"خطة غزة" تجلب انتقادات عربية وإسرائيلية على نتنياهو

time reading iconدقائق القراءة - 6
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر في القدس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى. 18 فبراير 2024 - Reuters
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحضر في القدس مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأميركية الكبرى. 18 فبراير 2024 - Reuters
نابلس-AWP

طال صمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حيال طرح تصور واضح المعالم لما سيؤول عليه الوضع في قطاع غزة في "اليوم التالي" لانتهاء الحرب، لكنه خرج بعد ما يقرب من 140 يوماً بوثيقة وزعها على أعضاء مجلس الوزراء الأمني والسياسي المصغر تكشف عن توجهاته في تلك المرحلة.

ولم يُبدِ الإسرائيليون تحمساً لخطة نتنياهو، وتوالت الانتقادات التي اعتبرتها غير واقعية وقصيرة الأمد ولا ترسم أي ملامح واضحة لليوم التالي، بل إن أعضاء حكومته رأوا أنها "مجرد تلخيص لمؤتمراته الصحافية"، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.

وقالت القناة الثانية عشرة في هيئة البث الإسرائيلية إن وثيقة "اليوم التالي" التي تشرح كيف سيبدو قطاع غزة بعد الحرب "لا تحمل جديداً في أي شيء". مضيفة أن "السؤال الذي يطرح نفسه الآن.. لماذا استغرق إعداد مثل هذه الوثيقة كل هذا الوقت؟".

وتحدَّث مسؤول إسرائيلي كبير في مجلس الوزراء للقناة ذاتها، قائلاً: "نتنياهو كتب الوثيقة لطمأنة الأميركيين لا أكثر، وفي الوقت نفسه كان القصد من مضمونها عدم إثارة غضب بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن جفير"، وهما وزيري المالية والأمن القومي الإسرائيليين اليمينيَين المتطرفَين.

من سيتسلم القيادة؟

وتطرح وثيقة نتنياهو مجموعة مما وصفته بالخطوات والإجراءات التي ستُنفذ بعد انتهاء الحرب، ومنها الحفاظ على سيطرة أمنية إسرائيلية في غزة، وحل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) ونزع السلاح في غزة باستثناء ذلك المطلوب لحفظ الأمن العام.

وكشفت الوثيقة عن منطقة أمنية سيتم إنشاؤها في قطاع غزة في المساحة المتاخمة للمستوطنات، كما ستُبقي إسرائيل على "الإغلاق الجنوبي" على الحدود بين غزة ومصر لمنع إعادة تسليح الفصائل في قطاع غزة.

وسترتكز الإدارة المدنية والمسؤولية عن النظام العام في قطاع غزة على مسؤولين محليين ذوي خبرة إدارية.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن إحدى المشاكل الرئيسية في وثيقة نتنياهو أنها لا تنظر إلى المدى الطويل، بل إلى المدى القصير فقط. وهم يرون أن من أجل تحديد ما سيحدث بالفعل في اليوم التالي، لا بد من اتخاذ سلسلة من القرارات الصعبة أولها من سيتسلم القيادة.

وقال المحلل السياسي والمستشار القانوني نعمان العابد لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) إن "المسمى الصحيح لوثيقة نتنياهو هو خطة استمرارية الحرب، وليس خطة اليوم التالي للحرب".

وأضاف العابد أن "ما طرحه نتنياهو من خطته في كل مفاصلها تشير إلى مواصلته العدوان على الشعب الفلسطيني سواء في الضفة الغربية والقدس الشرقية أو في قطاع غزة، فكل محاور هذه الخطة هو تعزيز السيطرة الإسرائيلية، بالتالي ما تم طرحه هو ما يدور في عقلية اليمين المتطرف الذي يرفض أي خطة للسلام".

وتابع: "لا يمكن لأي فلسطيني القبول بهذه الخطة كونها إدامة للصراع ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع". وأشار إلى أن "ما أراد نتنياهو قوله هو أن لديه خطة وليس أكثر. يريد أن يقول للأميركيين إنه يخطط لليوم التالي في غزة".

خطة عربية لليوم التالي

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بأن دولاً عربياً تعكف على وضع خطة لليوم التالي في غزة تتضمن دمج حركة "حماس" في منظمة التحرير الفلسطينية.

وتعتقد هيئة البث الإسرائيلية أن تلك الأنباء دفعت نتنياهو للخروج بخطته.

ولفتت إلى أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي بريت ماكجورك حثَّ نتنياهو على إجراء مناقشة وزارية بشأن مسألة اليوم التالي للحرب، وإنه حذَّر من أنه إذا لم تطرح إسرائيل تصوراً واضحاً فإن الدول العربية والولايات المتحدة ستمضي قدماً في القضية من دونها.

فيما أعربت السلطة الفلسطينية عن رفضها لخطة نتنياهو.

وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة إن "غزة لن تكون إلا جزءاً من الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وأي مخططات غير ذلك مصيرها الفشل، ولن تنجح إسرائيل في محاولاتها تغيير الواقع الجغرافي والديمجرافي في قطاع غزة"، وفقاً لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وتابع أبو ردينة: "ما يطرحه نتنياهو من خطط الهدف منها هو استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ومنع إقامة دولة فلسطينية".

أما هيئة البث الإسرائيلية فقالت إنه "رغم طرح نتنياهو خطة اليوم التالي، فإن هذا اليوم لا يبدو قريباً.

وذكرت أن "العملية العسكرية التي تتحدث عنها إسرائيل في رفح لن تكون ممكنة إلا في نهاية شهر مارس، على الرغم من محاولات نتنياهو تسريع الخطة العملياتية. وسبب التأخير هو أن عملية بهذا الحجم تتطلب تنسيقاً مع الأميركيين".

أوهام نتنياهو

بدوره، رأى المحلل السياسي عبد المجيد السويلم أن نتنياهو "يعيش في أوهام"، وأن ما طرحه بعيد كل البعد عن إمكانية التحول إلى حقيقة.

وأضاف السويلم أن "المجتمع الإسرائيلي ينخدع بنتنياهو، والقوى الحزبية والسياسية في إسرائيل تنخدع بهذه الخزعبلات، فلا يمكن أن تجد إسرائيل قوى محلية تتعاون مع إسرائيل لحكم غزة. إسرائيل غير قادرة حتى الآن على إنهاء المقاومة، فكيف لها أن تتحدث عن خطة اليوم التالي؟".

تصنيفات

قصص قد تهمك