طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، فكرة ترحيل الأسرى الفلسطينيين "من ذوي الأحكام الثقيلة" إلى قطر، ضمن مساعي الإفراج عن المحتجزين لدى حركة "حماس" في قطاع غزة، بحسب ما ذكرته القناة 12 الإسرائيلية التي أشارت إلى أنه "وبخ" أيضاً الوفد المشارك في محادثات باريس وطالبهم بأن يكونوا "أكثر صرامة".
وأضافت القناة الإسرائيلية أن تقديرات المسؤولين المختصين تشير إلى أن "المطلب سيثير معارضة في صفوف (حماس) وقطر، وسيبعد احتمال التوصل إلى صفقة"، موضحةً أن "هذا المطلب لم يطرح خلال مفاوضات باريس".
وعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعاً لمجلس وزراء الحرب، السبت، لتلقي إيجاز من مسؤولي الاستخبارات الذين عادوا من اجتماع مع وسطاء قطريين ومصريين وأميركيين في باريس، بخصوص وقف آخر لإطلاق النار قد يُعلن عنه في قطاع غزة.
نتنياهو "يوبخ"
ذكرت القناة 12 أن نتنياهو "وبخ" وفد محادثات باريس الذي قاده رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، قائلاً: "ليست هذه هي الطريقة التي تدار بها المفاوضات، يجب أن نكون أكثر صرامة".
وأشارت القناة إلى أنه رغم أن نتنياهو قال الكلام بصيغة الجمع، فإنه من الواضح من يقصد، إذ أن من يدير المفاوضات هو رئيس "الموساد"، مضيفةً أنه وجّه أيضاً الكلام إلى فريق التفاوض الذي هو في طريقه حالياً إلى قطر.
ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أن هناك خلاف بشأن مسألة ما الذي دفع رئيس الحكومة إلى قول هذه الأمور، ونقلت عن مصادر إسرائيلية قولها: إن ذلك "جرى خلال نقاش بشأن حجم المساعدات الإنسانية التي ستسمح إسرائيل بدخولها إلى قطاع غزة".
وذكرت مصادر أخرى مطلعة على المفاوضات أن نتنياهو طلب معرفة هوية المحتجزين الذين مازالوا على قيد الحياة كـ"شرط للتقدم في المفاوضات"، بحسب القناة الإسرائيلية.
من جهته، نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ذلك، وقال: إن الحوار الذي دار في اجتماع السبت "مهني وموثوق وجيد، ويقوم على التقدير المتبادل ووحدة الهدف".
تأجيل عملية رفح
وفي لقاء مع شبكة NBC الأميركية، أكد نتنياهو أن الجيش الإسرائيلي سيشن هجوماً برياً في رفح جنوب قطاع غزة، حتى إذا تم التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى مع حركة "حماس".
وأشار نتنياهو إلى أن "النصر قريب، ولن يكون هناك نصر إلا بعد القضاء على (حماس)"، لافتاً إلى قيام إسرائيل بـ"تدمير 18 كتيبة من أصل 24 تابعة لـ(حماس)، وهناك 4 منها تتمركز في رفح".
واعتبر أن "ذلك سيتحقق في غضون أسابيع من بدء العملية في رفح"، مضيفاً: "لا يمكننا أن نترك آخر معقل لـ(حماس)".
ورداً على سؤال بشأن مطالبة الولايات المتحدة إسرائيل بحماية المدنيين في رفح، أوضح نتنياهو أن قادة الجيش سيعرضون عليه، الأحد "خطة مزدوجة لإخلاء رفح وتفكيك ما تبقى من كتائب (حماس)".
جاء ذلك بعدما أعلن مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، في وقت سابق الأحد، أن المحادثات التي جرت في باريس، قادت إلى "تفاهم" بشأن مقترح اتفاق يقضي بإطلاق "حماس" سراح المحتجزين في غزة، ووقف جديد لإطلاق النار بالقطاع. لافتاً إلى أن "العمل جار، ونأمل أن نتمكن في الأيام المقبلة من الوصول إلى اتفاق متماسك ونهائي بشأن هذه القضية".
وكانت قد أفادت قناة "القاهرة الإخبارية"، نقلاً عن مصادر مصرية مطلعة، الأحد، بأن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة استؤنفت في الدوحة بين الدول الأربع، بالإضافة إلى ممثلين لـ"حماس"، فيما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن مجلس الحرب وافق على السماح لوفد إسرائيلي بالتوجه إلى قطر لمواصلة المحادثات.
وأفاد مصدر في "حماس" خلال وقت سابق الأحد، بأن مسودة الخطة التي نوقشت في باريس تنص على وقف القتال 6 أسابيع وإطلاق سراح ما بين 200 و300 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيلية مقابل 35 إلى 40 رهينة محتجزين في القطاع، لكن للتوصل إلى اتفاق تشترط إسرائيل "الإفراج عن جميع الرهائن، بدءاً بجميع النساء"، وفق ما أعلنه مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء تساحي هنجبي.