تعتقد الولايات المتحدة وحلفاؤها أن إيران أو أذرعها على "وشك" شن "هجمات كبيرة" بصواريخ أو بطائرات مسيرة ضد أهداف عسكرية وحكومية في إسرائيل، رداً على استهداف قنصلية طهران في دمشق، ما يمثل تصعيداً كبيراً للصراع المستمر منذ 6 أشهر، بسبب حرب إسرائيل على قطاع غزة، بحسب ما ذكرته مصادر مطلعة على معلومات استخباراتية لـ"بلومبرغ".
وتوقعت المصادر التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن يتم الهجوم المحتمل، الذي قد تستخدم فيه صواريخ عالية الدقة، خلال "الأيام المقبلة".
وذكر مصدر أن "ثمة اعتقاد، بناءً على تقييمات الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، أن الأمر هو مسألة وقت، وليس مجرد احتمالية".
"في انتظار الرد"
وهددت إيران خلال الأيام الأخيرة، بضرب إسرائيل رداً على هجوم استهدف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق، في الأول من أبريل الجاري، ما أسفر عن سقوط مسؤولين عسكريين إيرانيين رفيعي المستوى.
ولم تعترف تل أبيب صراحة بأنها وراء هذا الهجوم، على الرغم من أنها تتبع تقليدياً سياسة الغموض، بشأن العمليات في سوريا ولبنان وأماكن أخرى.
وقالت مصادر لـ"بلومبرغ"، إنه تم إبلاغ حلفاء إسرائيل الغربيين بأن المنشآت الحكومية والعسكرية الإسرائيلية قد تكون مستهدفة، ولكن لا يُتوقع استهداف منشآت مدنية، مشيرةً إلى أن المسؤولين الأميركيين يساعدون إسرائيل في التخطيط وتبادل تقييمات الاستخبارات.
وأبلغت إسرائيل حلفاءها أنها تنتظر الهجوم الإيراني قبل شن هجومها البري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك على الرغم من عدم وضوح موعد بدء هذه العملية.
ووفقاً للمصادر، فإن المعلومات الاستخباراتية الأميركية والغربية تشير إلى أن هجوماً من إيران ووكلائها لن يأتي بالضرورة من شمال إسرائيل، والتي تشهد اشتباكات مستمرة منذ أشهر مع جماعة "حزب الله" اللبنانية.
ومنذ الهجوم الذي استهدف القنصلية الإيرانية في دمشق، نفذت إسرائيل غارة جوية ليلية على لبنان، أودت بحياة قيادي كبير في "حزب الله".
ويتفق المسؤولون الإسرائيليون مع وجهة نظر الحلفاء، مهددين طهران علناً بأنها إذا ضربت الأراضي الإسرائيلية، فإن تل أبيب ستضرب الأراضي الإيرانية.
وفي وقت سابق الأربعاء، جدد المرشد الإيراني علي خامنئي تعهده بالرد على إسرائيل، بسبب ضربة دمشق التي قال إنها "بمثابة هجوم على الأراضي الإيرانية".
ونقلت "بلومبرغ" عن مصدر قوله، إن "البعثات الدبلوماسية الأجنبية تستعد بالفعل للضربات المحتملة، وتضع خطط طوارئ للإجلاء وسط طلبات من السلطات الإسرائيلية بشأن إمدادات الطوارئ مثل المولدات والهواتف التي تعمل بالأقمار الاصطناعية"، لافتاً إلى أنهم "ليسوا على علم بأي بعثات غربية تخطط للإجلاء الفوري".
التزام قوي
وبينما دفعت الولايات المتحدة إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، أعربت إدارة الرئيس جو بايدن عن استعدادها لدعم تل أبيب في حالة وقوع هجوم من إيران أو عبر وكلائها.
وقال بايدن، الأربعاء: "نريد التعامل مع التهديد الإيراني بشن هجوم كبير، إنهم يهددون بشن هجوم كبير في إسرائيل"، وتابع: "كما قلت لرئيس الوزراء (الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، فإن التزامنا بأمن إسرائيل ضد هذه التهديدات من إيران ووكلائها هو التزام قوي للغاية. اسمحوا لي أن أقولها مرة أخرى، إنه قوي للغاية".
وأوضح مصدر لـ"بلومبرغ"، أنه "ليس من الواضح بعد ما إذا كان هجوماً محتملاً من قبل إيران ووكلائها سيحول الصراع إلى حرب أوسع وأطول أمداً، أو سيظل قيد الاحتواء".
ولفتت "بلومبرغ" إلى أنه في حال وجهت إيران ضربة مباشرة على مدينة إسرائيلية، فستكون الأولى من نوعها، متوقعةً تصاعد الأعمال العدائية بطريقة كبيرة.
وقررت إسرائيل، الأسبوع الماضي، إغلاق 28 مقراً دبلوماسياً لها بمختلف أنحاء العالم، بشكل مؤقت، بعد تحذيرات أمنية ومخاوف من هجمات انتقامية قد تشنها إيران.
وكان مستوى التأهب في البعثات الإسرائيلية بالخارج مرتفعاً بالفعل في أعقاب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة، ومنذ ذلك الوقت أخلت وزارة الخارجية الإسرائيلية 7 بعثات دبلوماسية لها في كل من مصر والأردن والبحرين والمغرب وتركيا (أنقرة وإسطنبول)، بالإضافة إلى تركمانستان، لكن في أعقاب استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق، تم إعلان جميع البعثات الإسرائيلية بجميع أنحاء العالم في حالة تأهب قصوى، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت".