تجدد إطلاق النار في عاصمة هايتي مع تأخر الإعلان عن حكومة انتقالية

time reading iconدقائق القراءة - 5
دورية للشرطة تحرس أحد مقرات الشرطة في بور أو برنس، هايتي. 21 مارس 2024 - AFP
دورية للشرطة تحرس أحد مقرات الشرطة في بور أو برنس، هايتي. 21 مارس 2024 - AFP
بور أو برنس-أ ف ب

وقع إطلاق نار كثيف في ساعة مبكرة، السبت، في بور أو برنس حيث يشعر الأهالي الذين يعانون من أعمال العنف ونقص خطير في المواد الغذائية، بمزيد من الإحباط بسبب التأخير في الإعلان عن حكومة انتقالية تعمل على إرساء الاستقرار.

وتعرضت وحدة متخصصة أخرى في منطقة العاصمة، هي لواء التدخل الميكانيكي، أيضاً لهجوم. ولم ترد معلومات فورية عن سقوط ضحايا. 

وجاءت أعمال العنف فيما لا تزال الدولة الكاريبية الفقيرة تنتظر بقلق تشكيل حكومة انتقالية، في إطار صفقة أدت إلى الاستقالة الموعودة لرئيس الوزراء أرييل هنري المثير للجدل.

ووافق هنري في 11 مارس على التنحي، لكن المفاوضات بشأن تشكيل حكومة انتقالية تسير ببطء رغم ضغوط مارستها دول الكاريبي المجاورة والولايات المتحدة. 

وتأتي الفوضى السياسية والعنف في الشارع على خلفية أزمة جوع متزايدة.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن ما يقرب من نصف سكان هايتي يواجهون "أزمة أو مستويات أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد". 

وتشهد هايتي أعمال عنف منذ أسابيع، بدءاً بهجوم منسق نفذته عصابات لإطلاق سراح آلاف السجناء.

ووسط تدهور الأوضاع بشكل حاد، فر أكثر من 33 ألف شخص من منطقة العاصمة في الأسبوعين الماضيين، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.  وفر العديد من الأجانب من البلاد، وتقوم السفارة الأميركية بإجلاء أي مواطن أميركي يرغب في المغادرة. 

وقالت وزارة الخارجية الأميركية مساء الجمعة، إنها ساعدت 230 مواطناً على المغادرة منذ 17 مارس. وجددت الوزارة إصدار تحذير صريح للمواطنين الأميركيين بعدم السفر إلى هايتي.

خلافات

وكان رئيس الوزراء أرييل هنري الذي اتسمت ولايته بتزايد سطوة العصابات المسلحة، أعلن منتصف الشهر الجاري استقالته على أن يتولى تسيير الأعمال إلى حين تعيين مجلس رئاسي انتقالي.

واتخذ قرار تشكيل المجلس الرئاسي خلال اجتماع طارئ في جامايكا بمشاركة ممثلين عن هايتي والمجموعة الكاريبية (كاريكوم) والأمم المتحدة ودول عدة أبرزها الولايات المتحدة وفرنسا.

وأفادت مصادر بأنّ عدداً من القوى السياسية قدّمت أسماء ممثلها إلى "كاريكوم" من أجل تشكيل المجلس.

وفي البداية، لم يتمكّن أعضاء ائتلاف "21 ديسمبر" الذي ينتمي إليه أرييل هنري، من الاتفاق على ممثّل واحد بينما اقترحوا 3 أسماء.

غير أنّ مصادر أفادت بأنّهم يجرون محادثات من أجل التوصّل إلى مرشّح توافقي.

وأعرب وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن ثقته من أنّ المجلس يمكن أن يرى النور "في الأيام المقبلة".

من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه "يريد من جميع الجهات الفاعلة في هايتي أن تضع خلافاتها جانباً" للمضي قدماً في إنشاء سلطات مؤقتة، وفقاً للمتحدث باسمه ستيفان دوجاريك.

فرار 33 ألف شخص

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة، الجمعة، أن أكثر من 33 ألف شخص فرّوا من منطقة عاصمة هايتي في أسبوعين بحثاً عن مكان آمن جراء تصاعد هجمات العصابات.

وقالت المنظمة الأممية في بيان: "منذ بضعة أسابيع، تكثّفت الهجمات المسلحة في منطقة بور أو برنس عاصمة هايتي. وبالإضافة إلى التسبّب بنزوح داخل المنطقة، فإن الهجمات وانتشار انعدام الأمن يدفعان المزيد من الناس إلى مغادرة العاصمة بحثاً عن ملجأ في المقاطعات، مواجهين خطر المرور بطرق تسيطر عليها العصابات".

ولاحظت المنظمة بعد جمع بيانات في محطات الحافلات الأكثر استخداماً، في الفترة ما بين 8 و20 مارس، مغادرة 33 ألفاً و333 شخصاً العاصمة، وذلك للتوجه خصوصاً إلى مقاطعات الجنوب التي كانت تضم أصلاً 116 ألف نازح فروا خلال الأشهر الأخيرة.

وشدّدت على أن "هذه المقاطعات لا تتمتع ببنى تحتية كافية، ولا تملك المجتمعات المضيفة موارد كافية تمكنها من التعامل مع التدفقات الهائلة من العاصمة".

وجزء كبير ممن فروا من العاصمة والذين يزيد عددهم على 33 ألف شخص هم في الأساس نازحون داخلياً، وبعضهم نزح مرات عدة.

وقالت أولريكا ريتشاردسون، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في البلاد، الخميس، إن "العصابات تقدّمت إلى مناطق جديدة في العاصمة خلال الأيام القليلة الماضية"، واصفة الوضع بأنه "مقلق جداً".

وتشهد هايتي أزمة سياسية وأمنية عميقة، وزيادة في أعمال العنف منذ بداية الشهر، عندما وحدت عصابات عدة قواها لمهاجمة مواقع استراتيجية في بور أو برنس، قائلةً إنها تريد إطاحة رئيس الوزراء أرييل هنري. وفي ظل توترات شديدة، لم يتمكن الأخير من العودة إلى بلاده بعد رحلة إلى كينيا في بداية الشهر.

تصنيفات

قصص قد تهمك