قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، الجمعة، إن المناقشات بشأن "خطة السلام" التي اقترحها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، كانت محور اجتماع جمعه بنظيره الهندي سوبراهمانيام جايشانكار، فيما انتقد اعتماد نيودلهي على "الإرث السوفييتي"، في وقت تواصل الدولة التي مزقتها الحرب حشد الدعم ضد روسيا.
والتقى كوليبا مع جايشانكار، في أول زيارة لمسؤول أوكراني رفيع المستوى إلى الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ الغزو الروسي قبل عامين، إذ ستستمر ليومين، وفقاً لما أوردته "بلومبرغ".
وأضاف كوليبا: "لقد أولينا اهتماماً خاصاً لصيغة السلام والخطوات التالية على طريق تنفيذها"، في إشارة إلى مبادرة تتطلب انسحاباً روسياً من جميع الأراضي الأوكرانية.
واقترح زيلينسكي في ديسمبر من عام 2022، خطة من 10 نقاط لتحقيق سلام عادل ودائم في أوكرانيا، وبذل جهود دبلوماسية حثيثة لتقديم خطته لزعماء العالم، وفي طليعتهم الرئيس الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
إرث سوفييتي "يتبخر"
وحض وزير الخارجية الأوكراني، الهند على الوقوف إلى جانب كييف، قائلاً في تصريحات لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "إن التعاون بين الهند وروسيا يعتمد إلى حد كبير على الإرث السوفييتي. إنه إرث يتبخر".
وتأتي زيارة كوليبا للهند في وقت تمر فيه أوكرانيا بأصعب الظروف منذ الغزو الروسي واسع النطاق في عام 2022، مع سيطرة روسيا على الخطوط الأمامية، ووسط تجميد واشنطن دعمها العسكري الإضافي، بسبب الانقسامات في الكونجرس.
ومع ذلك، أعرب كوليبا عن ثقته في تواصل واشنطن إلى اتفاق لتمرير حزمة مساعدات جديدة، بغض النظر عن نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في نوفمبر المقبل.
بدوره، قال جايشانكار في منشور عبر حسابه بمنصة "إكس" إن اجتماعه مع كوليبا "ركز على الحرب المستمرة وتداعياتها الأوسع نطاقاً"، مشيراً إلى أنهما "تبادلا وجهات النظر بشأن مبادرات مختلفة في هذا السياق"، كما ناقشا وسائل زيادة التجارة في اجتماع بين الحكومتين.
دور هندي وقمة سويسرية
وتعمل سويسرا لاستضافة قمة عالمية للسلام بحلول الصيف، وتسعى إلى تشكيل تحالف واسع من الدول لفض الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ قال وزير الدفاع السويسري إنه "من المحتمل جداً ألا تشارك روسيا في الجولة الأولى من المناقشات".
وتدفع الهند، التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية عميقة مع روسيا، باستمرار إلى الحوار والدبلوماسية لإنهاء الحرب، لكنها لم تنتقد روسيا علناً، أو تصوت ضدها في الأمم المتحدة بسبب الحرب.
وتحدث رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إلى الرئيسين الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف في وقت سابق من هذا الشهر، إذ ظلت نيودلهي متشككة بشأن نتيجة قمة السلام دون مشاركة روسيا.
ولا تزال روسيا أكبر مورد للأسلحة للهند، على الرغم من الجهود الأخيرة التي بذلتها نيودلهي لتنويع وارداتها، كما أنها أصبحت المشتري الرئيسي للنفط الخام الروسي بسعر مخفض.