بروكسل -وكالات
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الاثنين، إن دول التكتل ستقترح فرض عقوبات جديدة على روسيا، في أعقاب وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني بسجن في القطب الشمالي الأسبوع الماضي.
وأضاف بوريل قبيل اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "علينا أن نرسل رسالة دعم للمعارضة الروسية.. لذا، على الجبهتين السياسية والعسكرية، علينا أن نواصل دعمنا لأوكرانيا، والشعب الروسي الذي يريد أن يعيش بحرية".
ويناقش الوزراء الدعم العسكري لكييف، وما ستكون عليه الحزمة الـ13 من العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو منذ اندلاع الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير 2022.
ويأتي الاجتماع في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة صعوبات لإتمام اتفاق على مزيد من المساعدات لأوكرانيا، كما يشعر كثيرون في أوروبا بقلق متزايد بشأن احتمالات عودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، الاثنين إن العقوبات الإضافية ضد روسيا ستأخذ في الاعتبار عواقب وفاة نافالني، مشددة على أن الاتحاد الأوروبي يقترب من "اتخاذ قرار بشأن عقوبات جديدة ضد موسكو، ونأمل في التوصل إلى اتفاق اليوم (الاثنين)".
وفي وقت سابق الأحد، كتب بوريل عبر منصة "إكس": "أستقبل يوليا نافالنايا (زوجة المعارض الروسي) في مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي (الاثنين)".
وأضاف بوريل: "وزراء الاتحاد الأوروبي سيبعثون رسالة دعم قوية إلى المقاتلين من أجل الحرية في روسيا، ويكرمون ذكرى أليكسي نافالني".
وقالت نافالنايا (47 عاماً) إنها تُحمّل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "شخصياً مسؤولية" وفاة زوجها، داعية المجتمع الدولي إلى الاتحاد لهزيمة ما وصفته بـ"هذا النظام المرعب".
فيما اعتبر وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، أن تصريحات نافالنايا "ستساعد جميع الأوروبيين على أن يفهموا بشكل أفضل نوع النظام العنيف الذي يجب علينا مواجهته واحتواؤه في أوكرانيا".
وأضاف تاياني في بيان: "هذا يجعلنا نشعر بالتهديد الذي يواجهه المواطنون الروس وكل مناطق أوروبا، القارة التي عاد فيها العنف والوحشية والحرب بطريقة مخزية وغير مسؤولة".
وقالت نافالنايا، أمام حشد من الزعماء الغربيين والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين في ميونخ، الجمعة، إن بوتين وحلفاءه سيتحملون مسؤولية "ما فعلوه ببلادنا، بعائلتي، وبزوجي".
سبب وفاة نافالني
وقالت المتحدثة باسم نافالني، الاثنين، إنه تم إبلاغ والدة المعارض الروسي الراحل أن المحققين الروس لم يحددوا بعد سبب وفاته، ومن غير الواضح المدة التي يستلزمها الأمر للتوصل إلى استنتاجات رسمية.
وقالت مصلحة السجون الروسية، إن نافالني فقد الوعي وتوفي، الجمعة، بعدما كان يسير في مستعمرة "بولار وولف" العقابية في خارب، على بعد نحو 1900 كيلومتر شمال شرقي موسكو، حيث كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 30 عاماً.
ووفقاً لفريق نافالني، أبلغت السلطات ليودميلا، والدة نافالني، السبت، في مستعمرة السجن أنه توفي بسبب "متلازمة الموت المفاجئ"، وهو مصطلح غامض يشير إلى حالات مختلفة من الحالات المرضية التي تنتهي بالوفاة.
وقالت كيرا يارميش، المتحدثة باسم نافالني، إن والدته البالغة من العمر 69 عاماً، والمحامين أُبلغوا بأن عملية التحقق الرسمية من سبب الوفاة تم تمديدها، وأنه من غير الواضح كم من الوقت سيستغرق ذلك. مضيفة أن "سبب الوفاة غير محدد، والسلطات الروسية تكذب وتماطل".
وبرز نافالني، وهو محامٍ سابق كان يبلغ من العمر 47 عاماً، على الساحة خلال حملته ضد الفساد في روسيا في عهد بوتين، وكان معروفاً بخطاباته النارية في الاحتجاجات العامة، وفي قاعات المحاكم وحضوره القوي على منصات التواصل الاجتماعي والتحقيقات المفصلة التي أجراها فريقه لكشف الفساد داخل الدولة.
اعتقالات خلال تأبين نافالني
وفي نهاية الأسبوع الماضي، قضت محاكم روسية بسجن عشرات الأشخاص الذين اعتُقلوا خلال مشاركتهم بتأبين نافالني، إذ حُكم على 154 شخصاً في سان بطرسبرج وحدها، لمدة تصل إلى 14 يوماً لانتهاكهم قوانين روسيا التي تحظر التظاهر.
واعتقلت الشرطة الروسية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، مئات من الذين قصدوا ضرائح رمزية أقيمت لنافالني لوضع باقات الورود عليها وإضاءة الشموع تكريماً له.
وتُعد التظاهرات المناهضة للكرملين أو العروض العامة لمعارضة النظام "غير قانونية في روسيا"، بموجب قوانين الرقابة العسكرية والقوانين ضد المسيرات غير المرخصة.
وتوجهت السفيرة الأميركية في روسيا، لين تريسي، الأحد، إلى مزار أقيم لنافالني في موسكو. وكتبت عبر تليجرام: "اليوم عند نُصُب سولوفيتسكي، نبكي وفاة أليكسي نافالني وضحايا آخرين للقمع السياسي في روسيا".
تصنيفات
