اعتبر رئيس وزراء إسبانيا، بيدرو سانشيز، الذي يعد من أكثر الأصوات انتقاداً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أن الاعتراف بدولة فلسطينية يعد "مصلحة جيوسياسية لأوروبا"، مجدداً التأكيد على أن مدريد "مستعدة" للقيام بهذه الخطوة.
وقال سانشيز أمام نواب إسبان، إن "الأسرة الدولية لا يمكنها أن تساعد الدولة الفلسطينية ما لم تعترف بوجودها"، مضيفاً أن اعترافاً كهذا "يندرج في إطار المصلحة الجيوسياسية لأوروبا، وإسبانيا مستعدة للاعتراف بدولة فلسطينية"، دون أن يحدد موعداً لذلك.
وندد سانشيز بـ "الرد غير المتناسب بتاتاً" من جانب حكومة بنيامين نتانياهو على "هجوم 7 أكتوبر"، معتبراً أنه "يقوض عقوداً من القانون الإنساني الدولي، ويهدد بزعزعة استقرار الشرق الأوسط وبالتالي العالم بأسره".
وكانت الناطقة باسم الحكومة الإسبانية، بيلار أليجريا، قالت، الثلاثاء، إن "سانشز سيلتقي في الأيام المقبلة رؤساء حكومات عدد من الدول بينها النرويج والبرتغال"، للحديث مرة أخرى عن "ضرورة المضي قدماً باتجاه الاعتراف بدولة فلسطين".
وكان سانشيز قال في تصريحات أدلى بها لصحافيين رافقوه، الأسبوع الماضي، خلال جولة في الأردن والسعودية وقطر، إن إسبانيا "تعتزم القيام بذلك بحلول نهاية يونيو المقبل".
ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، يحاول رئيس الوزراء الاشتراكي، الدفع داخل الاتحاد الأوروبي بشأن هذا الاعتراف، ونهاية مارس الماضي، أصدر إعلاناً مشتركاً مع نظرائه الإيرلندي والمالطي والسلوفيني، يؤكدون "استعداد بلادهم للاعتراف بدولة فلسطينية"،ما يقدم مساهمة إيجابية في حل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
يشار إلى أن إسبانيا، عارضت عقب اندلاع الحرب على غزة، في أكتوبر الماضي، تعليق الاتحاد الأوروبي المساعدات للفلسطينيين، إذ قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الإسبانية، خوسيه مانويل ألباريس، إن حكومته تعارض اقتراحات تعليق مساعدات الاتحاد الأوروبي للأراضي الفلسطينية.
في 2014، تبنى البرلمان الإسباني بالإجماع تقريباً، قراراً غير ملزم يدعو إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية. وفي عام 1991، استضافت مدريد مؤتمر السلام في الشرق الأوسط. وبعد عامين من هذا المؤتمر، تم التوقيع في واشنطن على اتفاقية أوسلو التي تنص على اعتراف متبادل بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية.
تحرك إيرلندي
وفي خطوة مماثلة، أعلن وزير الخارجية الإيرلندي، مايكل مارتن، الثلاثاء، في دبلن أن بلاده تعتزم التحرك للاعتراف بدولة فلسطينية في الأسابيع المقبلة.
وقال مارتن، إنه سيقدم اقتراحاً رسمياً للحكومة بشأن الاعتراف بدولة فلسطينية مع اختتام "مناقشات دولية أوسع".
وأضاف في كلمة أمام البرلمان الإيرلندي: "لا يساور الشك أحداً منكم في أن الاعتراف بدولة فلسطينية سيحدث"، لافتاً إلى أن إرجاء الاعتراف "لم يعد مقنعاً، أو يمكن الدفاع عنه بعد الآن".
وفي وقت لاحق أبلغ مارتن موقع "جورنال" المحلي الإخباري، أن الاقتراح الرسمي سيتم التقدم به "في الأسبوعين المقبلين". وقال إنه خلال الأشهر الستة الماضية أجرى مناقشات بشأن الأمر مع دول أخرى مشاركة في مبادرات سلام.
وقال مارتن: "ليس لدي أدنى شك في أن جرائم حرب قد ارتكبت، وأنا أدين بشدة القصف المستمر لشعب غزة"، مضيفاً أن الاعتراف بدولة للفلسطينيين "يمكن أن يكون حافزاً لمساعدة سكان غزة والضفة الغربية وتعزيز مبادرة السلام العربية".
وتقول إيرلندا منذ فترة طويلة، إنه ليس لديها أي اعتراض من حيث المبدأ على الاعتراف رسمياً بدولة فلسطينية، إذا كان هذا يمكن أن يساعد في عملية السلام بالشرق الأوسط.