قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، إن المستوطنين الإسرائيليين يُشكلون عقبة أساسية أمام حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مضيفاً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرتكب "إبادة جماعية صارخة" ضد الشعب الفلسطيني "بدعم غير محدود" من الغرب.
وأوضح أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في العاصمة أنقرة: "ممارسات الغاصبين الذين يُسمون مستوطنين، والذين غزوا وسرقوا الأراضي التي يملكها في الواقع الفلسطينيون، يُشكلون إحدى العقبات الأساسية أمام الحل".
وطالب الرئيس التركي، اليمين الإسرائيلي المتطرف بعدم منع وصول المصلين إلى الحرم القدسي خلال شهر رمضان، مضيفاً: "ننقل إلى السلطات المختصة رسالتنا بتجنب الاستفزازات مع اقتراب حلول شهر رمضان.. طلبات السياسيين الإسرائيليين الراديكاليين لتقييد دخول المسلمين إلى الحرم القدسي عبثية كلياً.. تداعيات قرار كهذا ستكون بالتأكيد خطرة".
وأعلنت الحكومة الإسرائيلية، الثلاثاء، أنها ستسمح بوصول العدد نفسه من المصلين إلى الحرم القدسي خلال الأسبوع الأول من شهر رمضان "كما في السنوات السابقة".
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن جفير، اقترح منع فلسطينيي الضفة الغربية المحتلة، من الدخول إلى القدس للصلاة خلال شهر رمضان.
وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل المسجد الأقصى، الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، وتفرض قيوداً منذ فترة طويلة على دخول الشباب الفلسطينيين وغيرهم من المسلمين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى.
وقال أردوغان خلال المؤتمر الصحافي، إنه "بات من الواضح تماماً أنه ما لم يتم التوصل إلى حل عادل للمسألة الإسرائيلية - الفلسطينية فلن يسود السلام في الشرق الأوسط"، مشدداً على "الحاجة إلى سلام عادل فلسطيني إسرائيلي مع ضمانات، بدلاً من جهود السلام اللفظية".
"قطاع غزة جزء من الدولة الفلسطينية"
بدوره، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية، ويقع تحت مسؤوليتها، وتحت إدارتها، ولا يمكن القبول أو التعامل مع مخططات الاحتلال لفصله، أو اقتطاع أي شبر من أرضه.
وشدد عباس في اجتماعه مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، على رفض تهجير أبناء الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة أو في الضفة الغربية، بما فيها القدس، محذّراً من المخاطر الجسيمة المترتبة على شن الجيش الإسرائيلي هجوماً على مدينة رفح بجنوب القطاع.
وأكد عباس "ضرورة وقف الجرائم وعمليات التطهير العرقي التي يشنها جيش الاحتلال والمستوطنون الإرهابيون بحق شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، وضرورة الإفراج عن الأموال الفلسطينية المحتجزة".
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي، قتلت خلالها أكثر من 30 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة.