تستعد الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، للمشاركة في عمليات الإنزال الجوي للمساعدات الإنسانية لسكان غزة، لتنضم بذلك إلى دول أخرى مثل فرنسا والأردن ومصر والإمارات التي فعلت الشيء نفسه، كما تدرس خيارات أخرى لزيادة دخول المساعدات إلى القطاع، بما فيها فتح ممر بحري، وتوسيع عمليات التسليم عن طريق معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الجمعة، إن المساعدات التي تتدفق إلى غزة "غير كافية على الإطلاق".
وأضاف عبر منصة "إكس": "نحن جميعاً بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد. والولايات المتحدة ستفعل المزيد".
وأصرّ بايدن على أن تفتح إسرائيل المزيد من المعابر البرية، وتسهل مرور المزيد من شاحنات الإمداد "دون أعذار". ورداً على سؤال بشأن موعد بدء عمليات الإنزال الجوي، قال بايدن للصحافيين: "لست متأكداً، أعتقد قريبا جداً".
من جهتها، قالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، سامنثا باور، الجمعة، إنها بحثت مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف جالانت، ورئيس الأركان هيرتسي هاليفي، ومنسق أعمال الحكومة الإسرائيلية، غسان عليان، ضرورة زيادة دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك إنزال معونات أميركية جواً.
وأضافت عبر منصة "إكس": "ناقشت مع نتنياهو وجالانت وهاليفي تعزيز حماية المدنيين وعمال الإغاثة في غزة".
يأتي الإعلان الأميركي، وسط تحذيرات أطلقتها الأمم المتحدة ومنظمات دولية، الجمعة، من أن المجاعة في قطاع غزة "أصبحت شبه حتمية، ما لم يتغير شيء" مع إظهار الإحصاءات الرسمية، أن "عشرات الأطفال ماتوا جوعاً".
وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية لصحيفة "بوليتيكو" إن المناقشات بشأن الحاجة إلى عمليات الإنزال الجوي، تكثفت خلال الأسبوعين الماضيين، مع تدهور الوضع الإنساني، مشيراً إلى أن "أحداث الخميس، التي سقط فيها عشرات الفلسطينيين أثناء تدافعهم للحصول على مساعدات في غزة، دفعت إلى إعلان انخراط واشنطن".
وطالب السيناتور الأميركي، بيرني ساندرز، إدارة بايدن، ببدء عمليات الإنزال الجوي في أقرب وقت ممكن. وقال: "يجب على الولايات المتحدة أن تبدأ فوراً في إسقاط الغذاء والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في غزة".
كما طالب ساندرز، إسرائيل، بفتح حدودها للسماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن توضح أن "الفشل في القيام بذلك سيؤدي إلى قطع العلاقات الأميركية الإسرائيلية، والوقف الفوري لجميع المساعدات العسكرية".
وتابع عضو مجلس الشيوخ الأميركي: "يجب على إسرائيل أن تفتح الحدود وتسمح للأمم المتحدة بتسليم الإمدادات بكميات كافية"، وفق "بوليتيكو".
وانخفضت المساعدات المتدفقة إلى غزة بمقدار النصف في فبراير مقارنة بيناير، وفقاً للأمم المتحدة، بسبب الصعوبات عند المعابر الحدودية المؤدية إلى القطاع، والعمليات العسكرية المستمرة، وانهيار النظام المدني، و"غياب إرادة إسرائيل السياسية".
آليات الإنزال الأميركي المحتمل
وعادة ما تستخدم الولايات المتحدة طائرات عسكرية لإسقاط الإمدادات الانسانية. وعلى الرغم من أنه من غير الواضح أي نوع من الطائرات سيتم استخدامها، فإن طائرات C-17 وC-130، هي الأنسب لهذه المهمة.
بمجرد أن تصبح الطائرة فوق المنطقة التي تحتاج إلى الإمدادات، يتم فك القفل الذي يثبت الأرفف في مكانها، ثم يجري إنزالها إلى الأرض بمساعدة مظلة مثبتة على منصة الأرفف.
ويقوم الجنود على الأرض بتحميل الإمدادات على أرفف، والتي يتم بعد ذلك تحميلها على الطائرات ثم تثبيتها في مكانها.
وتلعب الرياح دوراً كبيراً في ضمان هبوط منصات الأرفف في المكان الذي ينبغي أن تهبط فيه. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي بعض المساعدات التي تقدمها دول أخرى وينتهي بها الأمر في البحر.
ويقول مسؤولون، إنه سيكون من الصعب ضمان وصول المساعدات إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها، وألا ينتهي بها الأمر في مكان لا يمكن الوصول إليه.
وذكر منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، أنه "من الصعب للغاية القيام بعملية إسقاط جوي في بيئة مزدحمة مثل غزة".
وأضاف كيربي أن الولايات المتحدة تخطط للقيام بعمليات إسقاط متعددة كجزء من جهد متواصل، وذلك بالتنسيق مع عدد من الدول، بما فيها الأردن.
وسبق للجيش الأميركي خلال عام 2014 أن أسقط مساعدات جوية في شمال العراق، عندما حاصر مقاتلو تنظيم "داعش"، المدنيين. وفي تلك الأشهر القليلة، تم إسقاط أكثر من 100 ألف وجبة و96 ألف زجاجة مياه جواً.
ممر بحري
وفي وقت سابق، الجمعة، قال بايدن للصحافيين، إن الولايات المتحدة تدرس أيضاً إمكانية فتح ممر بحري لتوصيل كميات كبيرة من المساعدات إلى غزة.
وذكر مسؤول أميركي، أن أحد الخيارات المحتملة هو شحن المساعدات بحراً من قبرص، والتي تبعد عن شواطئ غزة بنحو 210 أميال بحرية.
وقال المسؤول إنه لم يتم اتخاذ قرار بشأن المشاركة العسكرية في مثل هذه العملية، مضيفاً أن الإسرائيليين "متقبلون للغاية" لخيار الجسر البحري لأنه سيتفادى التأخير الناجم عن قيام المحتجين بإغلاق المعابر البرية أمام قوافل المساعدات.
ويمثل الخيار البحري باستخدام الجيش تحدياً كبيراً، مع عدم وجود موقع واضح يمكن من خلاله تفريغ المساعدات من السفن.
استئناف إسقاط المساعدات
ومن المقرر أن تستأنف مصر إسقاط المساعدات الإنسانية في غزة، السبت، بالمشاركة مع الإمارات والأردن.
وذكرت المصادر، التي لم تسمها قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية، أنه من المقرر إسقاط مساعدات إنسانية تزن 6.7 طن عبر طائرة مصرية في منطقة مخيم جباليا بشمال قطاع غزة.
وأعلنت مصر والأردن، الخميس الماضي، تنفيذ عمليات إنزال مساعدات إنسانية على قطاع غزة جواً بالتعاون مع الإمارات وسلطنة عمان والبحرين.