اتّهمت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا، ناليدي باندور، إسرائيل، بتسجيل سابقة في تحدّيها قرارات أرفع محكمة في الأمم المتحدة (محكمة العدل الدولية)، وأشارت مجدداً إلى أن غزة تشهد حملة "تجويع".
وتقاضي جنوب إفريقيا إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية حيث تتّهمها بارتكاب إبادة جماعية في الحرب التي تشنها على غزة.
وقالت باندور في ندوة مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، خلال زيارة إلى واشنطن، الثلاثاء، إن إسرائيل تحدّت قراراً أصدرته محكمة العدل الدولية في يناير، والذي أمرتها فيه ببذل كل ما في وسعها لمنع الإبادة الجماعية في غزة.
وأضافت أن "إسرائيل تجاهلت تماماً الإجراءات الموقتة.. نشهد حالياً أمام أعيننا تجويعاً جماعياً ومجاعة"، وحذّرت من تداعيات خطوة "قد تشكّل مثالاً يحتذى به".
وأوضحت أن "سلوك إسرائيل يمكن أن تفسّره دول على أنها قادرة على القيام بما تريد من دون أي محاسبة".
"محكمة العدل الدولية لم تُحترم"
وقالت وزيرة خارجية جنوب إفريقيا إن "محكمة العدل الدولية لم تُحترم، وآمل حين تبدي (دولة) إفريقية ما عدم احترام (لها)، بألا نتوجّه إلى زعيمها في يوم من الأيام للقول: اسمع لقد تخطّيت الحدود، لأنك إفريقي نتوقع أن تطيع".
وحضّت جنوب إفريقيا في التماس جديد، المحكمة ومقرّها في لاهاي، على إصدار أوامر لإسرائيل بوقف "التجويع الواسع النطاق" على خلفية هجومها في غزة.
وخلص تقييم للأمن الغذائي تدعمه الأمم المتحدة، إلى أن غزة تواجه مجاعة وشيكة، إذ يعاني نحو 1.1 مليون شخص، أي نصف السكان تقريباً، جوعاً "كارثياً".
ووصفت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بأنها "بلا جدوى".
وفي حين أعربت إدارة بايدن عن أملها في إبقاء التعاون قائماً مع جنوب إفريقيا على الرغم من الخلافات، يجري الكونجرس مراجعة لمشروع قانون من شأنه إعادة تقييم العلاقة بأكملها.
وقال النائب الجمهوري جون جيمس، لدى عرضه نص التشريع، الشهر الماضي، إن جنوب إفريقيا: "تبني روابط مع دول وجهات فاعلة تقوّض الأمن القومي الأميركي وتهدّد أسلوب حياتنا"، في إشارة إلى الصين وروسيا.
ولفتت باندور إلى أن المشرّعين الأميركيين لم يتشاوروا مع جنوب إفريقيا، وإن "الديمقراطيات يجب أن تسمح بالاختلافات في الرأي".
وقالت إن "السعي لمعاقبة جنوب إفريقيا، بسبب وجود خلاف حول مجالات سياسية معينة، هو الرد الأسوأ".