أطلق الاتحاد الأوروبي رسمياً، الاثنين، مهمة "أسبيديس" البحرية، للمساعدة في حماية سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين في اليمن، فيما أكدت مصادر أوروبية أن المهمة ستستمر لمدة عام على الأقل.
وكتبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين على منصة "إكس"، "إنني أرحب اليوم (الاثنين) بقرار إطلاق مهمة "أسبيدس" للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، ستضمن أوروبا حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع شركائنا الدوليين".
وأضافت: "بعيداً عن الاستجابة للأزمات، فهي خطوة نحو وجود أوروبي أقوى في البحر لحماية مصالحنا الأوروبية".
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن التكتل أطلق العملية البحرية "أسبيديس" للمساهمة في استعادة حرية الملاحة، وحماية الشحن التجاري.
وكتب بوريل على منصة "إكس"، "نحن نتخذ إجراءات جريئة لحماية المصالح التجارية والأمنية للاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي".
واتفق الاتحاد الأوروبي من "حيث المبدأ" على تنظيم مهمة تهدف إلى حماية السفن من هجمات الحوثيين حول شبه الجزيرة العربية، فيما من المقرر نشر 4 سفن عسكرية تحمل أعلام الاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية ودعم التحالف الأميركي البريطاني، الموجود في المنطقة منذ 18 ديسمبر الماضي.
ونقلت مصادر أوروبية، أن القائد العام للمهمة سيكون يونانياً، بينما سيكون الضابط الرئيسي للعمليات في البحر إيطالياً، وفق صحيفة elpais الإسبانية.
وستكون لدى سفن الاتحاد الأوروبي، القدرة على إسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولن ترد إلا على الهجمات المنطلقة من البحر، إذ أشارت مصادر دبلوماسية أن المهمة الأوروبية لن تنفذ أي هجمات "على الأراضي اليمنية".
وستكون المهمة مستقلة عن تلك التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تسمى "حارس الازدهار"، والتي ستتعاون معها وتتبادل المعلومات، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية.
وأعلنت فرنسا التي ستكون الثانية في قيادة العملية، وألمانيا وبلجيكا والدنمارك، توفّير سفن للمهمة، وستدعمها دول أعضاء أخرى بالوسائل التقنية.
على غرار "أجينور"
ونقلت مصادر أوروبية لصحيفة "إلباييس"، أن هذه العملية يمكن أن تكلف قرابة 5.1 مليون يورو سنوياً وسيتم تصميمها على غرار مهمة "أجينور" التي تقودها فرنسا في مضيق هرمز، ومقرها في أبو ظبي.
وبشأن تهديدات الحوثيين باستهداف سفن المهمة، قال متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ"الشرق": "لن نعلق على تصريحات مسؤولي الحوثي بشأن ضرب سفن المهمة الأوروبية"، مضيفاً أن هذه الهجمات تنتهك القانون الدولي.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي "أطلق مهمة دفاعية في المنطقة لاستعادة الأمن وحرية الملاحة للسفن التجارية التي تستخدم هذه الطريق الحيوية لنقل البضائع في جميع أنحاء العالم".
وشدد على أن تصرفات الحوثيين، تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، وهو ما يؤثر أيضاً على الأشخاص المستضعفين في الشرق الأوسط.
وقال مسؤول في الاتحاد الأوروبي، إنه سيكون هناك "اتصال عسكري مستمر" لتنسيق الإجراءات مع الولايات المتحدة والقوات الأخرى في المنطقة.
وتساهم ألمانيا بالفرقاطة "هيسن"، التي غادرت في 8 فبراير إلى البحر الأحمر، وعلى متنها طاقم مؤلف من نحو 240 شخصاً. وستكون في حالة تأهب دائم، وهي قادرة على الرد على الهجمات المحتملة بصواريخ يتم التحكم فيها عن بعد وطائرات بدون طيار و"زوارق انتحارية".
وصرح قائد البحرية الألمانية، نائب الأميرال، يان كريستيان كاك، للصحافيين في برلين، بأن التحرك الألماني هو "الالتزام الأكثر جدية لوحدة تابعة للبحرية الألمانية منذ عقود عدة". وحتى الآن، تستمر مهمتها حتى أبريل. ومن المقرر أن تصل إلى منطقة المهمة بحلول نهاية الشهر الجاري، وفق ما نقله موقع DW الألماني.
وأضاف كاك، أن "ممرات التجارة البحرية الحرة هي أساس صناعتنا وقدرتنا على الدفاع عن أنفسنا"، وتابع: "الوضع الراهن في البحر الأحمر يتسبب بالفعل في اضطراب الإمدادات، وأجبر بعض الشركات على وقف الإنتاج، مردفًا أن أكثر من 90% من إجمالي البضائع تصل إلى أوروبا وألمانيا عن طريق البحر.
وأعلنت بلجيكا أيضاً، عزمها إرسال فرقاطة "ماري لويز". وقالت فرنسا إنها مستعدة لجعل إحدى فرقاطاتها الموجودة بالفعل في البحر الأحمر متاحة لمهمة "أسبيدس".
في المقابل، أعلنت إسبانيا، رفضها المشاركة، استناداً إلى التزامها بالسلام والعدد الكبير من البعثات الموجودة خارج البلاد. وبحسب الموقع الإلكتروني لوزارة الدفاع الإسبانية، تشارك إسبانيا في 17 مهمة دولية، يشارك فيها ما يصل إلى 3000 جندي وحارس مدني.
عملية "أتالانتا"
والعام الماضي، درس الاتحاد الأوروبي إمكان توسيع عملية "أتالانتا" المتمحورة حول حماية الملاحة البحرية قبالة سواحل الصومال، لكن إسبانيا عطلت هذه المبادرة.
ويشن "الحوثيون" الذين يسيطرون على أجزاء من اليمن، هجمات بواسطة صواريخ ومسيّرات منذ 19 نوفمبر الماضي، قرب مضيق باب المندب الفاصل بين شبه الجزيرة العربية وإفريقيا.
وحولت العديد من شركات الشحن، مسارات سفنها بعيداً عن البحر الأحمر في أعقاب هجمات الحوثيين.
وفي الأسابيع القليلة الماضية، نفذت الولايات المتحدة، سبع جولات من الضربات الجوية على مواقع عسكرية للحوثيين، استهدفت قواعدهم الجوية ومواقع الإطلاق المحتملة للصواريخ.