أعضاء "الناتو" بحاجة إلى 56 مليار يورو لتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي

إيطاليا وإسبانيا وبلجيكا تعاني من أعلى مستويات دين وعجز بالموازنة في أوروبا

time reading iconدقائق القراءة - 4
جندي سويدي يقود دبابة خلال مناورات لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وفنلندا والسويد في النرويج - 25 مارس 2022 - REUTERS
جندي سويدي يقود دبابة خلال مناورات لحلف شمال الأطلسي (ناتو) وفنلندا والسويد في النرويج - 25 مارس 2022 - REUTERS
دبي-الشرق

تحتاج الدول الأوروبية الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) إلى إيجاد 56 مليار يورو إضافية سنوياً لتحقيق هدف الإنفاق الدفاعي للحلف، على الرغم من تراجع العجز بمقدار النصف في العقد الماضي، وفقاً لبحث أجراه معهد "إيفو" للبحوث الاقتصادية في ألمانيا، ونقلت عنه صحيفة "فاينانشيال تايمز".

وأظهر البحث أن العديد من دول الاتحاد الأوروبي التي تواجه عجزاً في بلوغ هدف "الناتو" المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للإنفاق الدفاعي، بما في ذلك إيطاليا، وإسبانيا، وبلجيكا، تعاني من أعلى مستويات للدين وعجز الموازنة في أوروبا.

وكانت الدول الثلاث ضمن 6 أعضاء في الاتحاد الأوروبي تجاوزت ديونها 100% من ناتجها المحلي الإجمالي العام الماضي.

ألمانيا الأعلى عجزاً

وأظهر البحث أن أكبر عجز من حيث القيمة كان في ألمانيا، والتي كان إنفاقها أقل من المطلوب لبلوغ هدف "الناتو" بـ14 مليار يورو، لكن برلين قلصت هذه الفجوة إلى النصف في العقد الماضي بعد حساب التضخم، إذ تخطط لسدادها بالكامل هذا العام.

أما إسبانيا فتعاني من ثاني أكبر عجز في أوروبا بقيمة 11 مليار دولار، فيما تعاني إيطاليا (المركز الثالث) من أعلى معدلات العجز في الموازنة بنسبة 7.2% بقيمة 108 مليارت يورو، ويُتوقع أن ترتفع تكاليف الفائدة إلى أكثر من 9% من الإيرادات الحكومية هذا العام، وجاءت بلجيكا في المركز الرابع بعجز بلغت قيمته 4.6 مليار يورو.

وجاءت الجهود التي تبذلها الدول الأعضاء في الحلف الذي تقوده الولايات المتحدة، لزيادة الإنفاق الدفاعي، استجابة للحرب الأوكرانية، ما وضع ضغوطاً على موازنات الدول الأوروبية، في وقت يتراجع فيه النمو وتعمل فيه العديد من الدول على تقليص خططها المالية.

سد الفجوة "أمر صعب"

وفي هذا الصدد، قال اقتصاديون لـ"فاينانشيال تايمز"، إن ذلك سيصعّب سد الفجوة على الدول المتعثرة في اللحاق بالركب.

وقال الخبير الاقتصادي بمعهد "إيفو"، مارسيل شليبر: "الدول التي لديها مستويات دين وتكاليف فائدة مرتفعة، ليس لديها متسع كبير لجمع المزيد من الديون، لذا، فإن الطريقة الحقيقية الوحيدة للقيام بذلك هو خفض الإنفاق في مجالات أخرى". 

وأضاف: "هذا ليس سهلاً، كما رأينا عندما حاولت ألمانيا خفض الدعم لوقود الديزل المستخدم في الزراعة وخروج المزارعين للاحتجاج". 

وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر، قال هذا الأسبوع إن "هناك تحسن في جهود الاتحاد الأوروبي لتمكين جميع الدول الأعضاء في الناتو من بلوغ عتبة الـ2%".

وأضاف: "لطالما أرادت واشنطن أن تزيد أوروبا إنفاقها على الدفاع، وكان هذا الأمر الشغل الشاغل للرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، سواء كرئيس أو كمرشح". 

وفي فبراير الماضي، قال ترمب إن روسيا بإمكانها أن تفعل "ما تريده " للدول الأعضاء في "الناتو" التي لم تبلغ أهداف الإنفاق، ما أثار مخاوفاً على مستقبل التحالف، إذا أُعيد انتخابه في نوفمبر المقبل. 

واستحوذت الولايات المتحدة العام الماضي، على أكثر من ثلثي الإنفاق الدفاعي لحلف "الناتو"، والذي يُقدر بـ1.2 تريليون دولار، أي أكثر من ضعف حجم إنفاق بريطانيا والنرويج مجتمعة، والبالغ 361 مليار دولار. 

وكان الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرج، قال الخميس الماضي، إن ثلثي أعضاء الحلف سيحققون هدف الـ2% هذا العام، مقارنة بـ3 دول فقط في عام 2014، عندما جرى الاتفاق على تعهد الاستثمار الدفاعي بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم. 

وقالت شركة "بانثيون ماكروايكونوميكس" لاستشارات البحوث الاقتصادية إن دول منطقة اليورو في طريقها لمضاعفة إنفاقها الدفاعي من 150 مليار يورو في عام 2021 إلى 320 مليار يورو في عام 2026.

تصنيفات

قصص قد تهمك