شارك الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بمؤتمر في ألبانيا لبحث مواجهة موسكو، فيما يبدأ المبعوث الصيني إلى أوكرانيا لي هوي، السبت، جولة تشمل روسيا وأوكرانيا ومقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
خلال المؤتمر، حاول الرئيس الأوكراني حشد دعم البلقان لرؤيته للسلام في أوكرانيا وروج لفكرة الإنتاج المشترك للأسلحة، في قمة استمرت يومين لدول جنوب شرق أوروبا.
وتأتي القمة في العاصمة الألبانية تيرانا في الوقت الذي تحاول فيه كييف تحسين قدراتها الدفاعية لهزيمة القوات الروسية، بينما يتعثر الدعم الأميركي بعد أكثر من عامين من الغزو الروسي واسع النطاق.
التصنيع المشترك للأسلحة
وقال زيلينسكي لوفود رفيعة المستوى من ألبانيا وبلغاريا وصربيا ومقدونيا الشمالية وكوسوفو والبوسنة والجبل الأسود وكرواتيا ومولدوفا ورومانيا في كلمته الافتتاحية: "نحن مهتمون بالإنتاج المشترك معكم ومع جميع شركائنا".
وأضاف "هناك نحو 500 شركة دفاع تعمل في أوكرانيا، كل منها تضيف قوة لكن هذا لا يكفي لتحقيق الفوز (ضد الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. نرى مشاكل في توريد الذخيرة، مما يؤثر على الوضع في ساحة المعركة".
واقترح زيلينسكي تنظيم منتدى دفاعي بين أوكرانيا والبلقان في كييف أو البلقان لتعزيز التعاون في مجال الأسلحة، مكرراً مبادرات مماثلة أجريت العام الماضي مع شركات الأسلحة البريطانية والأميركية.
وألبانيا وبلغاريا ومقدونيا الشمالية والجبل الأسود ورومانيا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وانضمت إلى العقوبات الغربية ضد روسيا وأرسلت أسلحة ومعدات إلى أوكرانيا. وهناك صناعات أسلحة كبيرة في أجزاء من البلقان، خاصة صربيا وكرواتيا، وهو إرث من يوغوسلافيا الاتحادية السابقة.
ولم تفرض صربيا، حليفة موسكو منذ فترة طويلة، عقوبات، ولم تعترف بلجراد ولا كييف باستقلال كوسوفو، الإقليم الجنوبي السابق الذي تسكنه أغلبية ألبانية في صربيا، والذي يدعم أوكرانيا ويسعى للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
والتقى زيلينسكي الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش، وشكره على دعمه في الحرب، وتعهد بمواصلة العمل على خطة كييف لإنهاء الصراع.
وقال فوتشيتش إن "الحوار البناء والحلول الدبلوماسية فقط هو الذي يمكن أن يحقق السلام" وشكر أوكرانيا لكونها واحدة من الدول القليلة التي امتنعت عن الاعتراف بكوسوفو.
التعاون الدفاعي
وفي منشور على تليجرام، قال زيلينسكي إنه ناقش التعاون الدفاعي مع البوسنة ومقدونيا الشمالية.
وذكر إعلان مشترك وقعته 10 دول في القمة أن زعماءهم مستعدون للمشاركة في قمة سلام بقيادة أوكرانيا في سويسرا هذا الربيع، لمناقشة رؤية زيلينسكي للسلام.
وتنص مبادرة السلام الدبلوماسية التي طرحها زيلينسكي على انسحاب عسكري روسي من جميع الأراضي الأوكرانية، ولم تُشرك روسيا في المحادثات حتى الآن، ورفضتها موسكو باعتبارها مبادرة غير ناجحة.
وقال الزعماء إن رئيس الوزراء الألباني إدي راما وزيلينسكي أجرىا محادثات ووقعا اتفاقاً بشأن الصداقة والتعاون بين أوكرانيا وألبانيا.
وقال زيلينسكي، في مؤتمر صحافي، إن كل وقت تتأخر فيها إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، يكون "هدية" للرئيس الروسي بوتين، في إشارة واضحة إلى الجمود المستمر منذ أشهر في الكونجرس الأميركي بشأن تقديم المزيد من المساعدة لكييف.
وأكد الزعماء الآخرون دعمهم لكييف في إعلان مشترك، قائلين إنهم مستعدون "للمشاركة في التعافي وإعادة الإعمار في أوكرانيا بعد الحرب من أجل تمكين الشعب الأوكراني من إعادة بناء بلاده".
وقبل وصوله إلى تيرانا، زار زيلينسكي السعودية لمناقشة وساطة المملكة في عملية تبادل أسرى، و"صيغة السلام" التي اقترحتها كييف لإنهاء الغزو الروسي، حيث التقى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
كما زار العديد من دول العالم في الأسابيع الأخيرة لحشد الدعم لبلاده، التي تعاني قواتها المسلّحة من نقص في الذخيرة والأسلحة.
ويؤكد زيلينسكي باستمرار حاجة بلاده الماسة إلى الدعم المستمر من الغرب، لمواجهة روسيا في ظل الحرب التي دخلت عامها الثالث.
جولة المبعوث الصيني
من ناحية أخرى، ذكرت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينج أن مبعوث بكين الخاص بأوكرانيا لي هوي سيزور بولندا وفرنسا وألمانيا للبحث في حرب أوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث، فيما أكدت على أن الزيارة تندرج في إطار "الدورة الثانية من الجولة الدبلوماسية المكوكية للبحث عن تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".
وشددت ماو على أنه منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا "لم نألُ أبداً جهداً لتعزيز السلام وتشجيع المحادثات. كل ما قمنا به له هدف واحد، ألا وهو التوصل إلى توافق لإنهاء الحرب وتمهيد الطريق لمحادثات السلام".
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، قال نائب وزير الخارجية الصيني سون وي دونج، خلال زيارة إلى روسيا، إن العلاقات بين البلدين "في أفضل مستوى تاريخي لها".
وتعرضت الصين لانتقادات من دول غربية على خلفية موقفها بشأن الأزمة الأوكرانية، ورغم أنها دعت إلى احترام وحدة أراضي كافة الدول، بما في ذلك أوكرانيا ضمناً، لم تصدر عن بكين إدانة علنية للهجوم الروسي ولم تدع موسكو إلى سحب قواتها من أراضي كييف.
وتتقاسم الصين وروسيا رغبة مشتركة في مواجهة ما تعتبرانه "هيمنة أميركية"، إذ شهدت العلاقات بين بكين وموسكو تقارباً على المستويين السياسي والاقتصادي خلال العامين الماضيين.