مسؤولون أميركيون: واشنطن قد تدعم عملية إسرائيلية "محدودة" في رفح

time reading iconدقائق القراءة - 6
مركبات عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. 4 مارس 2024 - AFP
مركبات عسكرية إسرائيلية بالقرب من الحدود مع قطاع غزة. 4 مارس 2024 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤولون أميركيون كبار لنظرائهم الإسرائيليين إن إدارة الرئيس جو بايدن قد تدعم عملية محدودة تشنها إسرائيل لملاحقة أهداف حركة "حماس" ذات القيمة العالية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، طالما تجنبت تل أبيب غزواً واسع النطاق قد يُحدث صدعاً في التحالف بين البلدين، وفق صحيفة "بوليتيكو".

ونقلت الصحيفة عن 4 مسؤولين أميركيين قولهم، في محادثات خاصة، أن كبار مسؤولي إدارة بايدن ألمحوا إلى إسرائيل بأنهم قد يدعمون خطة أقرب إلى عمليات "مكافحة الإرهاب" من الحرب الشاملة.

ولفت المسؤولون إلى أن ذلك سيقلل من عدد الضحايا بين المدنيين ويقضي على صفوف "حماس"، ويتجنب المشاهد التي أدت إلى توتر الرأي العام بشأن حرب إسرائيل على قطاع غزة وطريقة تعامل بايدن معها.

فيما ذكر مسؤول إسرائيلي، طلب عدم كشف هويته، أنه "لا يوجد شك في أن القوات الإسرائيلية  ستشن في مرحلة ما عملية من هذا القبيل. في نهاية المطاف، لا يمكننا الفوز في هذه الحرب دون هزيمة كتائب حماس في رفح".

وتُشكّل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيين الفارين من القصف الإسرائيلي المستمر في أماكن أخرى من قطاع غزة، ما أطلق تحذيرات دولية من خطر وقوع كارثة إنسانية في المدينة التي يتكدس فيها النازحون في مخيمات مترامية الأطراف، وملاجئ تديرها الأمم المتحدة.

تشكيك أميركي

وعلى الجانب الآخر، يشكك بعض أعضاء الفريق الرئيسي بفريق بايدن في شن إسرائيل عملية عسكرية كبيرة في قطاع غزة قريباً.

وفي هذا الصدد، قال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون): "سيتعين عليهم القيام بإعادة تمركز القوات، وهذا لم يحدث"، مضيفاً إنه "ليس وشيكاً".

وقال المسؤول إن عدم اتخاذ أي إجراء هو علامة على أن إسرائيل تأخذ التحذيرات الأميركية بعين الاعتبار.

في حين أكد مسؤولون تحدثت إليهم "بوليتيكو" أن خطط إسرائيل يمكن أن تتغير في أي وقت، رافضين القول على وجه اليقين إن إسرائيل لن تشن في نهاية المطاف عملية أكبر، ربما بسبب التغييرات في البيئة السياسية في البلاد.

وأكدت الإدارة الأميركية في الأيام الأخيرة أن تصريح بايدن بشأن "الخطوط الحمراء" لم يكن نهائياً. وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الثلاثاء: "موقفنا هو أن عملية عسكرية في رفح لا تحمي المدنيين، وتقطع الإمدادات الرئيسية للمساعدات الإنسانية، وتضع ضغطاً على الحدود بين مصر وإسرائيل. ليست شيئاً يمكن أن ندعمه".

تحالف متزعزع

من جهة ثانية، يواصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حملة الضغط التي يمارسها، إذ تحدَّث عبر تقنية الفيديو مع لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، وهي مجموعة مؤيدة لإسرائيل في واشنطن، للدفاع عن حماية بلاده للمدنيين خلال الحرب.

وقال نتنياهو إن "أصدقاء إسرائيل لا يمكنهم القول إنكم تؤيدون هدف تل أبيب المتمثل في تدمير حماس، ومن ثم تعارضونها عندما تتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هذا الهدف".

ويرى مسؤولون أن كيفية قيام إسرائيل بعملية في رفح ستؤثر على حالة تحالفها مع الولايات المتحدة.

اقرأ أيضاً

نتنياهو: سنمضي قدماً في توجيه حملة عسكرية على رفح

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن إسرائيل ستمضي قدماً في الحملة العسكرية على رفح بجنوب قطاع غزة وسط تزايد الضغوط الدولية.

وفي هذا الصدد، يفكر عضو مجلس الشيوخ (الديمقراطي) كريس فان هولن في حجب بعض مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل اعتماداً على كيفية سير العملية.

ودعا هولن، المعارض لسياسة بايدن تجاه إسرائيل، الرئيس الأميركي إلى "إنذار إسرائيل" في حال ذهبت عمليتها العسكرية في رفح إلى أبعد من اللازم.

وتابع: "عندما يرسم رئيس الولايات المتحدة خطاً أحمر، يجب عليه التأكد من أن هناك آلية لتنفيذه. خلاف ذلك ستبدو غير فعالة"، مضيفاً: "إذا تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بايدن، بعد أن قال إن هذا خط أحمر، فهذا يقوض فعاليتنا بشكل عام".

وقال مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد "بروكينجز" ناتان ساكس: "لا أعتقد أنه مع مرور الوقت ستتخلى إسرائيل عن ملاحقة ما تبقى من عناصر حماس وقيادتهم تحت الأرض في رفح، لكنها قد تنتظر وتنفذ عملية أو سلسلة عمليات أصغر وربما أقل تدميراً، نظراً لاعتراضات واشنطن".

ويستبعد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون عملية عسكرية إسرائيلية وشيكة في رفح، إذ من غير المرجح أن تتم قبل نهاية شهر رمضان في منتصف أبريل.

ولم يصدر مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي أمراً للجيش بالبدء في إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح، لكن إذا تم إصدار الأمر، فسيستغرق تنفيذه من أسبوعين إلى 3 أسابيع أخرى.

تصنيفات

قصص قد تهمك