زلة لسان جديدة للرئيس الأميركي جو بايدن، خلال إعلانه مشاركة الولايات المتحدة في عمليات إلقاء المساعدات الإنسانية من الجو لسكان قطاع غزة.
وقال بايدن للصحافيين في البيت الأبيض: "سننضم إلى أصدقائنا في الأردن وآخرين في الإنزال الجوي للغذاء والإمدادات الإضافية لأوكرانيا"، مضيفاً: "سنسعى إلى الاستمرار في فتح طرق أخرى إلى أوكرانيا، بما في ذلك إمكانية إنشاء ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية".
وقال البيت الأبيض إن بايدن كان يقصد غزة في كلامه وليس أوكرانيا.
وليست هذه أولى زلات لسان الرئيس الأميركي جو بايدن، لكنه فعل تكرر مؤخراً، وأبطاله رؤساء الدول الأوروبية، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
"رئيس المكسيك"
أخطأ بايدن الإشارة إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطلع فبراير، ووصفه بأنه "رئيس المكسيك"، قائلاً: "في بادئ الأمر، لم يكن الرئيس (المكسيكي) السيسي يرغب في فتح البوابة (معبر رفح). لقد تحدثت معه. وأقنعته بفتح المعبر".
وردت مصر، بتشديد على أنها فتحت معبر رفح من جانبها دون قيود أو شروط، منذ اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على غزة، مضيفة في بيان للرئاسة المصرية.
وسبق أن خلط بايدن، مرتين بين المستشار الألماني السابق هلموت كول، والمستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل، أثناء حديثه إلى المانحين، خلال حملة أقيمت لجمع التبرعات، مطلع العام.
كما خلط بايدن بين الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون، وسلفه فرانسوا ميتران، الذي توفي عام 1996، إذ قال: "نظر إليّ ميتران من ألمانيا، أقصد من فرنسا، وسألني: أتعرف، ماذا، لماذا، منذ متى عدتم؟".
ووقع في الخطأ أثناء روايته قصته المكررة عن أول قمة له مع مجموعة السبع بعد توليه منصبه في عام 2021، والذي قال في السابق إنه بعد الإعلان خلال الاجتماع عن "عودة أميركا"، التفت إليه ماكرون، وسأله "إلى متى ستظل أميركا زعيمة للعالم؟".
وأخطأ بايدن رواية القصة، إذ خلط بين ماكرون وميتران الذي توفي في عام 1996، أي قبل نحو 25 عاماً من انعقاد القمة، حيث قال: "نظر إليّ ميتران من ألمانيا، أقصد من فرنسا، وقال: "أتعرف، ماذا، لماذا، كم من الوقت ستعود؟".
وفي يونيو 2023, قال الرئيس الأميركي، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يخسر الحرب في العراق" بدلاً من أن يقول أوكرانيا.
وجاءت زلة اللسان هذه خلال حديث بايدن للصحافيين حين سُئل إذا ما كان بوتين قد أضعفه التمرد القصير الذي قاده رئيس مجموعة "فاجنر" العسكرية الروسية الخاصة. وقال: "من الصعب إصدار حكم على ذلك. لكن من الواضح أنه يخسر الحرب في العراق".
وقبلها بـ24 ساعة، تحدث بايدن عن الصين، بينما كان يقصد الهند التي زار رئيس وزرائها ناريندرا مودي البيت الأبيض، قبل الواقعة بأيام، وقال بايدن حينها "ربما رأيتم صديقي المفضل الجديد، وهو رئيس وزراء دولة صغيرة هي الآن الأكبر في العالم، الصين.. عفواً، أعني الهند".
وتسلط أخطاء بايدن الضوء على ما يقول منتقدون إنها "التهديدات السياسية الأكثر إلحاحاً" لمحاولة إعادة انتخاب الرئيس، وهي عمره، والخوف في صفوف الناخبين من أنه ليس "لائقاً عقلياً" لتولي منصبه مرة أخرى.
وفي استطلاع رأي أجرته شبكة NBC News وصدر في وقت سابق، أعرب ثلاثة أرباع الناخبين عن مخاوفهم بشأن "صحة بايدن العقلية والبدنية"، فيما اعتبرت "بلومبرغ"، أن هذه الأخطاء المتكررة تأتي في الوقت الذي يواجه فيه بايدن، 81 عاماً، مخاوف بشأن عمره، والتي "تؤثر بدرجة كبيرة على فرص إعادة انتخابه".