كوريا الجنوبية.. قطار فائق السرعة لزيادة معدل المواليد

time reading iconدقائق القراءة - 4
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يستقل قطاراً سريعاً في سيول. 29 مارس 2024 - REUTERS
رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يستقل قطاراً سريعاً في سيول. 29 مارس 2024 - REUTERS
سول - القاهرة -رويترزالشرق

تطلق كوريا الجنوبية خدمة قطار فائق السرعة من شأنها أن تقلل وقت السفر بين وسط سول وضواحيها، وهو مشروع يأمل المسؤولون في أن يشجع المزيد من الشباب على التفكير في منازل خارج المدينة، والبدء في إنجاب أطفال، فيما تعد معدلات الخصوبة في كوريا الجنوبية، الأدنى عالمياً.

وعادة ما يقول الشباب إن الأسباب الرئيسية لعدم الزواج وتكوين أسرة هي الوقت الطويل التي تستغرقه التنقلات، والمنازل باهظة التكلفة، والضيقة في منطقة سول الكبرى التي يسكنها حوالي نصف السكان.

ويقل معدل المواليد في سول حتى عن متوسطه على مستوى البلاد، وقد سعت الحكومة لزيادة عدد المواليد الجدد من خلال تقديم إعانات، لكنها لم تحقق نجاحاً يذكر.

Great Train express

ويعلق المسؤولون الآمال على مشروع Great Train express، وهو مشروع قطار سريع تحت الأرض بقيمة 134 تريليون وون (99.5 مليار دولار)، وسيوفر بحلول عام 2035 ستة خطوط، تربط سول بعدة مناطق خارجها.

وافتتح الرئيس يون سوك يول، الجمعة، جزءاً من الخط الأول سيختصر وقت التنقل من مدينة سوسيو في العاصمة إلى مدينة دونجتان التابعة لها إلى 19 دقيقة من 80 دقيقة بالحافلة.

وقال إن مدة التنقل الأقصر "ستمكن الناس من قضاء المزيد من الوقت مع أسرهم في الصباح والمساء".

وأفاد المسؤولون بأنه من المقرر تشغيل الخط، السبت، وبمجرد تشغيله بكامل طاقته، سيكون القطار واحداً من أسرع أنظمة قطارات الأنفاق في العالم؛ لأن القطارات ستسير بسرعة تصل إلى 180 كيلومتراً في الساعة.

وذكر وزير الأراضي بارك سانج وو، لـ"رويترز" أن المشروع سيتيح للشباب فرصة التفكير في منازل بعيداً عن العاصمة، بدون قضاء ساعات في التنقل، مضيفاً أنهم يستطيعون قضاء الوقت المتوفر مع عائلاتهم.

غير أن بعض المحللين يقولون إن المشروع قد يساهم في تراجع أهمية المناطق الريفية في كوريا الجنوبية من خلال جذب المزيد من الناس إلى العاصمة المكتظة بالفعل، فيما تبدو ظاهرة انخفاض معدلات الخصوبة ذات طابع عالمي.

كوريا الجنوبية مهددة بـ"الانقراض"

ومؤخراً، أظهرت دراسة حديثة أن معدلات الخصوبة في الدول جميعها تقريباً ستكون منخفضة للغاية، بحيث لا يمكنها الحفاظ على مستويات السكان بحلول نهاية القرن، وأن معظم المواليد الأحياء حول العالم سيكونون من الدول الأكثر فقراً، بحسب مجلة "ذي لانسيت".

لكن حجم الأزمة يتخذ طابعاً خطيراً في كوريا الجنوبية على وجه خاص، وفي ديسمبر الماضي، حذّر وزير العدل الكوري الجنوبي هان دونغ- هون، من أن بلاده مهددة بـ"الانقراض"، وبحاجة إلى قبول الهجرة لدرء "الكارثة السكانية" بحسب صحيفة "تليجراف".

وقال هان دونغ- هون: "عندما يتعلق الأمر بسياسات الهجرة، فقد تجاوزنا مرحلة التداول بشأن تنفيذها أم لا، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فلن نتمكن من الهروب من مصير الانقراض بسبب الكارثة السكانية".

وقد تجاوزت الوفيات عدد المواليد لأكثر من ثلاث سنوات في كوريا الجنوبية، وسط انخفاض مطرد في معدل الخصوبة الإجمالي في البلاد، وهو متوسط عدد الأطفال الذين تنجبهم المرأة في حياتها.

وسجل المعدل مستوى قياسياً منخفضاً آخر بلغ 0.7 في الربع الثاني من عام 2023 - وهو أقل بكثير من المستوى البالغ 2.1 الذي من شأنه أن يبقي عدد سكانها مستقراً عند 51 مليون نسمة- ما يثير المزيد من الانزعاج بشأن التأثير الاجتماعي والاقتصادي لمثل هذه الشيخوخة السريعة للسكان.

تصنيفات

قصص قد تهمك