ضحايا ومصابون في قصف إسرائيلي استهدف منتظري المساعدات بغزة

time reading iconدقائق القراءة - 6
غزة/دبي-الشرقوكالات

قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، السبت، إن القوات الإسرائيلية ارتكبت "مجزرة" أودت بحياة 19 فلسطينياً وإصابة 23 آخرين خلال انتظار آلاف المواطنين للطحين والمساعدات عند "دوار الكويت" جنوب شرق مدينة غزة

وأضاف أن الدبابات الإسرائيلية "فتحت نيران أسلحتها الرشاشة صوب الجوعى الذين كانوا ينتظرون أكياس الطحين والمساعدات في مكان بعيد لا يُشكِّل خطورة على الاحتلال"، مشيراً إلى أن جثامين عدد من الضحايا نُقلت إلى مستشفى المعمداني في حين بقي عدد آخر "ملقى على الأرض".

وندد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بما وصفه "الجريمة المتكررة" التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وحمل إسرائيل والإدارة الأميركية والمجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن "جريمة الإبادة الجماعية" التي تجري في القطاع المنكوب.

كانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت في وقت سابق السبت، أن عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية على القطاع ارتفع إلى 32 ألفاً و142 فلسطينياً، في حين ارتفع عدد المصابين إلى 74 ألفاً و412.

وأضافت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الضحايا والمصابين بالقطاع، أن 72 فلسطينياً قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي ارتكب 7 "مجازر" ضد العائلات في القطاع.

ونفى الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الحشد الذي كان ينتظر المساعدات.

وقال الجيش في بيان إن هذه التقارير "غير صحيحة". وأضاف أنه قام "في تمام الساعة 11 صباحاً بتيسير قافلة مساعدات لتوصيل الغذاء إلى السكان في شمال غزة. وعند اقتراب القافلة من نقطة التوزيع المحددة، تم اعتراضها ونهبت من قبل مئات" من الأشخاص، نافياً شن "غارة جوية على القافلة أو إطلاق قوات الجيش النار على أشخاص هاجموا المساعدات".

حوادث مماثلة

وقبل نحو أسبوعين أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) سقوط أحد موظفيها في قصف إسرائيلي استهدف مركزاً لتوزيع المساعدات في مدينة رفح بجنوب غزة، وسط جهود حثيثة لإيصال الأغذية إلى القطاع حيث دفعت الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، غالبية سكانه إلى حافة المجاعة.

وشدد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على أن حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية يجب أن تكون "أولوية" بالنسبة إلى إسرائيل في الحرب التي تخوضها منذ أكثر من 5 أشهر ضد حركة "حماس".

وقالت الأونروا في بيان: "قُتل موظف واحد على الأقل من موظفي الأونروا وأصيب 22 آخرون عندما قصفت القوات الإسرائيلية مركزاً لتوزيع المواد الغذائية في الجزء الشرقي من مدينة رفح جنوب قطاع غزة".

وقال المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني "إن هجوم اليوم على أحد مراكز التوزيع القليلة المتبقية التابعة للأونروا في قطاع غزة يأتي في الوقت الذي تنفد فيه الإمدادات الغذائية، وينتشر الجوع على نطاق واسع، وفي بعض المناطق، يتحول الأمر إلى مجاعة".

وأكد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الجيش الإسرائيلي تلقى إحداثيات المستودع".

ومطلع مارس الجاري قُتل أكثر من 110 فلسطينيين في شمال غزة خلال عملية توزيع مساعدات، واتهمت حركة "حماس" الجنود الإسرائيليين بفتح النار على الحشد.

من جانبه، قال مصدر بالجيش الإسرائيلي، إن الجنود الذين شعروا "بالتهديد"، أطلقوا الرصاص الحي لكنها نفت أن يكون إطلاق النار أوقع هذا العدد من الضحايا.

وتحدث الجيش عن سقوط "عشرات الضحايا والجرحى" جراء التدافع أو تعرضهم للدوس من قبل الحشود التي "حاصرت الشاحنات ونهبت" حمولتها.

وتعليقاً على الواقعة، قال مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن جريفيث، إن "الحياة في غزة تلفظ أنفاسها الأخيرة على نحو يثير الرعب".

أما الولايات المتحدة فقالت إنها تدرس "الروايات المتضاربة" بشأن ما حدث، وأوضحت أنها "تضغط للحصول على أجوبة" بشأن ما وقع، وحثّت في الآن نفسه إسرائيل على ضمان الوصول "الآمن" للمساعدات في غزة.

وبحسب شهود عيان ووزارة الصحة في غزة، فتح الجنود الإسرائيليون المتمركزون قرب قافلة المساعدات النار على الحشد الذي اندفع نحو الشاحنات عند وصولها إلى دوار النابلسي في غرب المدينة.

جوتيريش في رفح

وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش خلال زيارة لمعبر رفح، السبت، إن توقف شاحنات الإغاثة المحتجزة على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة حيث يعاني السكان من الجوع في صف طويل تصرف مثير للغضب.

وأضاف جوتيريش أن الوقت حان كي تقدم إسرائيل "التزاماً صارماً" بإدخال السلع الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة من دون قيود، ودعا أيضاً إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية وإطلاق سراح الإسرائيليين المحتجزين في غزة.

وأضاف في تصريحات للصحافيين أمام بوابة معبر رفح وهو نقطة دخول المساعدات إلى غزة، أن الأمم المتحدة ستواصل العمل مع مصر لـ"تسهيل" تدفق المساعدات إلى القطاع.

وقال: "هنا من هذا المعبر، نرى كل ما يفطر القلب ونرى قسوة القلب على أشدها. صف طويل من شاحنات الإغاثة المحظور دخولها على أحد جانبي البوابات، وشبح المجاعة الممتد على الجانب الآخر". وأضاف: "هذا أكثر من مأساوي. إنه تصرف مثير للغضب".

وتأتي زيارة جوتيريش في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل ضغوطاً دولية للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المدمر بسبب الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة "حماس" منذ أكثر من 5 أشهر.

وقبل توقفه على الحدود حيث التقى بعاملين في المجال الإنساني بالأمم المتحدة، وصل جوتيريش إلى العريش في شمال سيناء بمصر حيث يتم تسليم وتخزين الكثير من مساعدات الإغاثة الدولية القادمة لقطاع غزة.

وقال محمد شوشة محافظ شمال سيناء خلال استقبال جوتيريش إن نحو 7 آلاف شاحنة تنتظر في المحافظة لتوصيل المساعدات إلى غزة، لكن إجراءات التفتيش التي طالبت بها إسرائيل أعاقت تدفق الإغاثة. كما زار جوتيريش مستشفى في العريش حيث يُعالج فلسطينيون أجلوا من غزة.

تصنيفات

قصص قد تهمك