استقبلت الأراضي الفلسطينية أول أيام رمضان، على وقع أصوات الانفجارات وسقوط ضحايا في غزة، جراء الهجمات العسكرية الإسرائيلية، بعدما فشلت جهود الوساطة في فرض هدنة مع بداية الشهر، لترتفع حصيلة الضحايا في القطاع منذ 7 أكتوبر إلى 31 ألفاً و112 فلسطينياً، علاوة على 72 ألفاً و760 مصاباً، فيما اختفت مظاهر الاحتفال بالضفة الغربية.
ونازع دوي القصف الإسرائيلي صوت أذان الفجر الذي ترقبه من تبقى من سكان غزة، لبدء الصوم في شهر اعتادوا أن يرتادوا فيه مساجد لم يُبق القصف منها اليوم سوى الركام.
ومع بدء ساعات الصيام، في صباح الاثنين، أفاد تلفزيون فلسطين بسقوط ضحايا ومصابين في غارة نفذتها طائرات حربية إسرائيلية على منزل شرقي رفح جنوب القطاع.
واستقبل أهالي قطاع غزة، أولى ساعات شهر رمضان، وسط أوضاع إنسانية قاسية، وتحذيرات أممية من شبح مجاعة، وسقوط ضحايا جراء سوء التغذية والجفاف، ومخاوف من أزمة أكبر حال اجتاجت إسرائيل مدينة رفح الجنوبية حيث يتكدّس 1.5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.
وتمسكت مجموعة من سكان غزة، بالأمل، وأخذوا على عاتقهم، مهمة تزيين خيام النزوح بزينة رمضان المميزة، أملاً في إدخال بعض البهجة على ساكنيها من الأطفال، كما تمسك مصلون، بأداء صلاة التراويح في الساحات المفتوحة وبين أنقاض المنازل والمساجد.
ويخشى سكان غزة، المزيد من الجوع خلال شهر رمضان، في ظل شح الطعام والمياه، مع استمرار الحرب الإسرائيلية التي دخلت شهرها السادس.
وتعد أحد أبرز وجوه المعاناة، أزمة المياه، حيث يعتمد سكان غزة على المياه الجوفية التي تتم تنقيتها في محطات المياه ومحطات تحلية المياه وخط أنابيب من إسرائيل إلى جانب المياه المعبأة، لكن القصف المستمر يحول دون إمداد القطاع المنكوب باحتياجاته.
وتقول الأمم المتحدة، إن 80% من الأسر في غزة، لا تتوفر لديها مياه نظيفة، وإن نحو 340 شخصاً يضطرون إلى استخدام مرحاض واحد، مقابل دش استحمام واحد لكل 1300 شخص.
وكشفت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن إمدادات المياه في غزة لم تعد تتجاوز 7%، من مستوياتها قبل الحرب، بعد تدمير أكثر من ربع آبار المياه في القطاع.
وبالتزامن، اتهمت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الجيش الإسرائيلي بارتكاب "7 مجازر"، ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيتها 67 فلسطينياً، بينما أصيب 106 أشخاص خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، معلنة بقاء حصيلة ضحايا سوء التغذية والجفاف عند 25 ضحية، وهو نفس الرقم الذي تم إعلانه، الأحد.
وفي القدس، نُشرت الشرطة الإسرائيلية، الآلاف من عناصرها في الشوارع الضيقة بالبلدة القديمة، حيث من المتوقع أن يصل عشرات الآلاف كل يوم لأداء الصلاة بالمسجد الأقصى.
وعلى النقيض من السنوات السابقة لم تشهد البلدة القديمة الزخارف المعتادة، وسادت أجواء كئيبة مماثلة في البلدات بأنحاء الضفة الغربية المحتلة، حيث لقي نحو 400 فلسطيني مصرعهم في اشتباكات مع قوات الأمن أو المستوطنين منذ بداية الحرب على غزة.
وقال عمار سدر، أحد شيوخ البلدة القديمة لـ"رويترز": "العام هذا قررنا بقرار رسمي أن البلدة القديمة لن تُزين، كرامة لدماء أطفالنا ودماء شيوخنا وكبارنا الشهداء".