الاتحاد الأوروبي لـ"الشرق": لا تنسيق مع الحوثيين بشأن حماية الملاحة في البحر الأحمر

بروكسل تنفي إعلان الحوثي عن "محادثات بناءة بوساطة نرويجية"

time reading iconدقائق القراءة - 6
الفرقاطة الفرنسية "تورفيل" تبحر عبر البحر الأحمر - AFP
الفرقاطة الفرنسية "تورفيل" تبحر عبر البحر الأحمر - AFP
دبي-وليد مداور

أفاد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي لـ"الشرق"، الأربعاء، بعدم إجراء أى محادثات أو تنسيق مع الحوثيين بشأن حرية الملاحة في البحر الأحمر، وذلك بعدما أعلن قيادي حوثي عقد "محادثات بناءة" مع التكتل، بوساطة وتنسيق نرويجي.

وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو: "ننفي قيامنا بأي تنسيق مع الحوثيين للمرور الآمن للسفن التجارية عبر البحر الأحمر"، مضيفاً أن "الاتحاد الأوروبي ثابت في إدانته لهجمات الحوثيين، والتي عبرنا عنها مؤخراً في 12 يناير".

وفي وقت سابق، الأربعاء، قال حسين العزي، القيادي الحوثي المسؤول عن ملف الخارجية، في مؤتمر صحافي: "أجرينا محادثات بناءة مع الاتحاد الأوروبي، بوساطة وتنسيق نرويجي، بشأن الوضع في البحر الأحمر"، مضيفاً: "تم إبلاغ الأوروبيين بأن الطرق الملاحية في البحر الأحمر آمنة، وأن 283 سفينة عبرت البحر الأحمر، خلال هذا الأسبوع بأمان".

وذكر العزي أن السفن التابعة للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا هي فقط الممنوعة من الإبحار في مضيق باب المندب، متهماً أميركا بـ"عسكرة البحر الأحمر"، وتحويله إلى "ساحة حرب"، مما أدى إلى "انخفاض عدد السفن العابرة للممر الدولي المهم"، الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا، على حد زعمه. 

واعتبر العزي أن العرض الأوروبي "كان كبيراً"، دون ذكر تفاصيله، وقال إن الجماعة "رفضته" بسبب بعض الشروط، التي زعم أنها "تتعارض مع مبادئهم".

وقال المتحدث الأوروبي إن هجمات الحوثيين "تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، وتهدد الأمن البحري والحريات الملاحية والتجارة العالمية، وتعرض حياة البحارة للخطر، كما أنها تتسبب في أضرار جسيمة وغير مقبولة للتجارة وللبلدان والشعوب في المنطقة".

ورأى ستانو أن هجمات الحوثيين "يجب أن تتوقف على الفور، مثلما تم التأكيد على ذلك في قرار مجلس الأمن المعتمد في 10 يناير الماضي"، مشدداً على أن "هذه رسالة واضحة للغاية يتم إرسالها باستمرار إلى الحوثيين".

"أبلغنا الحكومة اليمنية"

وتحدث ستانو لـ"الشرق" عن مهمة "أسبيدس" للقوات البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، قائلاً إن "الاتحاد الأوروبي يقوم بجهود دبلوماسية واسعة النطاق لإطلاع الشركاء والجهات المعنية ذات الصلة على اختصاص وهدف العملية البحرية الجديدة أسبيدس"، مؤكداً بشكل خاص "طابعها الدفاعي وحماية حرية الملاحة". 

وأعلن الاتحاد الأوروبي، الاثنين، إطلاق مهمة "أسبيدس"، مشيراً إلى أنها تهدف لضمان  حرية الملاحة في البحر الأحمر، عبر العمل مع الشركاء الدوليين.

وقال المتحدث الأوروبي إن ممثل السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "أبلغ رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك في 2 فبراير الماضي خلال اجتماع في بروكسل، عن خطط إطلاق عملية بحرية جديدة للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر وحدود اختصاصها".

وأضاف ستانو: "كما ناقشا بإيجاز الوضع في اليمن ودعم الاتحاد الأوروبي طويل الأمد لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية وجهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة"، مشيراً إلى أن "رئيس وفد الاتحاد الأوروبي المعتمد لدى اليمن يحافظ على محادثات متبادلة ومنتظمة مع جميع المحاورين اليمنيين، بما في ذلك قيادة الحوثيين". 

وقال المتحدث إن "الاتحاد الأوروبي يؤكد التزامه بوحدة اليمن وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ودعمه للرئيس رشاد العليمي ومجلس القيادة الرئاسي اليمني".

مهمة "أسبيديس"

وقال الاتحاد الأوروبي إن مهمة "أسبيديس" البحرية، تهدف للمساعدة في حماية سفن الشحن الدولي في البحر الأحمر ضد هجمات الحوثيين في اليمن، فيما أكدت مصادر أوروبية أن المهمة ستستمر لمدة عام على الأقل.

واتفق الاتحاد الأوروبي من "حيث المبدأ" على تنظيم مهمة تهدف إلى حماية السفن من هجمات الحوثيين حول شبه الجزيرة العربية، فيما من المقرر نشر 4 سفن عسكرية تحمل أعلام الاتحاد الأوروبي لحماية السفن التجارية ودعم التحالف الأميركي البريطاني، الموجود في المنطقة منذ 18 ديسمبر الماضي.

وأفادت مصادر أوروبية، بأن القائد العام للمهمة سيكون يونانياً، بينما سيكون الضابط الرئيسي للعمليات في البحر إيطالياً، وفق صحيفة elpais الإسبانية.

وستكون لدى سفن الاتحاد الأوروبي، القدرة على إسقاط الصواريخ والطائرات بدون طيار، ولن ترد إلا على الهجمات المنطلقة من البحر، إذ أشارت مصادر دبلوماسية أن المهمة الأوروبية لن تنفذ أي هجمات "على الأراضي اليمنية".

والمهمة مستقلة عن تلك التي تقودها الولايات المتحدة في المنطقة، والتي تسمى "حارس الازدهار"، والتي ستتعاون معها وتتبادل المعلومات، بما في ذلك المعلومات الاستخباراتية.

ونقلت مصادر أوروبية لصحيفة "إلباييس"، أن هذه العملية يمكن أن تكلف قرابة 5.1 مليون يورو سنوياً، وسيتم تصميمها على غرار مهمة "أجينور" التي تقودها فرنسا في مضيق هرمز.

ويشن الحوثيون في اليمن منذ شهرين هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب يشتبهون بأنها مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، تضامناً مع قطاع غزة الذي يشهد حرباً منذ أكتوبر الماضي.

وتعوق هجمات الحوثيين حركة الملاحة في البحر الأحمر، الذي تمرّ عبره 12% من التجارة العالمية، ما تسبّب في مضاعفة كلفة النقل، نتيجة تحويل شركات الشحن مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، في أقصى جنوب إفريقيا، وهو ما يطيل الرحلة بين آسيا وأوروبا لمدة أسبوع تقريباً.

تصنيفات

قصص قد تهمك