توجه الناخبون في كوريا الجنوبية إلى صناديق الاقتراع، الأربعاء، لانتخاب برلمان جديد يعد استفتاءً وطنياً، ويحدد مقدار السلطة التي يتمتع بها الرئيس يون سوك يول، خلال السنوات الثلاث المتبقية في منصبه، وفق ما أوردته "بلومبرغ".
وبدأ التصويت في تمام الساعة 6 صباحاً بالتوقيت المحلي (9 من مساء الثلاثاء بتوقيت جرينتش)، وسينتهي في 6 من مساء الأربعاء، لجميع المقاعد الـ 300 في البرلمان المؤلف من مجلس واحد والمعروف باسم "الجمعية الوطنية".
ويحاول حزب قوة الشعب المحافظ، الذي يتزعمه يون، قلب أكثر من 30 مقعداً للحصول على الأغلبية التي يسيطر عليها الآن المعسكر التقدمي بقيادة الحزب الديمقراطي المعارض الرئيسي.
ومن بين المقاعد الـ300، تتم تسوية 254 مقعداً عن طريق الانتخابات المباشرة في الدوائر الانتخابية، ويتم تخصيص الباقي عن طريق التمثيل النسبي.
ووفقاً لوكالة "يونهاب" للأنباء، فإن التوقعات تشير على نطاق واسع، إلى أن "الحزب الديمقراطي" المعارض الرئيسي سيفوز بمقاعد أكثر من حزب "سلطة الشعب" الحاكم، حتى إن البعض يتوقع حصول تكتل المعارضة الأوسع على أكثر من 200 مقعد مجتمعة.
وإذا فاز تكتل المعارضة الأوسع بأكثر من 200 مقعد في الجمعية الوطنية المكونة من 300 عضو، فإنه سيمنح أحزاب المعارضة أغلبية الثلثين القوية بما يكفي لتجاوز حق النقض الرئاسي وحتى عزل الرئيس.
ويحمل السباق، الذي يجري كل 4 أعوام، وزناً إضافياً للحزب الحاكم، لأن الفشل في استعادة الأغلبية قد يجعل إدارة يون "مكبلة الأيدي" خلال السنوات الثلاث المتبقية من فترة ولايته الوحيدة التي تبلغ مدتها 5 سنوات، والتي تنتهي في عام 2027.
قضايا تهيمن على السباق الانتخابي
ويعد الاهتمام العام بانتخابات هذا العام مرتفعاً، إذ وصلت نسبة التصويت المبكر القياسية إلى 31.28%، وهي المرة الأولى التي تجاوزت فيها نسبة التصويت المبكر في الانتخابات البرلمانية 30%، منذ أن أدخلت كوريا الجنوبية هذا النظام في عام 2014.
وأظهرت العديد من الاستطلاعات مؤخراً، أن مرشحي الحزب الديمقراطي كانوا متقدمين على نظرائهم من حزب سلطة الشعب في العديد من المناطق، حتى في بعض معاقل حزب سلطة الشعب في جنوب شرقي البلاد، وإن كان ذلك في حدود هوامش الخطأ.
وقال زعيم الحزب الديمقراطي لي جيه ميونج عشية الانتخابات، قبل حضور جلسة استماع في محكمة منطقة سول المركزية بشأن تهم "الفساد" التي يدعي أنها "ملفقة": "أرجو التصويت لمنع القوة السياسية التي خانت الشعب من الحصول على الأغلبية البرلمانية".
بدوره، صرح زعيم حزب "سلطة الشعب"، هان دونج هون: "يرجى منحنا الحد الأدنى من المقاعد التي يمكننا استخدامها للتصدي لهذه المعارضة غير الأخلاقية والمخزية. هناك حاجة إلى دعم ساحق في يوم الانتخابات لمنع كوريا الجنوبية من الوقوع في حالة من التدهور".
وتشير استطلاعات الرأي إلى أن أهم القضايا بالنسبة للناخبين هي معالجة التضخم الذي يؤثر على الرواتب، وكبح جماح أسعار المساكن وتوفير القوة لاقتصاد البلاد الذي يعتمد على التصدير والمتباطئ، بحسب "بلومبرغ".
كما أن إضراب الأطباء المتدربين لفترات طويلة، بسبب خطط زيادة مقاعد كليات الطب، يخيم على السباق، حيث تشير الاستطلاعات إلى أن الجمهور سأم من النزاع العمالي، رغم أنه يؤيد خطة يون لإضافة المزيد من الأطباء.
ويرى مراقبون أن 48 دائرة انتخابية في سول، تعد بمثابة "ساحات معارك شرسة"، لأنها ستحدد نتيجة الانتخابات في نهاية المطاف.