الأصوات، بحسب 4 مراكز لاستطلاع الرأي صاغت توقعاتها وفقاً إلى عينة من الأصوات التي تم فرزها في مراكز التصويت على مستوى البلاد.

وتراوحت نسبة الأصوات التي تم فرزها بين 78% إلى 93% بحلول الساعة 12:33 بتوقيت جرينتش.

وفي خطاب حماسي أمام أنصاره وسط تصفيق كبير بالعاصمة جاكرتا، تعهد برابوو بتشكيل حكومة تتألف من "أفضل الإندونيسيين"، معتبراً أن هذا "انتصار للشعب كله".

ورغم إعلانه الفوز، إلا أنه أكد بأنه سينتظر صدور "النتيجة الرسمية" عن لجنة الانتخابات، معرباً عن "إيمانه بأن الديمقراطية تسير على ما يرام في إندونيسيا. اختار الشعب وقرر".

وأضاف: "في جميع الحسابات والاستطلاعات، تظهر الأرقام فوز برابوو جبران من جولة واحدة"، مشدداً على "وجوب أن يشكل هذا الانتصار انتصاراً لجميع الإندونيسيين"، في إشارة إلى المرشح لمنصب نائب الرئيس جبران راكابومينج راكا.

وحصد المنافسان أنيس باسويدان، وجانجار برانوو، نحو 25% و17% من الأصوات على التوالي، وفق إحصاء أجرته مراكز استطلاع مستقلة أثبتت دقتها في انتخابات سابقة.

وحث أنيس وجانجار، الجمهور على عدم التعجل بشأن نتيجة الانتخابات، وانتظار الإعلان الرسمي المتوقع بحلول 20 مارس المقبل.

ويحتاج سوبيانتو للفوز بأكثر من 50% من إجمالي الأصوات، وبخُمس صناديق الاقتراع على الأقل في أكثر من نصف المقاطعات البالغ عددها 38 للفوز على منافسَيه أنيس باسويدان وجنجار برانوو.

وازدادت شعبية سوبيانتو، والذي يبلغ من العمر 72 عاماً، وسبق له أن دعا إلى احتجاجات، وتقدم بطعون قضائية بعد خسارته في الانتخابات مرّتين في الماضي، بعدما تعاون مع جبران راكابومينج راكا، النجل الأكبر للرئيس جوكو ويدودو.

وتعززت حظوظ سوبيانتو بالفوز، بعد حملة امتزج فيها الخطاب الشعبوي مع تعهدات بالحفاظ على سياسات ويدودو الذي أشرف على نمو اقتصادي ثابت، لكن يمنعه الدستور من الترشح لولاية ثالثة.

عاصفة رعدية

ودُعي ما يقرب من 205 ملايين ناخب، إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية الخامسة فقط منذ نهاية حكم سوهارتو في 1998.

ومع أكثر من 800 ألف مركز اقتراع، وتنافس على أكثر من 20 ألف مقعد في البرلمان، ومجلس المناطق والمجالس المحلية، شملت التحضيرات اللوجستية استخدام طائرات ومروحيات وزوارق سريعة، بل حتى الثيران لتوزيع البطاقات في أنحاء الأرخبيل المترامي الأطراف، والذي يصل عدد سكانه إلى قرابة 280 مليون نسمة.

وضربت عاصفة رعدية العاصمة جاكرتا، وأغرقت 34 مركز اقتراع بالأمطار، بحسب وكالة الاستجابة للطوارئ.

وأشار رئيس اللجنة الانتخابية يوليانتو سودراجات، في تصريحات لوكالة "فرانس برس"، إلى إمكانية مراكز الاقتراع التي فتحت في وقت متأخر أن تمدد فترة الاقتراع بسبب "الظروف القاهرة".

من جهته، دعا باسيدوان منافس سوبيانتوا، أنصاره إلى "ضمان عملية اقتراع نزيهة في الدولة المنخورة بالفساد حيث يغمس الناخبون أصبعهم في حبر حلال لمنع الاقتراع أكثر من مرة"، مضيفاً للصحافيين: "عودوا إلى مراكز التصويت، وتابعوا عملية الفرز".

من ناحيته، أعرب برانوو عن أمله في انتخابات نزيهة، لافتاً في تصريحات للصحافيين إلى أن "اليوم هو أفضل وقت كي يعود الجميع إلى مسار الديمقراطية".

واعتبرت وكالة "فرانس برس" أن ما ساهم أيضاً في شعبية سوبيانتو تحالفه مع النجل الأكبر لويدودو، جبران راكابومينج راكا (36 عاماً) الذي ترشح لمنصب نائب الرئيس في خطوة أثارت الدهشة.

تأثير ويدودو

وفي أكتوبر الماضي، أجرى رئيس السلطة القضائية آنذاك، صهر ويدودو، تعديلاً على القوانين التي كانت تمنع الأشخاص دون 40 عاماً من الترشح لمناصب عليا.

ويتمتع ويدودو بنسبة تأييد تقترب من مستوى قياسي، بعد ولايتين شهدتا نمواً اقتصادياً قوياً وسياسات مستقرة نسبياً، غير أن عدداً من الخبراء القانونيين ومجموعات حقوق الإنسان اتهمت ويدودو بإساءة استخدام أموال حكومية من أجل دعم سوبيانتو الذي نفى تلك الاتهامات.

وأقيل سوبيانتو من الجيش في عام 1998، على خلفية اتهامات نفاها بإصدار أوامر بخطف ناشطين مؤيدين للديمقراطية في نهاية حكم سوهارتو، فيما لم توجه له أي اتهامات رسمياً في هذا الإطار.

وعمل مذّاك على تحسين صورته، وتعززت جاذبيته بفضل حملة على مواقع التواصل الاجتماعي، ركزت على الناخبين الأصغر سناً حيث قدم نفسه في صورة "الجد المحبوب".

غير أن مجموعات حقوقية عبرت عن القلق إزاء احتمال إلغائه حريات ديمقراطية اُكتسبت بشق النفس، مشيرين إلى عمليات الاختفاء القسري المفترضة.

تصنيفات

قصص قد تهمك