وصف الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب المتهمين بارتكاب أعمال شغب في أحداث 6 يناير 2021 في مبنى الكابيتول بأنهم "وطنيون"، متعهداً بمساعدتهم والعفو عنهم حال عودته إلى السُلطة في نوفمبر المقبل.
وقال الرئيس السابق في تجمع حاشد، في دايتون بولاية أوهايو: "سأعمل على ذلك في اليوم الأول الذي أتولى فيه المنصب".
وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية إلى أن هذا التعهد يعد جزءً من تأكيد ترمب المستمر على انحيازه إلى مثيري أعمال الشغب في أحداث "6 يناير"، لافتة إلى أنه بات يكثف من استخدام التعبيرات المظلمة والعنيفة، في بعض الأحيان، مع اقترابه من ضمان الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري.
وأضافت الصحيفة في تقرير نشرته السبت، أنه حتى نوفمبر الماضي، كان ترمب يطلق على المتهمين في أحداث "6 يناير"، والذين تم احتجاز بعضهم بأمر من المحكمة، وصف"السجناء السياسيين" قبل أن يستخدم كلمة "الرهائن"، وفقاً لتحليل أجرته لخطاباته خلال الحملة الانتخابية.
وأظهر تحليل الصحيفة استخدام الرئيس السابق لكلمة "المجرمين" لوصف المدعين العامين والمعارضين السياسيين والصحفيين والمهاجرين غير الشرعيين.
ونقلت عن الأستاذة في جامعة برينستون كيم لين شيبيلي قولها: "في كل مرة تكون هناك دعوى قضائية ضد ترمب، فإنه يفعل شيئاً لصرف الانتباه عنها"، مضيفة: "اللجوء إلى هذه التصريحات باستخدام لغة غير مقبولة في السياسة الأميركية يحدث عندما يكون تحت الضغط".
"ديكتاتور ليوم واحد"
وفي ديسمبر الماضي، قال ترمب إنه يريد أن يصبح ديكتاتوراً ليوم واحد في حال فوزه بمنصب الرئيس من أجل إغلاق الحدود والتنقيب عن النفط، وهو التصريح الذي واصل تكراره عدة مرات، ولكنه ادعى لاحقاً أنه كان يقول ذلك على سبيل المزاح. وفي منشور له على وسائل التواصل الاجتماعي، في مارس الجاري، أشار إلى أنه سيطلق سراح "رهائن 6 يناير" في أول أيامه بالبيت الأبيض.
وفي يناير الماضي، حذر ترمب من انتشار "حالة من الفوضى" في حال خسر في الانتخابات، رافضاً استبعاد ارتكاب أعمال عنف من جانب أنصاره، وفي مارس الجاري هدد بـ"حمام دم" في البلاد حال عدم فوزه.
والجمعة، روج ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي لمنشور لوقفة احتجاجية أمام سجن واشنطن لدعم المتهمين في أحداث 6 يناير الموجودين هناك، بقيادة ميكي ويثوفت والدة آشلي بابيت الذي قتل خلال مشاركته في هذه الأحداث.
ونقلت "واشنطن بوست" عن بابيت قولها خلال الوقفة الاحتجاجية إن الرئيس السابق اتصل بها في ذلك اليوم وتحدث معها عن "إطلاق سراح المتهمين عندما يصل للبيت الأبيض"، وأضافت في تصريحات تم بثها مباشرةً عبر الإنترنت: "لقد قال لي أن أخبر الرجال الموجودين في السجن بأنه سيقوم بإطلاق سراحهم فور وصوله للمنصب".
وبسؤالها في رسالة بالبريد الإلكتروني عمن كان ترمب يشير إليهم عندما استخدم كلمة "الرهائن" وتعهد بالعفو عنهم، لم تجب المتحدثة باسم حملته، كارولين ليفيت، بشكل مباشر، قائلة: "الرئيس ترمب سيعيد العدالة لجميع الأميركيين الذين عوملوا بشكل غير عادل من قبل نظام العدالة الذي يكيل بمكيالين والذي وضعه جو بايدن".
وأظهر تحليل الصحيفة أنه منذ يناير الماضي، استخدم ترمب تعبير "رهائن 6 يناير" بشكل متكرر في كل التجمعات الحاشدة التي حضرها، كما تحدث بشأن موضوعات أخرى أثارت أيضاً قلق الخبراء والنقاد.
ترمب "المعارض السياسي"
وفي نوفمبر الماضي، سعى الرئيس السابق إلى تصوير بايدن على أنه يمثل "تهديداً للديمقراطية"، ساعياً إلى قلب الطاولة على انتقادات الديمقراطيين له وسط مخاوف بعض الخبراء من أن فترة ولايته الثانية ستكون أكثر تطرفاً من الأولى.
واستخدم ترمب هذه العبارة في معظم خطاباته خلال يناير، وفي كل خطاباته في فبراير ومارس بحسب تحليل "واشنطن بوست". كما أنه استخدم كلمة "مجرم" بشكل أكبر في كل تجمعات شهر مارس، بما يصل إلى 8 أضعاف استخدامه لها في التجمعات السابقة.
وافتتح ترمب أول تجمع انتخابي له في عام 2024 في واكو بولاية تكساس بأغنية للمتهمين في 6 يناير والتي تحمل عنوان "العدالة للجميع"، والتي يقوم بإذاعتها بشكل روتيني في المنتجع الخاص به في مارالاجو، وفقاً لشخص مطلع على الأمر، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
وفي تجمع حاشد عُقِد مؤخراً في جرينسبورو بولاية نورث كارولاينا، قال ترمب لمؤيديه: "أقف أمامكم اليوم ليس فقط كرئيسكم السابق والمستقبلي كما آمل، ولكن كمعارض سياسي فخور وكعدو لنظام مارق".
وأضاف في نفس التجمع: "لقد تم الزج برهائن السادس من يناير، نعم هكذا أسميهم لأنهم بالفعل رهائن، في السجن لفترات طويلة جداً من الزمن".
وبسؤال زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، عما إذا كان من المناسب أن يطلق ترمب على المتهمين لقب "رهائن" أو "وطنيين"، أجاب: "أتجنب الحديث عن الانتخابات الرئاسية".
وأظهر استطلاع للرأي أجرته "واشنطن بوست" وجامعة ميريلاند في ديسمبر الماضي، أن 58% من الأميركيين يرون أن المتظاهرين الذين دخلوا مبنى الكابيتول يهددون الديمقراطية، مقارنة بـ 12% قالوا إنهم يدافعون عن الديمقراطية.
وصنف 50% من الأميركيين هؤلاء المتظاهرين على أنهم "عنيفون في الغالب"، بينما قال 28% إنهم "مسالمون وعنيفون بنفس القدر"، وقال 21% إنهم "سلميون في الغالب".