لـ"ردع الصين".. دول "أوكوس" تدرس توسيع التحالف وضغوط أميركية لضم اليابان

تباين في الآراء بشأن مشاركة طوكيو.. وإعلان مرتقب لإطلاق محادثات "الركيزة الثانية"

time reading iconدقائق القراءة - 7
الرئيس الأميركي جو بايدن يتوسط رئيسي الوزراء البريطاني ريشي سوناك والأسترالي أنتوني ألبانيز في كاليفورنيا خلال تصريحات بشأن تحالف أوكوس. 13 مارس 2023 - AFP
الرئيس الأميركي جو بايدن يتوسط رئيسي الوزراء البريطاني ريشي سوناك والأسترالي أنتوني ألبانيز في كاليفورنيا خلال تصريحات بشأن تحالف أوكوس. 13 مارس 2023 - AFP
دبي -الشرق

قالت مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا، ستبدأ محادثات بشأن ضم أعضاء جدد إلى تحالف "أوكوس" Aukus الذي ستقدم بموجبه واشنطن ولندن غواصات نووية بتكنولوجيا متقدمة إلى أستراليا، بينما تسعى واشنطن إلى ضم اليابان إلى الاتفاقية الأمنية التي تهدف إلى "ردع الصين" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حسبما نقلت "فاينانشيال تايمز"، الأحد.

وكشفت الصحيفة، نقلاً عن مصادر مطلعة، لم تكشف هويتها، أن وزراء دفاع "أوكوس" سيعلنون، الاثنين المقبل، إطلاق محادثات تتعلق بما يصفونه بـ"الركيزة الثانية" للتحالف، والتي تتضمن التعاون في تقنيات مثل تلك المستخدمة تحت سطح البحر والأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت، ولكنهم لا يرغبون في توسيع "الركيزة الأولى" التي تركز على شراء أستراليا للغواصات التي تعمل بالطاقة النووية.

وذكرت الصحيفة، أن البيان المتوقع، سيأتي قبل أن يستضيف الرئيس الأميركي جو بايدن، رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا في القمة المرتقبة في البيت الأبيض، الأربعاء المقبل، والاجتماع الثلاثي التاريخي بين الولايات المتحدة واليابان والفلبين في اليوم التالي، قائلة إنه من المتوقع أن تعلن واشنطن وطوكيو، الأربعاء المقبل، خططهما بشأن أكبر تطوير لتحالفهما الأمني منذ عام 1960.

واعتبرت الصحيفة أن تعهد دول "أوكوس"، ببدء محادثات بشأن توسع التحالف يعد بمثابة حل وسط توصل إليه الحلفاء بعد أن دفع بعض المسؤولين الأميركيين اليابان للانضمام إلى الاتفاقية رسمياً كعضو.

وعندما تم إطلاق "أوكوس" في عام 2021، كان هناك حديث عن انضمام دول أخرى إلى "الركيزة الثانية" في وقت ما، وباعتبارها الحليف الأهم في آسيا بالنسبة للأعضاء الـ 3، فقد كانت طوكيو هي المرشح الطبيعي للانضمام.

وقالت الصحيفة، إن ضم شركاء جدد إلى التحالف "سيساعد في توزيع تكاليف تطوير التكنولوجيات المختلفة، وذلك بالنظر إلى أن اليابان باتت تزيد من إنفاقها الدفاعي، إذ إنها تقوم، على سبيل المثال، بالاستثمار بشكل أكبر في تطوير الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت.

وكانت التكهنات قد تزايدت بأنه سيُطلب من طوكيو الانضمام في الركيزة الثانية، خاصةً بعد أن قال السفير الأميركي في طوكيو، رام إيمانويل، الأسبوع الماضي، إن اليابان "على وشك أن تصبح أول شريك في الركيزة الثانية".

وقد رحب البعض في حكومة الولايات المتحدة سراً، بتعليقات السفير الأميركي في طوكيو، على أمل أن يضيف ذلك زخماً لضم طوكيو إلى التحالف، ولكن كلامه أثار استياء البيت الأبيض ولندن وكانبرا واليابان، لأنه "ليس هناك اتفاق بعد بشأن الأمر"، بحسب الصحيفة، التي لم يستجب إيمانويل لطلبها الحصول على تعليق.

