زيارة جانتس لواشنطن تصعد الخلاف مع حلفاء نتنياهو: "حصان طروادة" ضد إسرائيل

مصدر: الرحلة تهدف إلى الحفاظ على شرعية استمرار العملية البرية في غزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس خلال كلمة أمام متظاهرين في القدس. 27 مارس 2023 - Reuters
وزير الدفاع الإسرائيلي السابق بيني جانتس خلال كلمة أمام متظاهرين في القدس. 27 مارس 2023 - Reuters
دبي-الشرق

يزور العضو البارز في حكومة الحرب الإسرائيلية بيني جانتس الولايات المتحدة، الاثنين، للاجتماع مع مسؤولين أميركيين ومناقشة "وقف إطلاق النار" في غزة، و"الحاجة إلى المزيد من المساعدات الإنسانية" للقطاع، وذلك وسط تصاعد الخلافات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحلفاءه، بحسب صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية.

وقال جانتس، وهو وزير الدفاع الإسرائيلي السابق الذي انضم إلى ائتلاف نتنياهو في أعقاب هجوم 7 أكتوبر الماضي، إنه أبلغ رئيس الوزراء، الجمعة، بخططه للقاء كبار المسؤولين الأميركيين حتى يتمكن الاثنان من "تنسيق الرسائل" التي سيتم إرسالها إلى واشنطن خلال الزيارة.

لكن الحكومة الإسرائيلية أصدرت أوامر لسفارتها في الولايات المتحدة، بمقاطعة اجتماعات جانتس، بحسب ما نقلته الصحيفة البريطانية عن مصدر مطلع على الأمر.

واتهم حلفاء نتنياهو، جانتس بالتصرف مثل "حصان طروادة" ضد المصالح الإسرائيلية، في حين اعتبرت "فاينانشيال تايمز" أنها إشارة على استياء رئيس الوزراء الإسرائيلي من الزيارة.

ويرمز مصطلح "حصان طروادة" إلى ملحمة "هوميروس"، التي تتحدث عن قيام "أوديسيوس" ملك إيثاكا بغزو طروادة من خلال إخفاء المحاربين الإغريق داخل هيكل حصان خشبي جرى إدخاله إلى المدينة، وقبل الطرواديون الحصان على أنه عرض سلام.

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي أشار فيه مسؤولون أميركيون إلى شعور الرئيس جو بايدن بإحباط متزايد تجاه رئيس الوزراء الإسرائيلي، لافتين إلى أن علاقتهما وصلت إلى "مستوى منخفض جديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن بعض مسؤولي الإدارة الأميركية يفضلون العمل مع جانتس، وينظرون إليه باعتباره يمثل "اختباراً جيداً" لموقف الإسرائيليين من القضايا السياسية الرئيسية، مثل "حل الدولتين".

أبرز لقاءات جانتس

ومن المقرر أن يجتمع جانتس مع نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، ومنسق مجلس الأمن القومي الأميركي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكجورك، إضافة إلى كبار المشرعين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونجرس، الاثنين، كما سيلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء.

وأشار حزب "الوحدة الوطنية" الذي تزعمه جانتس، في بيان، إلى أن الأخير سيبدأ اجتماعات بلقاء لجنة الشؤون العامة الأميركية-الاسرائيلية المعروفة اختصاراً بـ"AIPAC"، وهي جماعة ضغط مدافعة عن المصالح الإسرائيلية.

بدوره، ذكر مسؤول في البيت الأبيض لوكالة "فرانس برس"، أن اجتماع جانتس مع هاريس وسوليفان "جزء من جهودنا المستمرة للتحدث مع مجموعة واسعة من المسؤولين الإسرائيليين حول الحرب في غزة والاستعدادات لليوم التالي".

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه، للوكالة الفرنسية، أن هاريس "ستؤكد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها في مواجهة تهديدات حماس المستمرة"، كما ستشدد أيضاً على "الحاجة المُلحة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، والذي من شأنه أن يسمح بوقف موقت لإطلاق النار، والحاجة إلى زيادة كبيرة في المساعدات لغزة".

وأشار إلى أن نائبة الرئيس ستذكر أيضاً أن "الولايات المتحدة مستعدة لبذل المزيد من الجهود لزيادة المساعدات، لا سيما من خلال عمليات الإنزال الجوي التي بدأت السبت"، بالإضافة إلى "ممر بحري محتمل لنقل المساعدات بحراً".

"انتهاك بروتوكولات الحكومة"

من جانبه، وجه دودي أمسالم، أحد الوزراء التابعين لحزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتنياهو، انتقادات لجانتس لـ"انتهاكه بروتوكولات الحكومة"، ووصفه بأنه الشخص الذي ربما يعتبره الأميركيون قادر على قيادة عملية إقامة الدولة الفلسطينية ووقف القتال في قطاع غزة.

وقال أمسالم على منصة "إكس"، موجهاً كلامه إلى جانتس: "لقد دخلت حكومة الطوارئ لخلق حالة من الإجماع في وقت الحرب، وليس لمنع الجيش الإسرائيلي من الفوز في هذا الصراع".

وارتفعت شعبية حزب "الوحدة الوطنية"، الذي يتزعمه جانتس في استطلاعات الرأي في الأشهر الأخيرة على حساب "الليكود"، كما يستمر قائد الجيش السابق في التقدم على نتنياهو في الاستطلاعات بشأن الشخص المناسب لمنصب رئيس الوزراء. 

وكان جانتس، وبخ رئيس الوزراء الإسرائيلي في مناسبات عدة بسبب انتقاداته الصريحة لقادة الأمن في البلاد، وانحيازه إلى الوزراء القوميين المتطرفين بشأن السياسات المتعلقة بالحملة العسكرية في غزة. 

ملفات في حقيبة جانتس

ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع على رحلة جانتس، قوله إن "زيارة الوزير الإسرائيلي إلى واشنطن تهدف لتعزيز العلاقات مع واشنطن، وضمان استمرار المساعدات العسكرية الأميركية، ومناقشة المبادرات الدبلوماسية المختلفة، بما في ذلك المحادثات الجارية مع حماس، بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل وقف القتال".

وذكر المصدر أن "هناك هدفاً آخر للزيارة، وهو الحفاظ على شرعية استمرار العملية البرية الإسرائيلية في غزة". 

وزادت الإدارة الأميركية، خلال الأسبوع الماضي، من انتقاداتها للهجوم الإسرائيلي على غزة، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى تدهور الأوضاع الإنسانية داخل القطاع الفلسطيني.

وكان توفير المساعدات الإنسانية لغزة أثناء الحرب نقطة خلاف رئيسية داخل الحكومة الإسرائيلية، إذ انتقد وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير هذه السياسة، وسمح ضمنياً للمتظاهرين اليمينيين المتطرفين بإغلاق المعابر المؤدية إلى القطاع المُحاصَر، وحث نتنياهو، الأحد، على النظر في إقالة جانتس بتهمة العصيان.

تصنيفات

قصص قد تهمك