
حذر وزير الخارجية الأميركي السابق، مايك بومبيو، الجمهوريين في مجلس النواب مما وصفه بـ"أنشطة التجسس" الصينية، لافتاً إلى أن الصين تسعى "لتحل محل" واشنطن كقوة عالمية؛ وذلك وسط توترات بين بكين وواشنطن.
جاء ذلك خلال مأدبة غداء مغلقة استضافتها لجنة الدراسات الجمهورية، وهي تكتل من المحافظين في مجلس النواب، دار خلالها النقاش حول الصين وما يجب على الولايات المتحدة فعله لمواجهة بكين، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن إكزامينر" الأميركية.
وفي ما يتعلق بتقييمه لتعامل الرئيس جو بايدن مع تحديات الأمن القومي المنبثقة من منطقة آسيا والمحيط الهادئ مقارنة بسلفه دونالد ترمب، قال بومبيو: "بصراحة، الخطاب كان جيداً، لكن الأفعال هي ما يهمنا في نهاية المطاف".
وأضاف: "الجميع تكون لديه خطة جيدة حتى يتعرض للضرب على الوجه، أليس كذلك؟ سيضربنا الصينيون بالتأكيد على وجوهنا، وبعد ذلك سنرى ما إذا كانت هذه الإدارة لديها الشجاعة لفعل الشيء الصحيح".
"تحدٍّ رئيسي"
واعتبر بومبيو أن "التحدي الرئيسي في هذا العصر" هو جهد الحزب الشيوعي الصيني ليحل محل الولايات المتحدة باعتبارها القوة الاقتصادية والعسكرية البارزة في العالم.
وتابع: "إنه ليس مجرد تهديد خارجي. إنهم هنا"، مشيراً إلى قرار إدارة ترمب بإغلاق القنصلية الصينية في هيوستن بولاية تكساس، لأنها "كانت مركزاً لأنشطة التجسس في بكين".
وأردف: "ثمة جهود هائلة لعمليات التأثير هنا التي ينفذها الحزب الشيوعي الصيني في الولايات المتحدة"، وحث المشرعين على العمل مع المسؤولين المنتخبين في دوائرهم، من أجل المساعدة في تحديد المشاريع والاستثمارات التي تبدو غير خطرة في ظاهرها والتي تمولها بكين، وتشكل واجهات للتجسس.
ومضى الوزير السابق قائلاً: "يحاول الصينيون التأثير عليهم (المسؤولين) جميعاً. إنه أمر عميق. وواسع النطاق. ومستمر".
"إشادة نادرة" بإدارة بايدن
وأردف: "يجب أن نجعل الآخرين يساعدوننا. لذا دعمنا الهند واليابان والأستراليين، وكواد (التحالف الرباعي). بنيناه. جعلناه أقوى. كنا على وشك جعله أكبر. يبدو أن إدارة (بايدن) تتجه في نفس المسار. فأقول لهم أحسنتم. يجب أن نشيد بهم عندما يفعلون ذلك. سيكون ذلك مهماً".
لكن بومبيو حذر من أن ردع الصين سيعتمد بشكل كبير على مصداقية الولايات المتحدة، وتجنب بايدن خطأ التحدث بحزم بشأن مواجهة بكين، والإخفاق في دعم خطابه بسياسة جريئة مماثلة".
واختتم قائلاً: "إذا قطعت على نفسك تعهدات ولم تلتزم بالوفاء بها، فهذا هو أخطر شيء يمكنك القيام به. الردع يعتمد على التصريحات الموثوقة والمدعومة بأفعال حقيقية".
أصبحت لجنة الدراسات الجمهورية، التي يقودها النائب عن ولاية إنديانا جيم بانكس هذا العام، محطة توقف شعبية في مسار الحملة الانتخابية في الانتخابات التمهيدية الجارية لترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة في عام 2024.
وفي وقت سابق، ألقى بومبيو خطاباً أمام اجتماع اللجنة التوجيهية للمجموعة، كما فعل نائب الرئيس السابق مايك بنس.
تأتي تصريحات بومبيو وسط خلافات بين واشنطن وبكين تتعلق بالاتهامات التي توجه إلى الصين بشأن سياساتها في هونغ كونغ وطريقة تعاملها مع أقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ، وهي اتهامات ترفضها بكين، وتعتبرها تدخلاً في شؤونها الداخلية.
جهود مواجهة نفوذ بكين
كان الرئيس الأميركي جو بايدن قد استضاف رئيس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوغا، في البيت الأبيض، الجمعة، في أول اجتماع شخصي له مع زعيم أجنبي بالبيت الأبيض، منذ توليه سدة الحكم في يناير الماضي، بحثا خلاله ملفات "الصين والبرنامج النووي لكوريا الشمالية وأموراً أخرى".
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، يعكس قرار بايدن باستضافة سوغا في أول اجتماع مباشر له، اهتمام إدارته بتعزيز علاقات واشنطن مع حلفائها في آسيا، في الوقت الذي تعمل فيه الولايات المتحدة على مواجهة الصين، التي باتت أكثر قوة وصرامة.
اقرأ أيضاً: