قالت وزارة الدفاع السورية، الاثنين، إن ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى القنصلية الإيرانية في حي المزة بالعاصمة دمشق، أدت إلى تدمير المبنى بالكامل، وأسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين، موضحة أن عمليات انتشال جثامين الضحايا وإسعاف الجرحى "مستمرة".
ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، عن مصدر عسكري، قوله: "حوالي الساعة 17:00 مساء الاثنين، شن العدو الإسرائيلي عدواناً جوياً من اتجاه الجولان السوري المُحتل، مستهدفاً مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
وأضاف المصدر العسكري أن "العدوان أدى إلى تدمير البناء بكامله وسقوط وإصابة كل من بداخله، ويجري العمل على انتشال جثامين الضحايا وإسعاف الجرحى وإزالة الأنقاض".
وذكر وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في تصريحات من مقر السفارة الإيرانية بدمشق، أن "كيان الاحتلال الإسرائيلي لن يستطيع التأثير على العلاقات التي تربط بين إيران وسوريا"، معرباً عن إدانة بلاده بقوة "هذا الاعتداء الإرهابي الشنيع الذي استهدف مبنى القنصلية الإيرانية بدمشق، وأدى إلى سقوط العديد من الأبرياء".
من جانبه، رجّح السفير الإيراني لدى سوريا حسين أكبري، سقوط من 5 إلى 7 أشخاص جراء الهجوم الإسرائيلي، لافتاً إلى أن عمليات البحث لا زالت مستمرة.
وتوعد أكبري بالرد على الهجوم الذي استهدف قنصلية بلاده بدمشق قائلاً: "رد طهران سيكون قاسياً".
بدورها، أفادت شبكة أنباء "الطلبة" الإيرانية، بأن القيادي البارز في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، محمد رضا زاهدي، لقي حتفه في ضربة إسرائيلية بسوريا.
وذكر التلفزيون الرسمي الإيراني، أن هناك عدداً من الدبلوماسيين الإيرانيين لقوا حتفهم في الضربة الإسرائيلية على القنصلية.
"إسرائيل تتحمل عواقب الهجوم"
ودعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان "المجتمع الدولي" إلى "رد جدي" على القصف الإسرائيلي والذي وصفه بـ"العمل الإجرامية".
كما نقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية، عن عبد اللهيان، قوله إن طهران تُحمل إسرائيل عواقب الهجوم، مؤكداً أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية بدمشق انتهاك لكل المواثيق الدولية.
وذكرت وكالة "فرانس برس"، أن "سفير إيران لدى سوريا أكد أن القنصلية في دمشق استُهدفت بـ6 صواريخ أطلقتها مقاتلات F-35".
من جهة أخرى، قال البيت الأبيض إن "الإدارة الأميركية على علم بتقارير عن ضربة جوية إسرائيلية على السفارة الإيرانية في دمشق"، لافتاً إلى أن "الأمر قيد البحث".
وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن إسرائيل طلبت من سفاراتها في أنحاء العالم تعزيز إجراءات الأمن في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية بدمشق.
وقال موقع "واي نت" الإخباري إن السلطات طلبت من الدبلوماسيين "الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الوقائية وتوخي المزيد من الحذر خلال العمليات الاعتيادية".
مبنى القنصلية "دُمر بالكامل"
وأوردت وسائل إعلام إيرانية، أن مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق "دُمر بالكامل"، مشيرةً إلى أن السفير الإيراني لدى سوريا وعائلته بخير بعد الهجوم الإسرائيلي.
وكانت وسائل إعلام إيرانية ذكرت، في وقت سابق الاثنين، أن مبنى قريباً من السفارة الإيرانية في دمشق تعرض إلى قصف جوي إسرائيلي، فيما أشارت شبكة CNN إلى أن هناك قصفاً استهدف القنصلية الإيرانية ومقر إقامة السفير الإيراني في سوريا، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
كما أفادت وكالة الأنباء السورية في وقت سابق بسماع دوي انفجار في محيط دمشق، وقالت إن الدفاعات الجوية السورية اعترضت "أهدافاً معادية" في محيط العاصمة.
ومنذ عام 2011، شنّت إسرائيل مئات الضربات الجوية على سوريا، طالت بشكل رئيسي أهدافاً إيرانية وأخرى تابعة لـ"حزب الله" اللبناني، بينها مستودعات وشحنات أسلحة وذخائر، كما طالت أيضاً مواقع للجيش السوري.
ونادراً ما تؤكد إسرائيل تنفيذ الضربات، لكنها تكرر أنها ستتصدى لما تعتبره "مساع تبذلها طهران لترسيخ وجودها العسكري في سوريا".