قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الأربعاء، إن أي هجوم إسرائيلي على رفح سيكون "كارثة إنسانية"، وذلك خلال زيارتها إلى إسرائيل، التي وصفتها "بلومبرغ" بأنها محاولة لإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعدم اجتياح المدينة التي لجأ إليها أكثر من 1.3 مليون فلسطيني في جنوب القطاع.
وأضافت بيربوك، في مؤتمر صحافي في القدس: "ينتظر 1.3 مليون شخص هناك في مساحة صغيرة للغاية.. ليس لهم في الواقع أي مكان آخر يذهبون إليه الآن.. إذا شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على رفح في هذه الظروف، سيكون ذلك كارثة إنسانية".
وذكرت بيربوك أن "العديد من النازحين الفلسطينيين إلى رفح نفذوا أوامر الإخلاء الإسرائيلية، وفروا من مناطق القتال في شمال غزة، وفي كثير من الأحيان لا يحملون سوى أطفالهم في أحضانهم والملابس التي على ظهورهم.. في هذه الظروف، سيؤدي هجوم الجيش الإسرائيلي على رفح إلى دفع الوضع الإنساني للهاوية"، بحسب "بلومبرغ".
وتابعت: "لا يمكن للناس في رفح أن يختفوا ببساطة في الهواء، إنهم بحاجة إلى أماكن وممرات آمنة لتجنب الوقوع في مرمى النيران المتبادلة.. إنهم بحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية.. وبحاجة إلى وقف لإطلاق النار".
وستلتقي بيربوك، خلال زيارتها إلى إسرائيل، نظيرها الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بالإضافة إلى نتنياهو. وستتحدث مع الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوج، ويائير لَبيد، زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق.
ولم تعلن إسرائيل بعد متى تخطط شن الهجوم على رفح، أو متى ستفتح ممراً آمناً لخروج المدنيين، على الرغم من أنها شنت بالفعل بعض الغارات الجوية على المدينة، مما أسفر عن قتل العشرات، فيما صدرت تحذيرات دولية وأممية من خطر وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي يتكدس فيها النازحون في مخيمات مترامية الأطراف، وملاجئ تديرها الأمم المتحدة بالقرب من الحدود مع مصر.
وتُشكّل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر في أماكن أخرى من قطاع غزة.
عقوبات على مستوطنين
وقالت بيربوك إن ألمانيا تمارس ضغطاً على الاتحاد الأوروبي لبحث فرض عقوبات على متطرفين إسرائيليين يهاجمون الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، وذلك بعد أن فرضت فرنسا وواشنطن وبريطانيا عقوبات على الإسرائيليين الضالعين في أعمال عنف.
وقالت: "لنتفق على فرض عقوبات معاً في أوروبا. ولتحقيق هذا نحتاج إلى جميع الدول الأعضاء البالغ عددها 27. نحن في ألمانيا ندعم ذلك على الصعيد الأوروبي".
وأردفت أن حظر إحدى دول اتفاقية شنجن دخول المستوطنين الإسرائيليين لا يمكن أن يسري إلا إذا تبنتها جميع الدول المشاركة في الاتفاقية.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية، أعلنت الثلاثاء، أنها فرضت عقوبات على 28 "مستوطناً إسرائيلياً متطرفاً" ارتكبوا "أعمال عنف في حق مدنيين فلسطينيين" في الضفة الغربية المحتلة، وذلك عقب إجراء مماثل اتخذته بريطانيا على أربعة "مستوطنين متطرفين" إسرائيليين "هاجموا بعنف" فلسطينيين، وقبلها الولايات المتحدة عاقبت عدداً من الإسرائيليين المتهمين بارتكاب أعمال عنف أيضاً ضد فلسطينيين.
ويعيش الآن أكثر من 400 ألف إسرائيلي في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة التي تعتبر غير شرعية بموجب القانون الدولي، إلى جانب نحو ثلاثة ملايين فلسطيني.