نتنياهو يشترط تغيير "مطالب حماس" قبل استئناف محادثات القاهرة

رئيس الوزراء الإسرائيلي يشدد على استمرار الضغط العسكري و"مفاوضات حازمة"

time reading iconدقائق القراءة - 6
دخان يتصاعد مع استمرار العملية البرية الإسرائيلية في خان يونس بقطاع غزة. 14 فبراير 2024 - REUTERS
دخان يتصاعد مع استمرار العملية البرية الإسرائيلية في خان يونس بقطاع غزة. 14 فبراير 2024 - REUTERS
دبي-الشرق

اشترط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأربعاء، تغيير حركة "حماس" لمواقفها قبل المضي قدماً في مفاوضات تبادل المحتجزين في قطاع غزة، عبر المحادثات الرباعية بالقاهرة، بين مصر والولايات المتحدة وقطر وإسرائيل، وقال إن إسرائيل "لن ترضخ لمطالب حماس الواهمة"، فيما رفض إرسال وفد إلى مصر لمتابعة المفاوضات الخميس.

ونفى مكتب نتنياهو في بيان أن تكون حركة "حماس" قد قدمت لإسرائيل مقترحاً جديداً في ملف المحتجزين، خلال مفاوضات الثلاثاء، بالقاهرة.

وانتهت محادثات القاهرة الثلاثاء، دون أي مؤشر على تحقيق انفراجة، بعد مغادرة الوفد الإسرائيلي عائداً إلى تل أبيب، وسط تركز الخلافات على مسألة عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ترغب "حماس" في الإفراج عنهم مقابل المحتجزين الإسرائيليين.

وقال مسؤول فلسطيني لوكالة "رويترز"، إن "مصر وقطر ستواصلان التحدث مع إسرائيل وحماس بشكل منفصل".

وقال مكتب نتنياهو في بيان: "لم يقدم لإسرائيل في القاهرة أي مقترح جديد من قبل حماس، من أجل الإفراج عن مخطوفينا"، مشيراً إلى "إصرار نتنياهو على أن إسرائيل لن ترضخ لمطالب حماس الواهمة".

ورهن مكتب نتنياهو مسألة "السماح بالمضي قدماً في المفاوضات" بـ"تغيير مواقف حماس".

وشارك في محادثات القاهرة رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز ومدير المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، ومدير الاستخبارات الإسرائيلية ديفيد برنيع.

وقال نتنياهو عبر منصة "إكس": "أفرجنا حتى الآن عن 112 من مخطوفينا من خلال مزيج من ممارسة الضغط العسكري الشديد وإجراء مفاوضات حازمة"، معتبراً أن "المفتاح للإفراج عن بقية مخطوفينا يتم من خلال ممارسة الضغط العسكري الشديد وإجراء مفاوضات حازمة للغاية".

اجتماع الخميس

جاءت تصريحات نتنياهو، بعد ساعات من تأكيد مسؤولين إسرائيليين لموقع "أكسيوس" الأميركي أن نتنياهو "لم يوافق" على إرسال وفد إسرائيلي إلى القاهرة، الخميس، لاستئناف محادثات تبادل المحتجزين في غزة.

واعتبر "أكسيوس" أن اقتراح عملية استئناف المحادثات هي محاولة قطرية ومصرية من أجل تحقيق تقدم في القضايا التي ليس لها علاقة بنقاط الخلاف الرئيسية والمتمثلة بعدد السجناء الذين ترغب "حماس" في إطلاق سراحهم، مشيراً إلى أن العملية تهدف كذلك لخلق استمرارية وزخم للمفاوضات.

وترغب إسرائيل في أن تفرج عن 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل محتجز إسرائيلي، وهو ما لا تقبله "حماس"، وتطالب بالإفراج عن عدد أكبر من الأسرى الفلسطينيين، مقابل كل محتجز إسرائيلي وخاصة النساء والمجندات الإسرائيليات.

وأرجع المسؤولان الإسرائيليان قرار نتنياهو بعدم إرسال الوفد إلى اعتقاده بـ"إمكانية أن يؤدي موقف إسرائيل القوي إلى التوصل لاتفاق".

وأوضح المسؤولان أن الوسطاء القطريين والمصريين اقترحوا استئناف المحادثات، الخميس، لكن على مستوى أدنى بهدف بحث العناصر الإنسانية للاتفاق المحتمل، والتي تشمل حجم المساعدات التي سيسمح بدخولها إلى غزة، وإمكانية عودة الفلسطينيين شمال القطاع.

وذكر "أكسيوس" أن الفريق التفاوضي الإسرائيلي الذي عاد، الثلاثاء، إلى القاهرة قدم مقترحاً لإجراء مزيد من المحادثات.

وأشار مسؤول إسرائيلي إلى أن رئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) ديفيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار، والذين شاركا في المحادثات حاولا إقناع نتنياهو بإرسال وفد من أجل المشاركة في محادثات المتابعة، إذ قالا إنهما يعتقدان أن هناك إمكانية لتحقيق تقدم، لكنه رفض توصيتهما.

واعتبر المسؤولان الإسرائيليان أن "قرار نتنياهو يرجع إلى حد كبير لاعتقاده أنه لا جدوى لمزيد من المحادثات، حتى توافق حماس، على تخفيف موقفها بشأن عدد السجناء الذين تطالب بالإفراج عنهم كجزء من الاتفاق".

محادثات القاهرة

وكان مصدر إسرائيلي قال، الثلاثاء، إن محادثات القاهرة انتهت "دون تحقيق انفراجة"، لكنها توصلت إلى تفاهم بشأن الفجوات التي يجب الاتفاق بشأنها، من أجل الدخول في "مفاوضات جادة"، تقود إلى صفقة لتبادل الأسرى والمحتجزين في غزة.

وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء، أن برنياع ترأس الوفد الإسرائيلي، فيما ذكر "أكسيوس" أن نتنياهو اتخذ القرار النهائي بإرسال الوفد الإسرائيلي، بعد أن طلب الرئيس الأميركي جو بايدن منه في مكالمتهما الهاتفية، الأحد الماضي، إرسال وفد إلى القاهرة.

ونقل "أكسيوس" عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن الوفد الإسرائيلي "كان هناك فقط للاستماع"، في حين قرر الميجور جنرال نيتسان ألون، المسؤول عن قضية المحتجزين في الجيش الإسرائيلي، عدم الانضمام إلى الوفد بعد أن رفض نتنياهو منح فريق التفاوض تفويضاً لتقديم أفكار جديدة، وأرسل ألون نائبه بدلاً من ذلك.

ووصف مسؤول أميركي لشبكة CNN، محادثات القاهرة بـ"المثمرة والجادة"، لكنه أضاف: "لم تحقق انفراجة تؤدي إلى اتفاق نهائي".

وكانت مصادر مصرية قالت كذلك إن الاجتماعات الرباعية في القاهرة جرت في "أجواء إيجابية" و"دون خلافات".

وذكر مسؤول في "حماس" لـ"الشرق" الثلاثاء، أن الحركة والفصائل الفلسطينية في انتظار مخرجات "اجتماعات القاهرة"، وأكد الانفتاح على مناقشة أي مبادرة تحقق وقف إنهاء الحرب على غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك