اعتذرت منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، الثلاثاء، عن تعليق حساب يوليا نافالنايا، أرملة المعارض الروسي الراحل أليكسي نافالني، لفترة وجيزة، بعد يوم من استخدامه لمساعدتها في تحدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن وفاة زوجها، وأرجعت التعليق إلى خطأ فني.
وأشارت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إلى أن سبب تعليق الحساب على المنصة المملوكة لإيلون ماسك وكانت تعرف سابقاً باسم "تويتر"، لم يتضح في البداية، وأفاد إشعار على الموقع بأن "الحساب معلق" فقط.
لكن "بلومبرغ" قالت إن أرملة نافالني اتهمت بوتين بقتله في مقطع فيديو نشرته على حسابها على المنصة، الاثنين، وأعلنت أنها ستتولى دور نافالني كزعيمة للمعارضة بعد وفاته في مستعمرة سجن روسية نائية، الجمعة.
وأظهرت صفحة ملفها الشخصي رسالة "تم تعليق الحساب"، الثلاثاء، وأوضحت المنصة بأنها تعلق الحسابات التي تنتهك قواعد النظام الأساسي.
وبعد فترة وجيزة، ظهر الحساب على المنصة مرة أخرى.
وقالت المنصة في منشور على الموقع إن حساب نافالنايا تم تمييزه عن طريق الخطأ بواسطة "آلية دفاع ضد التلاعب والبريد العشوائي"، وأنها ألغت تعليق الحساب عندما علمت بالخطأ، لافتة إلى أنها تخطط لتحديث هذه الآلية.
وأكد متحدث باسم الشركة لاحقاً أن تعليق الحساب ووضع علامة عليه، جرى بواسطة أنظمة المنصة الآلية، ثم أعيد الحساب بعد مراجعة بشرية.
وأضاف أن الآلية اعتبرت أن الحساب جديداً وجرى إنشاؤه هذا الشهر، وحقق زيادة كبيرة في المتابعين خلال فترة زمنية قصيرة، كما أنه أنشئ من بلد عال الخطورة.
وتوفي نافالني، الذي كان من أبرز وأشد منتقدي بوتين، الجمعة، بينما كان يقضي حكماً بالسجن لمدة 19 عاماً في أحد السجون الروسية الواقعة بالقطب الشمالي.
وطالبت "مؤسسة مكافحة الفساد"، التي أسسها نافالني، إيلون ماسك، مالك منصة "إكس"، بتوضيح القواعد التي انتهكتها نافالنايا في منشورها وأدت إلى تعليق حسابها.
وفي وقت سابق الثلاثاء، طالبت نافالنايا الكرملين "بإعادة جثمان أليكسي والسماح بدفنه بكرامة"، واتهمت بوتين بقتل زوجها، في مقطع فيديو قوي مدته 9 دقائق.
وذكرت أرملة نافالني أن السلطات الروسية تكذب بشكل مثير للشفقة، وتنتظر اختفاء آثار غاز "نوفيتشوك" من جسم نافالني، في إشارة إلى غاز الأعصاب الذي قال محققون دوليون إن عملاء الأمن الروس استخدموه في محاولة اغتيال زوجها في أغسطس 2020.
من جانبه رفض الكرملين، الثلاثاء، اتهامات نافالنايا، وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف: "بالطبع إنها اتهامات باطلة وفظة بحق رئيس الدولة، لكن نظراً بان يوليا نافالنايا باتت أرملة قبل بضع أيام، لن أعلق" على الأمر.
وفي 16 فبراير، أعلنت سلطات السجون لمنطقة ياما في القطب الشمالي في بيان، أن "نافالني شعر بوعكة بعد نزهة، وغاب عن الوعي بشكل شبه فوري.. وأكدت فرق الإسعاف وفاته، ويجري التثبت من أسباب الوفاة".
وكان نافالني يظهر متعباً في جلسات محاكمته، التي شارك فيها عبر تقنية الفيديو، وفقد الكثير من وزنه. وعانى مشكلات صحية متتالية بسبب إضراب عن الطعام نفذه، وعملية تسميم مفترضة تعرض لها في 2020. وقبل وقت قصير من أعياد الميلاد الأخيرة نُقل إلى سجن "بولار وولف" في منطقة ياما على بعد 1900 كيلومتر إلى الشمال الشرقي من موسكو.
وقال إنه وُضع في زنزانة عقاب بسبب سلوكه فور مغادرته الحجر الصحي. وأشار إلى درجات الحرارة المنخفضة جداً في السجن الواقع في الدائرة القطبية الشمالية بالقول: "في درجة الحرارة هذه، لا يمكنك المشي أكثر من نصف ساعة، إلا إذا كانت أنفك وأذنيك وأصابعك قادرة على النمو من جديد".
ويُعد سجن "بولار وولف" أحد أشد سجون روسيا صرامة، إذ لا يدخله إلا المتهمون بارتكاب جرائم فادحة.
وطالبت عائلة نافالني وفريقه السياسي منذ السبت الماضي، بتسلّم رفاته، لكنهم واجهوا صراعاً طويلاً، لاستعادة جثته أو حتى تحديد موقعها، إذ يبدو أن المسؤولين الروس عازمون على عرقلة أي تحقيق مستقل في سبب وفاة نافالني، وفق "واشنطن بوست".