"كروكوس سيتي هول".. القصة الكاملة لأعنف هجوم تشهده موسكو منذ أكثر من عقد

time reading iconدقائق القراءة - 9
أشخاص يصطفون لوضع الزهور على نصب تذكاري مؤقت لضحايا الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو. 24 مارس 2024 - REUTERS
أشخاص يصطفون لوضع الزهور على نصب تذكاري مؤقت لضحايا الهجوم على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو. 24 مارس 2024 - REUTERS
دبي -الشرق

أودى الهجوم على مجمع "كروكوس سيتي هول" للحفلات الموسيقية، في ضواحي موسكو، بحياة أكثر من 140 شخصاً، في أعنف "عمل إرهابي" تشهده منطقة العاصمة الروسية منذ أكثر من عقد.

وأعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم، فيما نسبه مسؤولون أميركيون إلى "داعش-خراسان"، وهو أحد فروع التنظيم، وظهر في شرق أفغانستان أواخر عام 2014، وسرعان ما ذاع صيته بسبب وحشيته الشديدة، واستمد اسم خراسان من كلمة قديمة أطلقت على منطقة شملت أجزاء من إيران وتركمانستان وأفغانستان.

مع ذلك، تجاهل المسؤولون الروس ووسائل الإعلام الحكومية إلى حد كبير إعلان "داعش" مسؤوليته، وبدلاً من ذلك أشاروا إلى أن أوكرانيا تقف وراء هذا العنف. ونفت أوكرانيا أي ضلوع لها في الهجوم، ويقول مسؤولون أميركيون إنه لا يوجد دليل يربط كييف بالهجوم.

واعتقلت السلطات الروسية 11 شخصاً على الأقل، بينهم 4 تقول إنهم متورطون بشكل مباشر؛ لكنها لم تحدد هوية المهاجمين أو دوافعهم، بخلاف القول إن المشتبه بهم الرئيسيين الأربعة، مواطنون أجانب.

كيف بدأ الهجوم؟

دخل مسلحون يحملون بنادق آلية قاعة الحفلات الموسيقية في "مركز كروكوس"، وهو أحد أكبر المجمعات الترفيهية في منطقة موسكو، ويتسع لأكثر من 6 آلاف شخص، قبل وقت قصير من الموعد المقرر لبدء حفل لموسيقى الروك نفدت تذاكره بالكامل، وبدأوا بإطلاق النار.

وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية أن أشخاصاً يرتدون "ملابس مموهة" اقتحموا الطابق الأرضي من المركز التجاري وفتحوا النار من أسلحة آلية، ثم قاموا بإلقاء "قنبلة يدوية أو قنبلة حارقة، مما أدى إلى اشتعال النيران".

كما نقل تلفزيون RT الروسي، عن شهود عيان القول، أن منفذي إطلاق النار "رجال بلحى سوداء يرتدون سترات مضادة للرصاص ويحملون أسلحة رشاشة".

وبحسب وكالة الإعلام الروسية، فتح 3 على الأقل يرتدون ملابس مموهة، النار بأسلحة آلية، ما أدى إلى إصابة بعض الأشخاص، بينما ذكرت وكالة "رويترز" أن ما بين 2 إلى 5 مسلحين نفذوا الهجوم على قاعة الحفلات.

ماذا حدث؟

قال المحققون الروس إن المهاجمين، أضرموا النار في المبنى باستخدام متفجرات وسوائل قابلة للاشتعال، ما تسبب في حالة من الفوضى عندما بدأ الناس في الهروب. وسرعان ما انتشر الحريق في أكثر من ثلث المبنى، ما أدى إلى انتشار الدخان وانهيار أجزاء من السقف. ونشرت خدمة الطوارئ الروسية مقطع فيديو وصورا بعد الحريق تظهر مقاعد متفحمة ورجال إطفاء يعملون على إزالة الأنقاض.

وقالت سلطات إنفاذ القانون الروسية، إن الضحايا لقوا مصرعهم متأثرين بأعيرة نارية، وتسمم من الدخان.

وأُرسلت 3 مروحيات على الأقل لإطفاء الحريق أو لمحاولة إنقاذ الحضور في الحفل من السطح. ولم يتمكن رجال الإطفاء من احتواء الحريق إلا في وقت مبكر السبت. وقالت خدمة الطوارئ إنه أخمد في معظمه بحلول الساعة الخامسة صباحاً.

وانتهى البحث عن ناجين، السبت، مع بدء ظهور تفاصيل عن الضحايا. وكان العديد من الأشخاص الذين أصيبوا في الهجوم، والذين يزيد عددهم عن 100 شخص في حالة حرجة.

وقالت لجنة التحقيق الروسية، وهي هيئة عليا لإنفاذ القانون، الأحد، إنه تم انتشال 137 جثة من المبنى المتفحم، بما في ذلك جثث 3 أطفال. وأضافت أنه تم التعرف على هويات 62 ضحية حتى الآن، وأن الاختبارات الجينية جارية للتعرف على الباقين.

أين المهاجمين؟

تمكن المهاجمون من الفرار من مكان الحادث. وفي وقت مبكر، السبت، أعلن رئيس جهاز الأمن الفيدرالي FSB، وهي أعلى وكالة أمنية في روسيا، اعتقال 11 شخصاً على صلة بالهجوم، بما في ذلك "جميع الإرهابيين الأربعة المتورطين بشكل مباشر".

ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن أجهزة الأمن الروسية قولها: "بعد تنفيذ الهجوم الإرهابي، كان المجرمون يعتزمون عبور الحدود الروسية الأوكرانية، وكانت لديهم جهات اتصال مناسبة على الجانب الأوكراني". وتبنى تنظيم "داعش" الهجوم فيما نفت أوكرانيا أي ضلوع لها.

وقال الكرملين، السبت، إن جهاز الأمن الاتحادي الروسي أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين باعتقال 11 في أعقاب الهجوم على قاعة الحفلات الموسيقية قرب موسكو، الجمعة، والذي أسفر عن سقوط ضحايا ومصابين.

وكانت هناك دلائل على أن روسيا ستحاول إلقاء اللوم على أوكرانيا، على الرغم من إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته. وقال جهاز الأمن الفيدرالي في بيان، إن الهجوم تم التخطيط له بعناية، وإن "الإرهابيين حاولوا الفرار نحو أوكرانيا".

وكان نائب روسي، أعلن في وقت سابق، اعتقال اثنين من المشتبه بهم، في منطقة بريانسك جنوب غرب موسكو.

كم عدد الضحايا؟

أعلنت لجنة التحقيق الروسية، السبت، ارتفاع حصيلة ضحايا الهجوم الذي شهد إطلاق نار أعقبه حريق ضخم في قاعة للحفلات الموسيقيّة بضواحي العاصمة الروسيّة، مساء الجمعة، إلى 143 حالة وفاة فضلاً عن إصابة العشرات.

وكانت السلطات الروسية نشرت، على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة في منطقة موسكو، قائمة تضم أسماء 121 شخصاً يتلقون العلاج في عدة مستشفيات بعد إصابتهم في الهجوم الذي وقع بقاعة الحفلات الموسيقية Crocus City Hall.

وصرح وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو في وقت سابق لقناة "روسيا 24" التلفزيونية بأن 5 أطفال بين المصابين الذين يتلقون العلاج بالمستشفيات، مشيراً إلى وجود 60 مصاباً في حالة خطيرة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الرعاية الصحية المحلية أن ثلاثة أطفال كانوا ضمن الضحايا.

كيف استجاب الروس؟

لم يتطرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي أعلن فوزه في الانتخابات الرئاسية نهاية الأسبوع الماضي، علناً إلى هذه المأساة إلا ظهر السبت. وفي خطاب مدته خمس دقائق إلى الأمة، بدا وكأنه يضع الأساس لإلقاء اللوم على أوكرانيا في الهجوم، مدعياً أن "الجانب الأوكراني"، "أعد نافذة" للمهاجمين لعبور الحدود من روسيا إلى أوكرانيا.

لكنه لم يوجه اللوم بشكل قاطع، قائلا إن المسؤولين سيُعاقبون "أياً كانوا، وأيا كان من أرسلهم".

مع ذلك، تسبب الهجوم في زعزعة الشعور بالسلامة النسبية لدى سكان موسكو على مدى العقد الماضي، ما أعاد ذكريات الهجمات التي ألقت بظلالها على الحياة في العاصمة الروسية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

وأعلنت روسيا يوم حداد وطني، الأحد وسط تساؤلات حول هويات ودوافع الجناة. وتم تنكيس الأعلام على المباني في جميع أنحاء البلاد.

لماذا يستهدف "داعش خراسان" روسيا؟

قال مسؤول أميركي إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية تؤكد صحة إعلان تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عن هجوم أسفر عن سقوط عشرات الضحايا عبر استهداف حفل موسيقي قرب العاصمة الروسية موسكو، الجمعة.

وعلى الرغم من أن الهجوم الذي نفّذه "داعش" في روسيا يُمثل تصعيداً كبيراً، فإن خبراء قالوا إن التنظيم "عارض بوتين في السنوات القليلة الماضية فقط".

اقرأ أيضاً

بعد هجوم قاعة الحفلات.. لماذا يستهدف "داعش خراسان" روسيا؟

أعلن تنظيم "داعش خراسان" مسؤوليته عن هجوم قاعة الحفلات الموسيقية في موسكو، والذي أسفر عن سقوط عشات الضحايا والمصابين.. فما هي دوافع هذا التنظيم؟

وقال كولين كلارك من مركز "صوفان" البحثي ومقره واشنطن: "ركز تنظيم داعش خراسان اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين، وتضمنت دعايته مراراً انتقاداً لبوتين".

بدوره، قال مايكل كوجلمان، من مركز "ويلسون" ومقره واشنطن، إن التنظيم يرى أن روسيا "متواطئة في أنشطة تضطهد المسلمين باستمرار"، مضيفاً أن التنظيم "يضم بين أعضائه عدداً من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى الذين لديهم مظالمهم الخاصة حيال موسكو".

وكانت وكالة "أعماق" التابعة لـ"داعش"، أعلنت مسؤولية التنظيم عن هجوم قاعة مدينة كروكوس.

وقالت الوكالة عبر تطبيق تليجرام، إن عناصر التنظيم هاجموا تجمعاً كبيراً في مدينة كراسنوجورسك في ضواحي العاصمة الروسية "وقتلوا وأصابوا المئات، وألحقوا دماراً كبيراً بالمكان قبل أن ينسحبوا إلى قواعدهم بسلام".

تصنيفات

قصص قد تهمك