تحديات ضم اليابان

وكانت أستراليا وبريطانيا تعارضان منذ أشهر، فكرة دعوة اليابان للانضمام في هذه المرحلة، ويرجع ذلك جزئياً إلى رغبتهما في "التركيز على حل التعقيدات القائمة في تعاونهما الثلاثي".

وقال كيرت كامبل، نائب وزير الخارجية الأميركي والمدافع عن انضمام طوكيو إلى "أوكوس"، الأسبوع الماضي، إن "الولايات المتحدة تقوم بالتطوير والإنتاج المشترك مع كل من بريطانيا وأستراليا بشكل منفصل، ولكن كيفية قيامنا بتقسيم العمل يمثل تحدياً".

كما تشعر بريطانيا وأستراليا بالقلق، كما هو الحال مع الكثيرين في واشنطن، من أن "اليابان لا تزال تفتقر إلى الأنظمة الأمنية اللازمة لحماية المعلومات الحساسة للغاية"، وقد أقر كامبل بأن "طوكيو لا يزال أمامها المزيد من العمل للقيام به"، قائلاً إن "الولايات المتحدة تحثها على اتخاذ إجراءات". وأضاف في فعالية مرتبطة بـ "أوكوس" في مركز CNAS البحثي في واشنطن: "لقد اتخذت طوكيو بعض هذه الخطوات، ولكن ليس كلها".

وتشدد أستراليا على ضرورة التركيز على برنامج الغواصات قبل توسيع الاتفاقية، بإضافة دول جديدة إلى الركيزة الثانية، ونقلت "فاينانشيال تايمز" عن أحد الأشخاص المطلعين على المناقشات بين حلفاء "أوكوس" قوله: "لا يزال الحلفاء الـ 3 متفقين على أن إتمام الركيزة الأولى هو الأولوية الآن".

وأوردت الصحيفة، أن هذه المسألة "أثارت الكثير من الجدل بين الحلفاء وداخل الإدارة الأميركية، حتى أنه في مرحلة ما، كانت هناك فكرة أن يصدر بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بياناً مشتركاً من أجل المزيد من التأثير، ولكنهم اختاروا في النهاية أن يعلن وزراء الدفاع الدول الـ 3 عن هذه الخطوة".

واعتبرت الصحيفة، أن بيان "أوكوس" المنتظر، قد يمهد الطريق أمام بايدن وكيشيدا لـ"إدراج إشارة طموحة في البيان المشترك الذي سيصدرانه بعد القمة الثنائية حول المشاركة اليابانية المستقبلية في التحالف".

وكان هناك أيضاً حالة من الجدل في اليابان بشأن فكرة الانضمام إلى التحالف، فعلى الرغم من أن طوكيو كانت من أشد المؤيدين لـ "أوكوس"، فإن بعض المسؤولين كانوا حذرين بشأن الضغط بشدة من أجل انضمامها في ضوء "الانقسامات القائمة بين دول التحالف".

وفي مقابلة أجراها مع "فاينانشيال تايمز"، يوم الجمعة الماضي، أكد رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا، أنه لم يتم اتخاذ قرار رسمي بعد بشأن كيفية تعاون اليابان مع "أوكوس" في المستقبل، قائلاً: "من أجل الوصول لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ حرة ومفتوحة، فإننا نود مواصلة الجهود المختلفة لتعزيز تعاوننا مع الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة، فهم شركاء مهمون في الأمن والدفاع".

وأعلن تحالف "أوكوس"، في أبريل 2022، بدء تعاون ثلاثي جديد بشأن القدرات فوق الصوتية ومضادات تفوق سرعة الصوت، وقدرات الحرب الإلكترونية، إضافة إلى توسيع مشاركة المعلومات وتعميق التعاون في الابتكار الدفاعي.

وتحالف "أوكوس" هو اتفاقية أمنية ثلاثية بين أستراليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، نشأت في سبتمبر 2021، بحيث تساعد كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، أستراليا في تطوير ونشر غواصات تعمل بالطاقة النووية، إضافة إلى تعزيز الوجود العسكري الغربي في منطقة المحيط الهادئ.

تصنيفات

قصص قد تهمك