وجّه قائد "الفرقة 98" في الجيش الإسرائيلي، انتقادات علنية بشكل غير معهود للقيادة السياسية في تل أبيب، مطالباً إياها بأن تكون "جديرة، وعلى مستوى ما يقدّمه الجنود" في الحرب التي تشنها إسرائيل على القطاع الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر الماضي.
وقال دان جولدفوس الذي تقاتل فرقته في مدينة خان يونس بجنوب غزة، موجهاً حديثه للمسؤولين السياسيين: "يجب أن تتحلوا بالجدارة وتكونوا في مستوى ما يقدمه الجنود في الميدان منذ نحو 5 أشهر".
كما حضّ جولدفوس، السياسيين الإسرائيليين على إظهار التلاحم الذي يظهره الجنود و"نبْذ التطرف وتبنّي موقف موحد".
ودعا في تصريحات تلفزيونية، السياسيين إلى ضمان "مشاركة الجميع"، في إشارة واضحة إلى استدعاء الرجال من اليهود المتشددين المعفيين من أداء الخدمة العسكرية منذ عقود إلى التجنيد في الجيش، وهي قضية تثير جدلاً واسعاً في تل أبيب منذ أسابيع.
وتابع بالقول: "يتحمل قادة الجيش والجنود وسيتحملون المسؤولية عن أفعالنا، لن نتهرب من المسؤولية، نحني رؤوسنا في ضوء فشلنا الذريع في 7 أكتوبر الماضي، لكننا في الوقت نفسه نمضي قُدماً".
آراء متباينة
ولم يردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولا وزير الدفاع يوآف جالانت علناً على ما قاله جولدفوس. فيما أعرب بعض المشرّعين عن اتفاقهم مع تصريحات جولدفوس، بينما عبَّر آخرون عن عدم رضاهم عن إدلائه بتصريحات سياسية من أي نوع.
وقال النائب الإسرائيلي المعارض يوآف سيجالوفيتز لإذاعة "كان" العامة، إن "الضابط الذي يرتدي الزي الرسمي يحتاج إلى التحدث فقط عما يتعلق بقراراته أو أن يخلع البدلة العسكرية".
وكتب الصحافي ناحوم بارنيا في صحيفة "يديعوت أحرونوت": "مع كل الاحترام للمشاعر الصادقة للضابط الموقر، فإن القتال في غزة لا يمنحه الحق أو السلطة للتعبير عن موقفه بشأن المسائل السياسية. جميل أن يتحمَّل جولدفوس المسؤولية، مثل غيره من الضباط، ولكن أين التواضع، أين الحياء".