أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، أنه سيُسمح بدخول المصلين إلى المسجد الأقصى في الأسبوع الأول من شهر رمضان بأعداد مماثلة للسنوات السابقة، مع إجراء تقييم أمني للوضع كلّ أسبوع، متجاهلاً بذلك دعوات وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، بتقييد دخول المصلين.
وقال نتنياهو خلال اجتماع مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، لمناقشة الاستعدادات اللازمة قبل حلول شهر رمضان: "لن نقوم بتخفيض عدد المصلين المسموح لهم بالصلاة في المسجد الأقصى في الأسبوع الأول من رمضان"، مضيفاً أنه سيتم الحفاظ على حرية العبادة، مع إجراء تقييم أسبوعي للوضع بشأن الأمن والسلامة، "وسوف يتخذ القرار بناءً على ذلك".
وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بأن "رمضان مقدّس بالنسبة للمسلمين، وسيتم الحفاظ على قدسية العيد هذا العام، كما هو الحال في كل سنة"، بحسب تعبيره، رافضاً القيود التي طالب بها وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتامار بن جفير، لتقييد دخول المصلين الفلسطينيين، بمن فيهم العرب الإسرائيليين.
وتصاعدت الخلافات الداخلية في حكومة نتنياهو بشأن ترتيبات الوصول إلى المسجد الأقصى خلال الشهر رمضان، الذي سيبدأ في 10 أو 11 مارس الجاري.
وفي جلسة ترأسها نتنياهو بشأن الاستعدادات لرمضان، قال رئيس الوزراء: "إن سياسة إسرائيل كانت وستظل دائماً هي الحفاظ على حرية العبادة لجميع الأديان. لقد تصرفنا دائماً بهذه الطريقة خلال رمضان وسنتصرف على هذا النحو الآن".
وحضر الجلسة وزير الدفاع يوآف جالانت، ووزير الخارجية يسرائيل كاتس، وعضو مجلس الحرب جادي آيزنكوت، بالإضافة إلى بن جفير. وحضر الجلسة أيضاً رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، وكذلك رؤساء مجلس الأمن القومي، والشاباك، والشرطة الإسرائيلية وغيرهم من كبار المسؤولين الأمنيين والسياسيين، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وقال نتنياهو: "سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على حرية العبادة، مع الحفاظ بشكل مناسب على احتياجات الأمن والسلامة، وسنسمح للمصلين بإقامة شرائعهم".
"قيود بن جفير"
في المقابل، اتهم بن جفير نتنياهو بـ"تعريض الإسرائيليين للخطر". وقال: "إن قرار السماح بوصول المصلين إلى المسجد الأقصى في شهر رمضان كما في السنوات السابقة يُظهر أن نتنياهو وحكومة الحرب تعتقد أنه لم يحدث شيء في 7 أكتوبر". وأضاف أن "القرار يعرض مواطني إسرائيل للخطر ويمكن أن يمنح حماس صورة النصر".
وكان بن جفير، حثّ الشرطة، الأحد، على السماح لبضعة آلاف فقط من المسلمين بدخول المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، كما طالب بـ"تقييد عدد المصلين المسلمين في الأقصى لضمان استعداد الشرطة للرد بسرعة على أي اضطرابات"، حسبما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
كما دعا في توصياته إلى فرض "القيود العمرية" والتي تقضي بالسماح فقط لمن هم فوق الستين عاماً بدخول المسجد الأقصى، والتحقق من هويات المصلين من قبل "الشاباك".
وستشمل العملية الأمنية، نشر الآلاف من الشرطة الإسرائيلية، والحواجز التي سيتم نصبها عند مداخل القدس، وكل ذلك مع عمليات تفتيش دقيقة.
وشكر عضو الكنيست منصور عباس، رئيس القائمة العربية الموحدة، نتنياهو على "القرار المسؤول"، ودعا فلسطينيي الداخل، إلى "ممارسة حقهم في الصلاة وحفظ الوصايا خلال الشهر الفضيل، مع الحفاظ على القانون والنظام العام"، وفق "تايمز أوف إسرائيل".
وجاء قرار نتنياهو بعد يومين فقط من إعلان "القناة 12" الإسرائيلية، عن خلافات متواصلة بشأن ترتيبات رمضان بين قادة الأجهزة الأمنية.