هل بدأت واشنطن استخدام "ورقة السلاح" للضغط على تل أبيب؟

مسؤول إسرائيلي: واشنطن أبطأت المساعدات العسكرية.. ومسؤول أميركي: لا تأخير متعمد

time reading iconدقائق القراءة - 5
جندي إسرائيل يتفقد الذخيرة على الحدود مع قطاع غزة. 9 أكتوبر 2023 - AFP
جندي إسرائيل يتفقد الذخيرة على الحدود مع قطاع غزة. 9 أكتوبر 2023 - AFP
دبي-الشرق

قال مسؤول إسرائيلي رفيع لشبكة ABC الأميركية، إن الولايات المتحدة أبطأت وتيرة تسليم شحنات الأسلحة إلى إسرائيل، وهو ادعاء نفاه مسؤولون أميركيون، لكنه قد يدل على تزايد توتر العلاقات بين الحليفين.

ونقلت الشبكة الأميركية عن مسؤول إسرائيلي رفيع، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، قوله إن "شحنات المساعدات العسكرية الأميركية في بداية الحرب كانت تصل بسرعة كبيرة، لكنها الآن بطيئة للغاية، الأمر الذي أدى إلى تفاقم الضغط على إسرائيل أثناء محاولتها تدمير حماس في غزة".

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه ليس متأكداً من السبب، لكن تل أبيب "تدرك تماماً مدى إحباط الولايات المتحدة من الحرب" في غزة، بما في ذلك بذلها جهوداً أكبر لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان القطاع المحاصر.

ووفقاً للمسؤول الإسرائيلي، هناك نقص متزايد في قذائف المدفعية عيار 155 ملم، وقذائف الدبابات عيار 120 ملم، ولفت إلى أن "هناك حاجة أيضاً إلى بعض معدات التوجيه الحساسة"، لكنه امتنع عن الخوض في التفاصيل.

"الذخيرة والشرعية.. كلاهما بدأ ينفد"

ونبّه المسؤول الإسرائيلي إلى أن "أي تأخير يعتبر مثيراً للقلق، خصوصاً وأن الدول الأوروبية أصبحت مترددة في بيع الأسلحة لإسرائيل. مشيراً إلى أن تل أبيب "قد تخسر هذه الحرب، لأنه لكي تفوز، تحتاج إلى الذخيرة والشرعية، وكلاهما بدأ ينفد".

وفي ردهم على هذا الادعاء، قال العديد من المسؤولين الأميركيين لـABC، إنه "لا تغيير في السياسة الأميركية، أو أي تأخير متعمد في تسليم المساعدات العسكرية التي وُعدت بها إسرائيل في السابق، أو مبيعات الأسلحة".

وبموجب اتفاق مدته 10 سنوات تم التفاوض عليه خلال فترة الرئيس السابق باراك أوباما، تُقدم الولايات المتحدة مساعدات عسكرية إلى إسرائيل بحوالي 3.8 مليار دولار سنوياً، في شكل أنظمة دفاعية عسكرية وصاروخية.

وقال المسؤولون الأميركيون إن هناك مناقشات حول نوع النفوذ الذي قد تتمتع به الولايات المتحدة لدى إسرائيل، للضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل بذل مزيد من الجهد لحماية المدنيين في غزة، خصوصاً وأنه يعتزم توسيع العمليات العسكرية واجتياح مدينة رفح، أقصى جنوب القطاع.

ورد مسؤول الاتصالات الاستراتيجية في البيت الأبيض جون كيربي على ABC بشأن إبطاء محتمل لشحنات الأسلحة، بقوله إن "الولايات المتحدة تواصل تزويد إسرائيل بما تحتاجه للدفاع عن النفس، وهذا لن يتغير، وكنا صريحين للغاية بشأن ذلك"، ولكنه رفض الحديث عن مواعيد تسليم كل شحنة وتفاصيلها.

وتأتي هذه الرواية المتضاربة في الوقت الذي قال فيه زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، إن نتنياهو "ضل طريقه" ويجب أن يجري انتخابات مسبقة لاختيار بديل محتمل.

خطاب ضمانات

ووقع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت، الخميس، خطاباً أرسله إلى إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، أكد فيه أن إسرائيل "ستستخدم الأسلحة الأميركية بما يتماشى مع القانون الدولي، وستسمح بدخول المساعدات الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة إلى غزة"، حسبما ذكر مسؤولان إسرائيلي وأميركي لموقع "أكسيوس"، الجمعة.

وأشار الموقع الأميركي، إلى أن إدارة بايدن طلبت من إسرائيل تقديم خطاب الضمانات الموقع بحلول منتصف مارس، على أن يكون أمام وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن "حتى 25 مارس"، للإقرار بمصداقية الالتزامات الإسرائيلية المكتوبة.

وحال لم يقر وزير الخارجية الأميركي بمصداقية الالتزامات الإسرائيلية، سيتم تعليق نقل الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل.

احترام القانون الدولي

وقالت نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" سابرينا سينج، الجمعة، لـ"الشرق" إن بلادها "لا تزال تقف إلى جانب إسرائيل" في الحرب على قطاع غزة، ولكنها جددت مطالبة الجيش الإسرائيلي بـ"التفكير كثيراً قبل أى هجوم بري على مدينة رفح، وضمان احترام القانون الدولي"، وذلك بعد ساعات على مصادقة رئيس الوزراء الإسرائيلي على اجتياح المدينة، رغم التحذيرات الدولية بشأن النازحين.

وأوضحت سينج: "لقد كنا واضحين في العلن ووراء الكواليس بأن أي عمل عسكري إسرائيلي في رفح لا يجب فقط أن يأخذ حياة المدنيين في عين الاعتبار، بل ضمان أن هذه العملية تحترم القانون الدولي الإنساني وقانون النزاعات المسلحة".

وأخفق المفاوضون هذا الأسبوع في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حرب غزة قبل شهر رمضان، لكن الوسطاء، الولايات المتحدة ومصر وقطر، لا يزالون يواصلون الجهود من أجل وقف إطلاق النار في غزة، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية لدرء المجاعة الجماعية.

وقالت إسرائيل إنها سترسل وفداً إلى قطر في جولة جديدة من المحادثات الرامية إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في غزة، لتبقي بذلك على "آمال ضعيفة" في التوصل إلى هدنة.

تصنيفات

قصص قد تهمك