أعلنت لجنة التحقيقات الروسية، الخميس، أنها كشفت عن دليل يثبت وجود صلة بين منفذي هجوم قاعة الحفلات الذي أسفر عن سقوط أكثر من 140 شخصاً الأسبوع الماضي، في العاصمة موسكو وبين "قوميين أوكرانيين".
وقالت اللجنة عبر تليجرام إن "التحقيق مع الإرهابيين المحتجزين وفحص الأجهزة التقنية التي صودرت لديهم وتحليل المعلومات المتعلقة بالمعاملات المالية، مكّن من الحصول على أدلة على صلاتهم بالقوميين الأوكرانيين".
ولفتت اللجنة الروسية إلى أن "المحققين لديهم معلومات تؤكد أن منفذي الهجوم تلقوا مبالغ كبيرة وعملات مشفرة من أوكرانيا، استخدمت في التحضير لهذه الجريمة".
وأشارت إلى أنه "تم التعرف على مشتبه به آخر متورط في تمويل الإرهابيين واحتجازه"، موضحةً أن "المحققين سيطلبون من المحكمة حبسه احتياطياً".
وفي وقت سابق الخميس، قالت الخدمة الفيدرالية الروسية للرقابة المالية، إن "منفذي الهجوم الإرهابي الـ4 في مجمع (كروكوس) تم إدراجهم على قائمة الإرهابيين والمتطرفين".
وكانت وكالة الإعلام الروسية ذكرت، الخميس، أن أمينتشون إسلاموف ووالده إسرويل إسلاموف، وهما من بين 8 متهمين اعتقلوا للاشتباه في تورطهم بالهجوم، قدما استئنافاً ضد حبسهما قبل المحاكمة.
ويشتبه في أن عائلة إسلاموف، المكونة من الأخوين أمينشون وديلوفار ووالدهما إسرويل، وهو مواطن من طاجيكستان، ساعدت المواطنين الطاجيك الأربعة المتهمين بشن الهجوم على قاعة "كروكوس".
مسؤولية "داعش"
وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا قالت، الأربعاء، إنه "من الصعب للغاية تصديق" أن تنظيم "داعش" كان لديه القدرة على شن هجوم موسكو.
وكررت زاخاروفا تأكيدات موسكو بأن أوكرانيا تقف وراء الهجوم على مركز "كروكوس سيتي"، دون تقديم أدلة على ذلك. والهجوم هو الأكثر دموية الذي تشهده روسيا منذ 20 عاماً.
ونشرت وزارة الطوارئ الروسية قائمة بأسماء 143 شخصاً لقوا حتفهم في إطلاق النار العشوائي. وأشارت حصيلة رسمية سابقة إلى سقوط 139.
وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن المذبحة، ويقول مسؤولون أميركيون إن لديهم معلومات مخابرات تظهر أن فرع التنظيم في أفغانستان، تنظيم "داعش خراسان"، هو الذي نفذ الهجوم، فيما نفت أوكرانيا مراراً أي صلة لها بالهجوم.
لكن زاخاروفا أشارت إلى أن الغرب سارع إلى إلقاء المسؤولية على تنظيم "داعش" كوسيلة لصرف اللوم عن أوكرانيا والحكومات الغربية التي تدعم كييف.
وأضافت: "من أجل درء الشبهات عن الغرب بشكل جماعي، كانوا بحاجة ماسة إلى التوصل إلى شيء ما، لذلك لجأوا إلى تنظيم (داعش)، وبعد ساعات قليلة من الهجوم الإرهابي، بدأت وسائل الإعلام الأنجلوسكسونية في نشر هذه الروايات على وجه التحديد".
وذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الهجوم نفذه "مسلحون متشددون"، لكنه أشار إلى أن ذلك كان في صالح أوكرانيا، وأن كييف ربما لعبت دوراً.
وأفاد مدير جهاز الأمن الاتحادي الروسي، الثلاثاء الماضي، بأنه يعتقد أن أوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا متورطة في هجوم موسكو.
ورد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون على منصة إكس قائلاً: "إن ادعاءات روسيا ضد الغرب وأوكرانيا بشأن الهجوم على مركز (كروكوس سيتي) محض هراء".
ونوه رئيس مديرية المخابرات الرئيسية في أوكرانيا كيريلو بودانوف خلال مؤتمر أمني في كييف، إلى أنه يعتقد أن السلطات الروسية كانت على علم بالتخطيط لهجوم كبير منذ منتصف فبراير على الأقل.
ووصف البيت الأبيض، الخميس، اتهام روسيا لأوكرانيا بالضلوع في الهجوم على قاعة حفلات (كروكوس سيتي) قرب موسكو بأنه "هراء"، قائلاً إن من الواضح أن تنظيم "داعش" هو "المسؤول الوحيد".
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض خلال إفادة للصحافيين، إن واشنطن نقلت تحذيراً مكتوباً لأجهزة الأمن الروسية من هجوم لمتطرفين، وهو واحد من بين تحذيرات كثيرة مقدمة إلى موسكو سلفاً.