وسط تقدم العمال.. "السيطرة السياسية" هاجس سوناك في مواجهة غضب المحافظين

time reading iconدقائق القراءة - 5
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال مؤتمر صحافي في مدينة كوفنتري. 18 مارس 2024 - REUTERS
رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك خلال مؤتمر صحافي في مدينة كوفنتري. 18 مارس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

تتضاءل سيطرة رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، على الوضع السياسي في البلاد، بحسب "بلومبرغ" التي قالت إن الفشل في وقف تقدم حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي، يهدد حزب المحافظين الحاكم بهزيمة ساحقة في الانتخابات المقبلة.

وقالت "بلومبرغ"، إن سوناك دعا رجال أعمال ومراسلين، الاثنين، لحضور خطاب وصفه مكتب رئيس الوزراء بأنه "إعلان هام" بشأن الاقتصاد، بعد انتشار تقارير، نهاية الأسبوع الماضي، عن تآمر حزب المحافظين ضده.

وذكرت الوكالة أن خطاب سوناك، الذي استمر 7 دقائق، لم يقدم تفاصيل كثيرة، وكان محاولة لتصدر العناوين مرة أخرى، ودحض الرأي القائل بأنه "ليس لديه أي أمل في تغيير الأمور".

وكان موظفو سوناك، الذي يتعرضون لضغوط، يحاولون تهدئة خلاف جديد مع أعضاء من حزب المحافظين في البرلمان بشأن ما إذا كان سيدعو لإجراء انتخابات في الصيف المقبل. 

وحذر حليف كبير لرئيس الوزراء في تصريح لصحيفة "التايمز" البريطانية، من أن سوناك سيدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة في بريطانيا، بدلاً من السماح لأعضاء حزب المحافظين في البرلمان بمحاولة الإطاحة به.

ووصف نائب من المحافظين، في محادثات خاصة، فكرة إجراء انتخابات مبكرة بـ"الجنون"، فيما اعتبر آخر أن أي محاولة للدعوة إلى إجراء انتخابات في الوقت الذي تتراجع فيه شعبية حزب المحافظين في استطلاعات الرأي سيتم منعها من قبل المشرعين الذين سيقومون بعد ذلك بعزل سوناك من منصبه.

وبحلول منتصف نهار الاثنين، عارض شخص مطلع على طريقة تفكير سوناك، الفكرة، لكن في غضون ساعات، تحول حلفاء رئيس الوزراء من التحرك لإصدار تحذير صارم إلى التراجع بشكل كبير في مواجهة الضغوط داخل حزب المحافظين، بحسب "بلومبرغ".

وقالت الوكالة، إن سوناك، يواجه أكبر تحد لسلطته منذ توليه رئاسة الوزراء في أواخر عام 2022، لدرجة أن بعض الوزراء في حكومته يتحدثون فيما بينهم عما إذا كان قادراً على قيادة الحزب في الانتخابات.

ولم يستبعد سوناك علناً، فكرة إجراء انتخابات مبكرة في 2 مايو المقبل حتى الخميس الماضي، في محاولة لتهدئة التكهنات التي ساعدت على تأجيج العداء تجاهه.

تقدم حزب العمال

ومع ذلك، فشل سوناك في وقف تقدم حزب العمال المعارض في استطلاعات الرأي، ما يهدد المحافظين بهزيمة ساحقة في الانتخابات التي يجب إجراؤها نهاية يناير 2025.

وأشارت "بلومبرغ""، إلى أن انشقاق نائب سابق في حزب المحافظين وانضمامه إلى حزب "إصلاح المملكة المتحدة" اليميني الشعبوي، واتهامات العنصرية التي طالت أكبر متبرع لحزب المحافظين، عززت التآمر ضد سوناك.

وأكد سوناك، الاثنين، أن "كل المحافظين متحدون"، في تصريحات ستُنظر إليها على أنها محاولة من رئيس الوزراء للبقاء في منصبه.

ولفت إلى أن الاقتصاد "تحسن"، وأنه لديه "ثقة كبيرة في المستقبل"، فيما سبق أن أعرب سوناك في وقت سابق عن عزمه إجراء انتخابات في "النصف الثاني" من هذا العام.

ورأى ويل جينينجز، أستاذ السياسة بجامعة ساوثهامبتون، أن إجراء انتخابات مبكرة في الصيف سيكون بمثابة "مغامرة كبيرة"، موضحاً أن "استطلاعات الرأي لم تتغير تقريباً في الآونة الأخيرة".

وتابع: "الانتظار حتى وقت لاحق من العام، قد يمنح رئيس الوزراء وقتاً لإقناع الناخبين بأن بعض الأمور تتحسن على الأقل".

وأوضحت "بلومبرغ"، أن أحد الأسباب الرئيسية وراء اعتبار سوناك "منيعاً" هو الانقسام الشديد في حزب المحافظين، وعدم قدرته على الاتفاق على خليفة له، وأن العديد من أعضاء البرلمان يعتقدون أن تغيير زعيم الحزب مرة أخرى قبل الانتخابات من شأنه أن يزعج الناخبين.

ولكن في الأيام الأخيرة، حاول بعض متمردي حزب المحافظين كسر هذه العقبات، وأعلن بعض المشرعين والمستشارين اليمينيين الذين كانوا يحرضون ضد سوناك، أنهم قد يدعمون بديلاً من الجناح الأكثر وسطية في الحزب، مثل زعيمة الأغلبية المحافظة في مجلس العموم بيني موردونت، أو وزير الأمن توم توجندهات؛ لكسب المزيد من التأييد لقضيتهم.

وقال توجندهات للوكالة: "الآن ليس الوقت المناسب لتغيير القائد، ورئيس الوزراء بحاجة إلى فريق متحد لخدمة الشعب البريطاني، وهزيمة حزب العمال دون حلول جدية للتحديات التي نواجهها".

وأشارت "بلومبرغ" إلى أن "موردونت أخبرت زملائها سراً أنها غير مهتمة بتولي رئاسة الوزراء قبل الانتخابات"، وفقاً لشخص مطلع على طريقة تفكيرها.

تصنيفات

قصص قد تهمك